لماذا نهرب من مكان الحادث؟

حوادث السيارات من أخطر أنواع الحوادث التي تحدث في العالم كله وفي مصر خاصة والتي تتسبب في إزهاق الكثير من الأرواح لأسباب عديدة منها رعونة السائقين والسرعة الجنونية على الطريق وخاصة سائقي الأجرة والميكروباص وكذلك مخالفة بعض السائقين لقواعد المرور منها على سبيل المثال لا الحصر: السير في الاتجاه المخالف، عدم الالتزام بالسرعة المحددة، حالة السيارة السيئة وخاصة في السيارات القديمة والمتهالكة، الحمولات الزائدة والسير في طرق غير مؤهلة لتلك الحمولات، وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى وقوع تلك الحوادث بشكل يومي ومتكرر، سنحاول التعرض لهذا الموضوع من زاوية أخرى لم يتطرق إليها أحد من قبل وهي سلوكيات المواطنين في التعامل مع هذه  الحوادث.

الهروب من مكان الحادث

الهروب من مكان الحادث

لحظة الحادث:

اللحظات الأولى هي اللحظات الأصعب على المصابين في الحادث وهي لحظات هامة جداً وحرجة يجب التنبه لها لأن التصرف الصحيح في هذه اللحظات قد يساعد في إنقاذ أرواح الكثير من المصابين، والتصرف الخاطئ في هذه اللحظات قد يكون سبباً في إزهاق العديد من الأرواح.

التشاجر:

عندما تمشي في أحد الشوارع الرئيسية في أي مدينة من مدن مصر المحروسة وتجد زحاماً ومجموعة من الناس يجتمعون حول سيارة أو اثنين تعرف أن وراء هذا الزحام وهذا التجمع حادث سيارة إما أن السيارة صدمت شخصاً أو أن سيارتين اصطدمتا ببعض، وللأسف أن أول ما يفعله سائق السيارة هو التشاجر مع السائق الآخر ونسمع مجموعة من الشتائم الخارجة من كلا الطرفين ومحاولة كلاً منهما إلقاء اللوم على الآخر وإثبات براءته من أجل تدبيس الطرف الآخر في تكاليف إصلاح السيارتين بدلاً من الاطمئنان على بعضهما ومحاولة مساعدة الطرف المصاب إن وجد، كما يحدث في الدول الأجنبية وكذلك الدول العربية المجاورة لنا.

الهروب من مكان الحادث:

من الظواهر السيئة جداً هي هروب السائق من مكان الحادث وترك المصاب مُلقى على الأرض دون حتى محاولة إسعافه أو الإتصال بسيارة الإسعاف أو نقله إلى أقرب مستشفى من أجل إنقاذ حياته قبل أن ينزف دماً كثيراً  وقد تكون الإصابة بسيطة (كسر في الذراع أو الساق) ولكن تحتاج إلى عناية طبية سريعة، وقد تكون إصابة كبيرة تحتاج إلى إجراء عملية جراحية عاجلة وعنصر الوقت مهم جداً في إنقاذ المصاب وفي وقف النزيف الداخلي والخارجي للمصاب.

التصرفات الهمجية:

من التصرفات الهمجية التي تحدث في بعض المناطق هو هجوم مجموعة من الناس على سائق السيارة المتسببة في الحادث وتكسير السيارة والتعدي على سائقها بالضرب حتى يصاب بإصابات خطيرة أو يُقتل من شدة الضرب أو نتيجة ضربة خاطئة من أحد المتهورين الذي فقد أعصابه، والتصرف الصحيح في هذه الحالة هو استدعاء سيارة الإسعاف للمصاب وإستدعاء الشرطة لسائق السيارة المتسببة في الحادث لأنها هي الجهات المختصة بالتعامل مع هذه الحوادث.

لماذا نهرب:

لماذا يهرب السائق من مكان الحادث بينما الواجب عليه استدعاء الإسعاف للمصاب ومحاولة إنقاذه أو نقله إلى أقرب مستشفى بسيارته  ثم تسليم نفسه لأقرب نقطة شرطة أو الانتظار في مكان الحادث حتى وصول الشرطة والإسعاف ولكن هذا لا يحدث بسبب خوف السائق على حياته فيهرب خوفاً من بطش الناس به، وليس السائق وحده الذي يهرب فبعض الناس بل أكثرهم يهرب من المسئولية إذا وجد مصاباً في الطريق فيتجاهله ويمشي في طريقه كأنه لم يرى شيئاً خوفاً من المساءلة القانونية والسؤال والجواب والتحقيقات التي تقوم بها الشرطة وهذا دورها.

الخلاصة:

مثل هذه الظواهر السلبية التي تم رصدها في هذا المقال تتسبب في ضياع الحقوق وخسارة المزيد من الأرواح بسبب جبن أحدهم وسلبية الآخر، ولذلك لابد لنا من مراجعة أنفسنا والتخلص من هذه الظواهر السلبية والتصرف بإيجابية في مثل هذه المواقف، كما يتصرف أشقائنا في الدول العربية بطريقة متحضرة وإنسانية وهو النزول من السيارات والاطمئنان على بعضهما البعض ثم الاتصال بالشرطة لمعاينة الحادث وتحديد التلفيات وعمل تقرير عن الحادث وتحديد المخطئ والتعامل معه بطريقة متحضرة وتحمله تكاليف صيانة السيارة المتضررة في الحادث، وهذه بعض الرسائل التي نوجهها لأنفسنا كي نفكر بإيجابية ونبتعد عن السلبية وليبدأ كلاً منا بنفسه:

  • لو لم تهرب من مكان الحادث لما مات المصاب ولتمكنا من إنقاذه.
  • لو نقلت المصاب إلى المستشفى أو طلبت له الإسعاف لأنقذنا حياته.
  • لو تعاملنا بإنسانية وبعقلانية مع الحوادث ما هرب السائق عند وقوع الحادث.
  • لو لم نحطم السيارة ما هرب سائقها.
  • لو لم نعتدي على السائق ما مات ولتحمل نتيجة خطأه.
  • لو تركنا الأمر للشرطة ما ضاع حق مصاب وما مات سائق.

وفي الختام أرجو أن يساهم هذا المقال في إلقاء الضوء على هذه الظواهر السلبية الموجودة في مجتمعنا ولنحاول جميعاً تغييرها ولنبدأ بأنفسنا.

وفقنا الله وإياكم لما فيه صلاح البلاد والعباد.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد