مظاهرات إيران وأخر المستجدات.. تابع تتفاقم الأوضاع وتحولها لثورة حمراء.. وانتفاضة الشعب الإيرانى وعرب الأحواز

مظاهرات إيران تختلف كثيرا عما سبقتها ن مظاهرات سابقة، فهي هذه المرة مقدمة ثورة حقيقية على نظام فاشي أضاع مقدرات البلاد والعباد لعقود طويلة، فتحولت إيران ذات الثروات الطائلة إلى دولة فقراء لذلك كان سبب مظاهرات إيران بمشهد اليوم، حيث يصل نسبة الفقراء بها حوالي 70% طبقا لما أعلنته بعض المؤسسات الدولية، بل الإحصائيات الحكومة الإيرانية ذاتها قد أعلنت أن بها 12 مليون إيراني يعانون الفقر الغذائي، ومعنى الفقر الغذائية هو الجوع والمجاعة، لذلك فالمجاعة متفشية في المجتمعات الإيرانية، وتزداد توحشاً كل يوم، ويرجع ذلك لإهدارات ثروات ومقدرات البلاد على طموحات وأحلام وأوهام فارسية تطرقنا لها في مقالات سابقة.

مظاهرات إيران بمشهد

مظاهرات إيران بمشهد

مظاهرات إيران وتفاقم الأمور وأخر المستجدات

بعد أن تحولت المظاهرات الإيرانية إلى انتفاضة عارمة تزداد حدتها، وتستمر الانتفاضة الإيرانية في يومها الخامس في العاصمة طهران وسائر المحافظات الإيرانية، وامتدت لمناطق القوميات الأذربيجانية وكذلك الكردية في مقاطعة مهاباد، وكذلك عرب الأحواز، ففي مساء الإثنين حيث خرج عشرات الآلاف إلى شوارع مدن تبريز، وأردبيل والأهواز وسنندج مركز محافظة كردستان.

مظاهرات إيران القوميات تنتفض

أما عن عرب الأحواز: فقد استمرت المظاهرات في مدينة الفلاحية الواقعة جنوب إقليم الأهواز، وكانت الشعارات والهتافات “اخرجوا من سوريا”، و”بالروح بالدم نفديك يا الأهواز”، وفي مدينة عبادان كان الشعار ” الموت للديكتاتور”، أما عن مدينة الأهواز فشهدت حضورا كثيفا لوحدات خاصة من شرطة مكافحة الشغب تحسبا لمظاهرات ليلية، ومتوقع أن يشهد إقليم الأحواز قمع دموي للتظاهرات، مما سيشعل الصراع القومي، وبذلك تسير إيران على طريق النموذج السوري.

وتواصلت المظاهرات لتعم معظم المدن الإيرانية ومن بينها العاصمة طهران، وتزداد حدتها، والتظاهرات بدأت باحتجاجات على غلاء المعيشة وسلوك النظام الإقليمي،  وانطلقت المظاهرات اليوم من ساحة الانقلاب وسط طهران، وقد نقل موقع «آمد نيوز»  إن السلطات الإيرانية “تتجه لقطع الاتصالات وخدمات الإنترنت” وكانت شعارات المتظاهرين اليوم هي  هتافات مناهضة لجناحي النظام في إيران، إصلاحيون وأصوليون، وفي محيط جامعة طهران، هتف متظاهرون «استغلال الدين لإذلال الشعب» و«سيد علي.. اخجل واترك البلد»، في إشارة إلى المرشد الإيراني على خامنئي، فيما ردد طلاب أمام مدخل الجامعة في شارع انقلاب بـ«الموت للديكتاتور»، وهو أحد أكثر الهتافات انتشارا منذ اليوم الأول للتظاهرات في مشهد، ثاني مدن إيران.

ويبدو أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه إيران هي دعم الحراك الشعبي لإيصاله إلى مرحلة الثورة العارمة، وذلك من أجل التغيير ل\والإطاحة بنظام طهران، وذلك بالاعتماد على القوى الداخلية المطالبة بالتغيير، كما صرح بذلك سابقا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في كلمة له أمام الكونغرس في يوك 15 يونيو الماضي، حيث قال: إن سياسة أميركا تجاه إيران ترتكز على دعم القوى الداخلية من أجل إيجاد تغيير سلمي للسلطة في هذا البلد”.

