مبادرة السعودية الخضراء تواصل تقدمها: زراعة 43 مليون شجرة وزيادة الطاقة المتجددة 300% منذ 2022
تواصل المملكة العربية السعودية المضي قدمًا في تحقيق أهدافها البيئية الطموحة من خلال “مبادرة السعودية الخضراء” (SGI)، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في مارس 2021. وتشير أحدث التقارير والبيانات الصادرة بالتزامن مع فعاليات منتدى مبادرة السعودية الخضراء واليوم السنوي للمبادرة، إلى إحراز تقدم ملموس في مختلف محاور المبادرة، لا سيما في مجالات التشجير والطاقة المتجددة وحماية المناطق الطبيعية، مدعومة باستثمارات ضخمة تجاوزت 705 مليارات ريال سعودي (حوالي 188 مليار دولار أمريكي) موزعة على أكثر من 85 مبادرة ومشروعًا قيد التنفيذ.
تستند المبادرة إلى ثلاثة أهداف رئيسية شاملة: أولًا، خفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، بهدف الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060، وتحقيق خفض سنوي للانبعاثات بمقدار 278 مليون طن بحلول عام 2030، والوصول بمساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية إلى حوالي 50% بحلول نفس العام. ثانيًا، تنفيذ برنامج تشجير واسع النطاق يهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة خلال العقود القادمة. ثالثًا، حماية وتوسيع المناطق البرية والبحرية المحمية لتشمل 30% من إجمالي مساحة المملكة بحلول عام 2030.
في محور التشجير، كشفت التقارير الأخيرة عن زراعة أكثر من 43 مليون شجرة حتى الآن (مع تقارير أخرى تذكر رقم 115 مليون شجرة، مما قد يعكس اختلافًا في منهجيات الحساب أو تواريخ الإحصاء). وتشمل الجهود مشاريع نوعية مثل زراعة هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية لأكثر من 2.4 مليون شتلة، وبرامج شركة أرامكو السعودية لزراعة أشجار المانجروف والأشجار المحلية الأخرى للمساهمة في استعادة النظم البيئية وحماية السواحل. وتتطلب هذه الجهود الضخمة التغلب على تحديات البيئة الصحراوية من خلال تبني تقنيات متقدمة في إدارة المياه واختيار الأنواع النباتية المناسبة.
أما في قطاع الطاقة المتجددة، فقد حققت المملكة قفزة نوعية، حيث أظهرت أحدث البيانات زيادة بنسبة 300% في حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة المحلي منذ عام 2022. وتهدف المملكة إلى الوصول إلى 130 جيجاوات من سعة الطاقة المتجددة بحلول 2030. وحتى الآن، تم تطوير وربط 6.2 جيجاوات بالشبكة الوطنية، بينما تم طرح مشاريع جديدة بسعة 20 جيجاوات خلال العام الجاري، ليصل إجمالي السعات قيد التطوير حاليًا إلى 44.2 جيجاوات، وهي كمية كافية لتزويد أكثر من 7 ملايين منزل بالكهرباء النظيفة. وتعد مشاريع ضخمة مثل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر جزءًا لا يتجزأ من هذه الجهود.
وفيما يتعلق بحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي، تواصل المملكة العمل نحو تحقيق هدف حماية 30% من مساحاتها البرية والبحرية بحلول 2030، مع التركيز على برامج إعادة تأهيل الموائل الطبيعية وإعادة توطين الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض.
وتعزز هذه الجهود باستثمارات وشراكات جديدة، حيث تم الإعلان مؤخرًا عن خمس مبادرات إضافية بقيمة إجمالية تبلغ 225 مليون ريال سعودي (60 مليون دولار) خلال منتدى مبادرة السعودية الخضراء الذي عقد بالتزامن مع مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) في الرياض. وتلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والتعاون الدولي، وتبني الابتكار والتقنيات الحديثة دورًا محوريًا في تسريع وتيرة التقدم. كما تم تخصيص يوم 27 مارس من كل عام للاحتفاء بيوم مبادرة السعودية الخضراء، بهدف رفع الوعي المجتمعي وتشجيع المشاركة الشعبية في هذه الجهود الوطنية.