كيف أصبحت السعودية وجهة سياحية محبوبة ومرغوبة؟

في عام 2023، شهدت المملكة العربية السعودية نموًا هائلًا في قطاع السياحة، حيث تصدرت قائمة الأمم المتحدة للسياحة في نمو عدد السياح الدوليين مقارنة بالعام 2019 للدول الكبرى سياحيًا، وفقًا لتقرير الباروميتر الصادر من الأمم المتحدة للسياحة في شهر يناير 2024، حققت المملكة ارتفاعًا بنسبة 56% في عدد السياح الوافدين في العام 2023 مقارنة بعام 2019، وتعافيًا بنسبة 156% مقارنة بالعام 2020، الذي شهد تراجعًا حادًا بسبب جائحة “كوفيد-19”.

هذا الإنجاز يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة في تطوير وتنويع قطاع السياحة، وفتح أبوابها أمام الزوار من مختلف أنحاء العالم، وتقديم تجارب سياحية فريدة ومتميزة تجمع بين التراث والحداثة والطبيعة والثقافة، كما يعكس الثقة العالية التي يحظى بها الوجهة السعودية لدى المسافرين، الذين اختاروا زيارة المملكة للاستمتاع بما تقدمه من خيارات سياحية متنوعة وجذابة.

السعودية تقود التعافي العالمي في مجال السياحة

لم تكن السعودية وحدها التي شهدت نموًا في قطاع السياحة في عام 2023، بل كانت قائدة لمنطقة الشرق الأوسط، التي كانت المنطقة الوحيدة التي حققت نموًا يتجاوز مستويات ما قبل الجائحة، وبلغت نسبة التعافي في أعداد السياح الدوليين 122% على مستوى منطقة الشرق الأوسط خلال العام 2023 مقارنة بالعام 2019، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة للسياحة.

هذا التعافي يرجع إلى عدة عوامل، منها التطورات الإيجابية في مجال التطعيم ضد فيروس “كورونا”، والتي ساهمت في تخفيف القيود السفرية وزيادة الطلب على السفر، كما يرجع إلى الاستراتيجيات الناجحة التي اتبعتها الدول العربية في مواجهة الجائحة والحفاظ على سلامة الزوار والمواطنين، ومن بين هذه الدول، تبرز السعودية، التي اتخذت إجراءات صارمة وفعالة للحد من انتشار الفيروس، وأطلقت مبادرات مبتكرة لدعم قطاع السياحة وتحفيز السياحة الداخلية.

السعودية تحقق رقمًا قياسيًا في إنفاق الزوار الوافدين

لم يقتصر النجاح السعودي في قطاع السياحة على زيادة أعداد الزوار الوافدين، بل شمل أيضًا زيادة إنفاقهم، وفقًا لبيانات ميزان المدفوعات الصادرة عن البنك المركزي السعودي، بلغ إجمالي إنفاق الزوار أكثر من 100 مليار ريال للأرباع الثلاثة الأولى من العام 2023، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا.

وهذا الرقم يعني أن الزوار الوافدين إلى المملكة قاموا بإنفاق مبالغ كبيرة على الإقامة والتنقل والتسوق والترفيه والمطاعم وغيرها من الخدمات السياحية، ويدل على الجاذبية العالية للوجهة السعودية، والتي تقدم للزوار ما يناسب جميع الأذواق والميزانيات، كما يدل على الأثر الاقتصادي الإيجابي للسياحة على الاقتصاد الوطني، والذي يساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.

السعودية تعزز مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة

من خلال هذه الإنجازات، تؤكد السعودية مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة، تستطيع أن تنافس الوجهات السياحية الأخرى في العالم، وتستمر المملكة في تطوير وتحسين قطاع السياحة، وتقديم المزيد من الفرص والمبادرات لجذب الزوار وإرضائهم، ومن بين هذه المبادرات، نذكر:

  • إطلاق تأشيرة السياحة الإلكترونية، التي تسهل على الزوار من أكثر من 49 دولة الحصول على تأشيرة دخول إلى المملكة عبر الإنترنت، والتي تمنحهم حرية السفر والتنقل داخل المملكة لمدة تصل إلى 90 يومًا في السنة.
  • إطلاق مشاريع سياحية ضخمة وفريدة من نوعها، مثل مشروع نيوم، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع قدية، ومشروع أمالا، ومشروع أديم، وغيرها من المشاريع التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى وجهة عالمية للترفيه والثقافة والرياضة والمغامرة والاستجمام.
  • إطلاق مبادرات لتعزيز السياحة الثقافية والتراثية، مثل تسجيل خمسة مواقع جديدة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي: موقع الأحجار الدائمة في العلا، وموقع حافة العالم في الرياض، وموقع الفواخرية في القصيم، وموقع جبل اللوز في تبوك، وموقع جزيرة فرسان في جازان. كما تم إطلاق مهرجان العلا الثقافي، ومهرجان الجنادرية، ومهرجان الملك عبد العزيز للإبل، وغيرها من المهرجانات والفعاليات التي تعكس تنوع وغنى الثقافة والتاريخ السعودي.
  • إطلاق مبادرات لتعزيز السياحة الطبيعية والبيئية، مثل تطوير محميات طبيعية وحدائق وطنية، وتنظيم رحلات ومغامرات في الصحراء والجبال والبحر، وتشجيع السياحة البحرية والغوص والرياضات المائية، وتوفير خدمات ومرافق عالية الجودة للزوار الباحثين عن الاسترخاء والهدوء والتمتع بالطبيعة الخلابة.

وبهذه الطريقة، تواصل السعودية رحلتها السياحية المتميزة، وتثبت قدرتها على التغلب على التحديات والاستفادة من الفرص، وتحقق أهدافها الطموحة في جعل السياحة أحد الركائز الرئيسية للاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة، وتدعو السعودية العالم إلى اكتشاف جمالها وتنوعها وثرائها، والانضمام إليها في رحلة لا تنسى.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2025 لشركة نجوم مصرية®،جميع الحقوق محفوظة.