طلال خلف.. مواطن سعودي يصنع المشعاب ويصرح: نفتقد للدعم المعنوي

كشف المواطن السعودي طلال خلف لـ “العربية.نت” عن أسرار تصنيع “المشعاب” أو العصا، التي تتمتع بمكانة عالية ومرموقة حتى الآن في نطاق الثقافة العربية، حيث يتم استعمالها من قبل كبار السن في الاستناد عليها، لكن أيضا لها مغزى وتعبير عن السلطة والنفوذ، حيث تستعمل أيضا في “العرضة” وهي رقصة سعودية نجدية شهيرة، وأوضح خلف، أن المشاعيب أو العصي يتم تصنيعها من شجر العتم الذي يتميز بصلابته، إلا أنه يتمتع بالمرونة التي تسمح بعمل التعديلات اللازمة عليه أثناء تشكيله.

ويقول المواطن السعودي طلال خلف، أنه في ظل زخم الآلات الحديثة، إلا أنه تعذر عليه اقتناؤها، حيث تمسك في النهاية بالأدوات التقليدية، وذلك مثل “الفارة”، و”القدوم”، وأيضا الصنفرة اليدوية.

وأضاف خلف للعربية.نت، أنه يجعل معيار القيمة المالية للمشعاب الواحد هو طولها، حيث أن المشعاب الذي يكون طوله نصف متر، فإن ثمنه هو 200 ريالاً سعوديا، لكن المتر تبدأ قيمته من 450 ريالا، كما أن المشعاب إن كان مستقيما، فإن الوقت المستغرق فيه يكون ساعتان، بينما إن كان به انحناءات، فإنه يستغرق وقتا أطول يتراوح بين سبعة أيام إلى خمسة عشر يوما، وذلك لحين إجراء التعديلات المطلوبة عليه باستخدام النار.

أنسنة المشعاب

ويشرح خلف، ويستطرد، إلى أنه يؤنسن المشاعيب، وينقش عليها ألقابا، وكأنه يصنع علاقة صداقة مع ما يصنع بحب، ووفاء، ويستلهم أسماء المشاعيب من أشكالها، وفي خضم ملاحقة خلف ما يحبه، علق للعربية.نت قائلاً: “لكن للأسف نفتقر إلى الدعم المعنوي من جميع القطاعات ذات الصلة”.

ولفت خلف الانتباه، إلى أنه حذق في الأصل مهنة النحال، وذلك برفقة إخوته، لأنها مهنة والده، ثم بعد ذلك تفرغ إلى مقتنيات التراث، لكنه في ذات الوقت، أحب النحت لارتباطه بالخط، ولفت إلى أن النحت هو الذي أدى به في نهاية الحال إلى الاهتمام بالمشاعيب.

وقبل 6 سنوات مضت، بدأ خلف مشواره في صناعة المشاعيب، الذي كشف بعد ذلك، أنه يقوم ببسطها في “سوق السبت”، وهو أحد الأسواق العظيمة بمنطقة الباحة، حيث استشهد بحديث الأجيال السابقة عن السوق، بأن عمره يقدر بثلاثة عقود.

ويهتم أيضا خلف بالرماح، والجنبية، والأقواس، والأسهم، والدروع، وهو يصنعها بنفسه، فبالحماس، والرغبة يسابق “خلف” الرياح، لكي يصنع ما أحبه.

جدير بالذكر، أن موقعكم نجوم مصرية، قد أتى إليكم بقناة “الموروثات الشعبية أبو راكان” التي يقال أنها قناة طلال خلف، المواطن السعودي الذي خاض غمار الحياة بمنطقة الباحة، وعلى أراض يكسوها الضباب، حيث لفظ من المناخ البديع أنفاساً تثير قريحة الإبداع، لكي يتم تسخير كافة وسائل الفن له، كالفن التشكيلي، والخط.