التغيرات المناخية بالمملكة العربية السعودية في الحقبة الأخيرة

مما لا شك فيه أن هناك علاقة قوية بين المناخ والإنسان وحضارته، حيث إن العوامل الجوية من أمطار ورياح وحرارة هى من الأسباب الرئيسية في استقرار الإنسان في هذه المنطقة أو تلك والبدء في بناء معالمه وحضارته.
وفي الآونة الأخيرة ضرب الطقس السيئ الكثير من البلاد من أعاصير وسيول نتيجة تغير المناخ الناتج من تدخل اليد البشرية والتقدم التكنولوجى ومحاولة تغيير طبيعة الكون التي خلقها الله.

التقلبات المناخية فى السعودية

عواصف ترابية

التغيرات المناخية

ومن البلاد التي تغير المناخ بها المملكة العربية السعودية، حيث شهدت المملكة موجة عنيفة غير مسبوقة من الأتربة مع ارتفاع في درجة الحرارة لمعدلات عالية تتراوح بين 50 و60 درجة، وانخفاض درجات الحرارة انخفاضًا حادًا بمعدلات غير مسبوقة أيضًا.
هذا وقد صرح العالم الفلكى خالد الزعاق بأن هناك تغيرات حادة في الطقس يعيشها العالم، وهو ما تمثل بوضوح في الأعاصير العنيفة المتكررة التي ضربت أماكن متعددة، بالإضافة إلى غزارة الأمطار في أماكن، والتصحر والجفاف في أخرى، وارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها بطريقة حادة.

ظواهر غريبة

كما تشير الدراسات التي أجريت مؤخرًا على جميع مناطق السعودية إلى حدوث ظواهر جوية غريبة مثل انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الصيف إلى معدلات شتوية في بعض المناطق، وارتفاع الحرارة إلى معدلات صيفية في فصل الشتاء. وهناك ظاهرة أخرى تؤكد أن هناك تغيرًا كبيرًا في المناخ يضرب الكرة الأرضية وهي ظاهرة تطليع أو إنبات النخيل مرتين في نفس السنة، حيث إن المملكة مشهورة بزراعة النخيل، ومن المعروف أن النخلة تنبت مرة واحدة في السنة، وفي بعض الحالات النادرة ربما “يطلع” بعض النخيل مرتين في السنة وهذه الظاهرة تُعرف بـ”التهريف”.
ورغم نُدرة هذه الظاهرة، إلا أنها حدثت في مساحة واسعة من الأراضى المزروعة بالنخيل، وهذا دليل قاطع على أن هناك تغيرات مناخية استجابت لها نباتات النخيل فكلنا يعلم العلاقة الوطيدة بين النبات والمناخ، فكل مناخ له نباتات معينة.
كما أن في فصل الشتاء أمطرت السماء الثلج بكثافة حتى غطى مساحات شاسعة من الأرض في بعض الأماكن، وفي جنوب المملكة، حدثت موجات حادة من الصقيع أدت إلى تلف الكثير من المحاصيل وهذا غريب على مناخ المملكة.

أسباب تغير المناخ

تنقسم العوامل والأسباب التي أدت إلى تغير المناخ إلى نوعين عوامل طبيعية وعوامل بشرية.

العوامل الطبيعية

– إن مدار الأرض حول الشمس يتعرض دائمًا لتغيرات مستمرة، والتي تؤثر بدورها على كمية الإشعاع الشمسي التي تصل إلى الأرض، ما يُعد عاملا مهما في التغيرات المناخية، وهذا يحدث خلال فترات زمنية طويلة.
– من العوامل المهمة جدًا في تغير المناخ وتؤثر مباشرة في الغلاف الجوى ومكوناته الانفجارات البركانية، والغازات التي تنبعث منها.

العوامل البشرية

إن تدخل الإنسان في الطبيعة الكونية لتسخيرها لمصلحته من قطع الأشجار وإزالة الغابات، إلى استعمال الطاقة التقليدية مثل الفحم والبترول والغاز وغيرها، أدى إلى زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، ما أدى إلى زيادة درجة حرارة الجو أو ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحرارى.
وهذا ما يوضحه قوله تعالى: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”.

تأثير التغير المناخى على الإنسان

وكان لهذا التغير المناخى تأثير شديد على الإنسان، حيث إن هذا التغير المناخى أدى لتغيرات جيولوجية وبيلوجية ما أدى لتغير النظام البيئى للكرة الأضية، ونشأ عن ذلك مخاطر بيئية كثيرة تهدد حياة الإنسان وصحته، وتتمثل هذه المخاطر في فقدان التنوع الحيوى، ما أثر على الثروة الحيوانية والزراعية ما يؤثر مباشرة على حياة الإنسان.
أيضًا من هذه المخاطر نضوب طبقة الأوزون، وانتشار الأمراض المعدية على مستوى العالم، فقد حدثت160000 حالة وفاة بسبب التغيرات المناخية، وذلك حسب منظمة الصحة العالمية.
وسوف تستمر هذه الآثار المدمرة للإنسان طالما أنه مستمر في نفس سلوكه الخاطئ تجاه البيئة والطبيعة الكونية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد