٦ مميزات تنفرد بها مدينة “نيوم” المُستقبلية عن سائر مُدن العالم

“لا تهدف (نيوم) إلى بناء مدينة ذكية فحسب، بل تتعلق ببناء أول مدينة معرفية، حيث يتم دمج التكنولوجيا ذات المستوى العالمي مع البيانات والذكاء للتفاعل بسلاسة مع سكانها”، هكذا وصف المدير التنفيذي لقطاع التكنولوجيا بمشروع “نيوم“، جوزيف برادلي المدينة المُنتظرة.

ووفقًا لمُخطط المشروع الذي بدأت المملكة العربية السعودية في تنفيذه، بتكلفة ٥٠٠ مليار دولار، ستنفرد المدينة بست مميزات يمكننا القول إنها لا تتواجد في أي مدينة في العالم حتى الآن.

المدينة الصناعية العائمة “أوكساجون”

تطفو “أوكساجون” على مياه تمتد لمسافة 7 كيلومترات (4.3 ميل)، ما يجعلها أكبر هيكل عائم في العالم.

وبحسب الموقع الإلكتروني لـ “نيوم”، تخطط المملكة لأن تكون المدينة واحدة من أكثر المراكز اللوجستية تقدمًا في العالم من الناحية التقنية بوجود أحدث ميناء مُتكامل وارتباطها بمطار، كما يؤكد القائمون على المشروع أن الهدف منذ اللحظة الأولى التي خرجت فيها فكرة المدينة إلى النور “ألا تُشبه مدينةً سواها على وجه الأرض، وأن تكون موطنًا للشركات والمؤسسات الطموحة الواعدة والعائلات التي تتطلع إلى معيشة استثنائية”.

 

“The Line”.. مدينة بلا سيارات

وتضم ” نيوم” كذلك مدينة تقع في الشمال الغربي على الشريط الساحلي الذي يبلغ طوله 170 كيلومترًا.

ووفقًا لتأكيدات المسؤولين ستكون تلك المدينة التي أُطلق عليها اسم “The Line” خالية من السيارات والشوارع، وبدون انبعاثات كربونية، حيث تم تصميم التطوير الحضري فيها ليكون حول الناس وليس الطرق، وهو ما يحدث للمرة الأولى منذ ١٥٠ عامًا.

وتهتم خطة بناء مدينة “The Line” بالتطوير الطموح لوسائل النقل الجماعي، حيث تم بالفعل توقيع اتفاقيات مع شركتي الإنشاءات “Aecom”و”Bechtel” لتطوير بنية تحتية مُتطورة للنقل، ما يجعل المدينة أحد أكبر مشاريع البنية التحتية وأكثرها تعقيدًا في العالم.

 

الاعتماد على الطاقة 

وبالرغم من اعتماد عديد من دول العالم على الطاقة النظيفة، إلا أنها لم تصل إلى الاعتماد الكلي عليها، ولذلك قد تكون مدينة “نيوم” رائدة في هذا الشأن، لا سيما وأن جميع الطاقة في “نيوم” مُتجددة بنسبة ١٠٠%، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فضلا عن توليد الطاقة القائمة على الهيدروجين، ما يضمن نظامًا بيئيًا خالٍ من الانبعاثات تمامًا.

 

طفرة غير مسبوقة في إنتاج المياه العذبة

ومن المتوقع، وفقا لتخطيط المدينة واستراتيجيتها، أن تكون “نيوم” قوة إقليمية في إنتاج المياه وتخزينها، ارتكازًا على تحلية المياه، باستخدام أنظمة معيارية وتقنية مُتطورة للغاية، كما سيجذب المشروع شركات الأبحاث ذات الصلة بالمياه والشركات الناشئة لدفع الابتكار والريادة في جميع قطاعات تلك صناعة.

أما الأمر الأكثر طموحًا فهو وجود خطة لربط شبكة توزيع المياه في “نيوم” بالكامل من خلال إنترنت مُتقدم للبنية التحتية للمياه لضمان الحد الأدنى من فُقدانها، ما يضع المدينة المنتظرة في طليعة تكنولوجيا المياه عالميًا، وهنا يعلق الرئيس التنفيذي لشركة “سولار ووتر”، دافيد رافلي، قائلا: “تقنية تحلية المياه المُقرر استخدامها ستغير قواعد اللعبة، فهي محايدة كربونيًا بنسبة 100٪ ومستدامة تمامًا”.

 

“The Vault”.. المكان الذي يجمع بين الواقع الافتراضي والحقيقي لأول مرة

ومن بين المشروعات الأكثر إبهارًا داخل “نيوم”، هو منطقة “ذا فولت” أو “The Vault“، وهي كما يصفها المسؤولون، “قرية عمودية تستشرف المستقبل وتقتبس من خباياه”، وتقع داخل مدينة “تروجينا” “Trojina” السياحية الفريدة المقرر إنشائها وسط الطبيعة الجبلية بالمنطقة.
وتوقع مدير الاتصالات والتسويق بـ”تروجينا”، كلارك ويليامز، أن تُصبح القرية وجهة مستقبلية آسرة حيث يمكن للأشخاص و”الأفاتار الروبوتية” والصور المُجسمة أن يتعايشوا ويتفاعلوا ويشتركوا في أنشطة وأحداث مختلفة، ما يؤدي إلى دمج العالمين المادي والرقمي في عالم واحد هو الأول من نوعه.

 

مشروع بيئي رائد لترميم الشُعاب المرجانية هو الأحدث عالميًا

أعلن مسؤولو “نيوم” عن إنشاء أكبر حديقة مرجانية في العالم في جزيرة “شوشة” شمال البلاد، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الرائدة في علوم البحر الأحمر.

ومن المُقرر أن يشتمل المشروع على أكبر مشتل مرجاني في العالم، والذي سيوفر الشُعاب المرجانية للزراعة حول جزيرة “شوشة”، ليصبح أول وأكبر مستودع في العالم لأنواع الشعاب بالبحر الأحمر.

وتتضح أهمية هذا المشروع من خلال تصريحات رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، توني تشان، والتي كشف فيها أن الشراكة مع “نيوم” في هذا الشأن هو أكبر جهد تكنولوجي للجامعة حتى الآن، بل إنه قادر على إعادة تشكيل خطط استعادة الشُعاب المرجانية على مستوى العالم، فضلا عن خلق وجهة طموحة للسياحة البحرية وتحفيز الابتكار في حماية ونمو الأنواع المُرجانية بالمنطقة.

 

وأخيرا فإن المشروعات التي تشملها مدينة “نيوم” هي بمثابة ترجمة فعلية لرؤية المدينة القائمة على شعار “الانسجام مع الطبيعة”، ودليلا ملموسًا على تنفيذ المملكة العربية السعودية خطتها الهادفة إلى حماية 95٪ من الطبيعة داخل “نيوم”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد