محمد الشايقي يكتب: “بسلام آمنين”

منذ ان دعى سيدنا إبراهيم وهو يرفع قواعد البيت ( رب اجعل هذا البلد امن ) والناس من كل اصقاع الدنيا يتوافدون لحج بيت الله الحرام، ولما جاء الإسلام وفرض الحج ركنا من اركانه مره في العمر ومن يريد ان يتطوع زيادة عليها خيرا فالله شاكر عليم ..صار حج البيت الحرام حلم كل مسلم ومسلمة ودعاء ( رزقك الله حجه ) مبعث لفرحة غامرة يؤمن صاحبها متضرعا لله ان يجعلها من نصيبة فالحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة.
توالى توافد الحجاج لبيت الله الحرام وللمشاعر المقدسة منذ فرض الحج ركنا وتتابعت سنوات الحج التي يتزايد بها الحجاج سنه بعد سنه في مختلف الفصول والظروف والأوضاع الاقتصادية والسياسية، وقد شهد موسم الحج تطورا كبيرا منذ بداية العهد السعودي كشريعة دينية توليها القيادة في المملكة العربية السعودية جل اهتمامها وتحرص كل الحرص على تذليل الصعوبات وتسهيل أداء المناسك لحجاج بيت الله الحرم.
توسيعات عديده في الحرم المكي شملت مساحات الطواف والسعي وعمل دؤوب بلا توقف وتطور مستمر في كل موسم ففي كل مره يزور بها المعتمر أو الحاج مكة المكرمة يجد ان خليه من العاملين من كل المجالات المدنية والعسكرية والفنية تتضافر جهودها لتسهيل العبادة لزوار بيت الله الحرام ولا يقتصر الامر على الحرم المكي أو المدني فالمشاعر المقدسة كذلك تشهد تطور ومشاريع تحسين مستمرة، انفاق وجسور وتوسيعات وقطار بأعلى الموصفات العالمية يربط المشاعر المقدسة ببعضها، فرق لتنظيم وفود الحجيج واسعاف المصابين، مستشفيات ومراكز صحيه وعربات اسعاف ومبادرات تطوعية اضافه لمشاريع السقيا وفرق الكشافة ومعسكرات امنية طوال موسم الحج
ولعل الصور العفوية التي تلتقطها عدسات المصورين في كل سنه لهي أكبر دليل على ان العمل في ميدان الحج وخدمة الحجيج والحرص كل الحرص على ردم كل الثغرات يتصدر اهتمامات حكام هذا البلد المعطاء ويظهر ذلك جليا أيضا في رؤية 2030.
ونتيجة لما عاشه العالم كله في السنتين الماضية من اجتياح فايروس كورونا وما تبعه من احترازات امنية خاصه لمنع انتشار الفايروس نظرا لمضاعفاته الخطيرة.. كان امر استمرار موسم الحج تحديا كبيرا الا القيادة الرشيدة في المملكة كانت لها وتمكنت بفضل من الله من استمرار فريضة الحج واستحدثت أنظمة متكاملة تتلاءم مع هذه المرحلة
حزمة من الأنظمة الذكية والمسارات الإلكترونية التي ربطت جهات متعددة واحتوت على قواعد بيانات ضخمه إضافة لرقابة التزم كل جهة بتنفيذ مسؤوليتها سواء لحجاج الخارج أو للحجاج الداخل، وجهود من قطاعات مختلفة للتأكد من الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية والضرورية مثل التباعد ولبس الكمامات والمحافظة على النظافة والتعقيم والخضوع لفحوصات كورونا قبل الحج للحد من انتشار هذا الوباء ليقضي المسلمون فرضهم ويعودوا الى أهلهم سالمين.
إضافة الى الاستفادة من التقنية الحديثة مثل الروبوت الذكي لتوزيع مياه زمزم بدون تلامس داخل المطاف والمسارات المخصصة للطواف أو السعي وتعقيمها بشكل مستمر لاحتراز والوقاية وتوزيع علب مياه زمزم ذات الاستعمال الواحد إضافة لتخصيص روبوتات للتعقيم داخل المسجد الحرام وفقا لخطط مقننه وخارطة محدده حتى لا تعيق زوار بيت الله الحرام والتنظيف والتعقيم المستمر للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة عبر الالاف العاملين وباستهلاك مطهرات ومعطرات وفقا لأعلى المواصفات العالمية.
ولعل انتهاء حج أول عام بعد اجتياح فايروس كورونا والأزمة الصحية العالمية بدون أي إصابة رغم ان العالم باسره كان يعاني من اعداد متزايدة من المرضى من كافة الأعمار تتساقط في كل لحظة وفايروس خطير يتحور من بلد لأخر، لهو أكبر دليل على الاهتمام العظيم من هذا البلد العظيم قيادة وشعبا فما حدث كان مبهرا بكل المقاييس
وجاء حج هذا العام وقد انتهت كل الإجراءات الاحترازية العالمية ولله الحمد والتي استمرت على مدار موسمين للحج وتجربة أعطت المملكة تراكما معرفيا على خبراتها السابقة في التعامل مع كل الظروف وأشدها صعوبة وقيادة موسم الحج بكفاءة واقتدار، وبنجاح باهر يتزايد عاما بعد عام كان حج هذا العام رصيدا في ميدان خدمة حجاج بيت الله الحرم مسهله لهم كل السبل ومسخرة لهم كافة الخدمات ان اقيموا فرضكم ( بسلام امنين ).

Twitter:@WTN002


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد