تبذل وزارة الداخلية السعودية جهودًا كبيرة في مكافحة تجارة المخدرات، وإحباط محاولات تهريبها إلى داخل البلاد، كما تفرض عقوبات صارمة تصل إلى حد الإعدام على كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن من خلال الإتجار، أو المساعدة على انتشار هذه المؤثرات العقلية بين أفراد الوطن.
وقد نُشرت عدة تقارير دولية تشير إلى ارتباطات وثيقة تنظيمًا، وتمويلًا بين عصابات تجارة المواد المخدرة، والتنظيمات الإرهابية، ويرجع ذلك إلى سهولة استغلال المدمنين، وتحويلهم إلى تيارات متطرفة، واعتبارهم خلايا نائمة لضرب النسيج الاجتماعي، والوحدة الوطنية، والإخلال بالأمن الوطني.
المخدرات مصدر تمويل المنظمات الإرهابية
ففي ظل النمو المتسارع للتيارات المتطرفة، وجد علاقة وثيقة بين المخدرات، والإرهاب بهدف الحصول على أموال بطرق غير مشروعة لتنفيذ المخططات الإجرامية، وتعطيل مسيرة البناء.
علاوة على ذلك، فإن الأمر لا يتوقف عند ترويج المواد المخدرة فحسب، بل إن هذه المنظمات تعمل على تغيير مكونات المواد المخدرة إلى مواد أخرى تتلف العقل، وتدمر البدن بهدف تدمير فكر الشباب، وزرع الأفكار الهدامة في عقولهم، حتى يكونوا قنابل موقوتة ضد وطنهم، وعقيدتهم.
فيصبح هؤلاء الشباب أداة إجرامية، تنشر الفتن، والفساد، وتسهل على هذه المنظمات اختراق المجتمع، وتوجيه أفراده حسب مصالحهم الشخصية.
الشبو نقطة تحول للجرائم
وفي مقال نشر على موقع العربية، وصف متعافٍ من تعاطي مخدر الشبو بعد خروجه من السجن، وخضوعه للعلاج في مستشفى الإرادة بالرياض حالته بعبارة “المال استنزف..والصحة تردت”.
وأضاف في حديثه أن رحلته في تعاطي المخدرات بدأت في سن المراهقة، إذ بدأ في تناول حبوب الكبتاغون، وقد كانت بداية النهاية إذ أدمنه، وأصبح يتاجر فيه بكميات كبيرة لكي يوفر المال الذي يحتاجه، حتى زج به إلى السجن.
وتابع حديثه قائلًا: “إن بعد استمراري على حبوب الكبتاغون أصبحت لا تؤدي مفعولها، فقررت تجربة نوع آخر من الحبوب المخدرة وهو مادة (الشبو) المخدرة؛ فكانت نقطة تحول في حياتي لارتكاب الجرائم، وخوض العديد من المشكلات الصحية، والاجتماعية”.
الحرب السعودية على المخدرات
وتواصل وزارة الداخلية السعودية حملاتها الأمنية المشددة تحت شعار “الحرب على المخدرات”، والتي بدأت منذ شهر شوال في جميع مناطق المملكة، إذ تعمل الجهات الأمنية على تطهير البلاد من هذه الآفة المجتمعية الخطيرة.