دعا رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان الجمعة إلى دعم المتظاهرين السلميين في إيران، والذين اتسع نطاق تظاهراتهم الاحتجاجية على سياسات الحكومة الإيرانية، ووصلت إلى العاصمة طهران ومدن أخرى أبرزها قم، أهم مركز ديني في البلاد، كما صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان الجمعة “على الحكومة الإيرانية احترام حقوق مواطنيها، بما في ذلك حقهم في التعبير عن أنفسهم”.

وفي تطورات متسارعة للأحدات في إيران انتقلت الظاهرات واتسعت رقعتها وكانت أكثر حدة اليوم في مدينة كرمنشاة غرب البلاد، واستخدمت  قوات الأمن والشرطة الإيرانية العنف المفرط في محاولة تفريق المتظاهرين، ومن الشعارات التي انتشرت اليوم “الموت للدكتاتور” والخبز، الوظيفة، الحرية،   أما عن قوات الأمن فقد وضعت في “حالة التأهب القصوى (الحمراء)” وأمرت “جميع المنتسبين الحضور بزيهم العسكري في مراكزهم فوراً.

فإيران التي يحكمها الملالي الولي الفقية الفاشي تمر اليوم بنفس الظروف التي كانت عليها قبل ثورة عام 1979، فالغضب الشعبي يتسع بين المواطنين بشكل متسارع اعتراضا على سياسات النظام الإيراني بمعظم المدن الإيرانية، وأضحت الاحتجاجات والشعارات المناهضة للنظام، وأصبحت المظاهرات والاحتجاجات  سمة عامة في الشوارع والميادين وحتى ملاعب كرة القدم.

مظاهرات إيران

مظاهرات إيران بمدينة مشهد
مظاهرات إيران بمشهد

 

شعارات مظاهرات إيران

كما رفع المتظاهرون شعار “انسحبوا من سوريا وفكروا بنا” كما رددوا أيضاً شعار “لا للبنان ولا لغزة.. نعم لإيران” وذلك في إشارة لتدخل النظام الإيراني في البلدان العربية، وإهدار ثروات البلاد في دعم الميلشيات الطائفية ماليا ولوجستيا، وقد ضمت المظاهرات اليوم جميع الطوائف والمذاهب الإيرانية، وجمعته مصلحة إيران الوطنية، ومن هنا يكمن تخوف النظام من اتساع رقعتها مما يهدد وجوده، ول يتوقف الأمر على مدينة مشهد فقط، بل انتقلت المظاهرات من مشهد عاصمة محافظة “خراسان رضوي” وهي تعد ثاني مدينة دينية بعد قم، فهي تضم مرقد على بن موسى الرضا ثامن أئمة الشيعة، أي أن من بدأ الظاهرات هم الشيعة أنفسهم، فقد انتقلت  المظاهرات إلى “نيسابور”، كما رفع المتظاهرون شعارات “حولتم الإسلام إلى سلّم فأذللتم الشعب”.

ومن الجدير بالذكر أن المظاهرات تشتعل يوما بعد يوم في المدن والمحافظات الإيرانية، وتتسع رقعة المظاهرات احتجاجا على الفقر والبطالة وإهمال الدولة، ولعل ومن أسباب مظاهرات الأمس هو قيام بعض بنوك ومصارف الحرس الثوري الإيراني بإعلان الإفلاس، وذلك بعد إغراء المواطنين الإيرانيين البسطاء بإيداع أموالهم في تلك البنوك.

على الرغم من تحذير السلطات الإيرانية من الخروج في تظاهرات احتجاجية غير مرخصة، إلا أن المتظاهرين ضربوا بهذه التحذيرات عرض الحائط، فقد أفادت مواقع إخبارية فارسية باستمرار هذه الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها يوم الخميس الماضي في مدن مشهد ونيشابور وكاشمر وشاهرود، بل وتزداد حدة، حيث أفاد ناشطون إيرانيون بأن مظاهرات جابت شوارع مدينة كرمانشاه وشيراز ولرستان والمحمرة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. عبدالله يقول

    الائمة ابناء علي رضي الله عنه لا. علاقة بولي الفقية واتباعه القفويين