12 مليار دولار تعهدات تمويلية ..قمة التصحر بالرياض ترسم خارطة طريق عالمية لمستقبل مستدام
انطلقت فاعليات الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16) بالرياض، والتي تستمر من 2 إلى 13 ديسمبر 2024، بدأت القمة بإطلاق “أجندة عمل الرياض”، وهي مبادرة طموحة تهدف إلى استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030.
ركزت الأجندة على التعاون الدولي لتأمين التمويل اللازم لمشروعات الاستدامة، وتعزيز القدرات لمواجهة التحديات البيئية، كما دعت إلى إشراك الحكومات المحلية والإقليمية في صياغة سياسات مبتكرة للتعامل مع قضايا التصحر والجفاف، ما يضع أسسًا جديدة لحوكمة الموارد الطبيعية.
يوم الحوكمة لمواجهة التصحر
خلال فعاليات “يوم الحوكمة”، سلطت الجلسات الضوء على دور السلطات المحلية والإقليمية في مواجهة التصحر وتدهور الأراضي. ناقش المشاركون أدوات التمويل والسياسات التي تدعم الروابط بين المناطق الريفية والحضرية، مؤكدين أهمية تعزيز التعاون بين المنتجين الريفيين والمستهلكين في المدن. كما ركز منتدى رؤساء البلديات على ضرورة معالجة الضغوط الناتجة عن التوسع الحضري السريع، الذي يُتوقع أن يؤثر على 68% من سكان العالم بحلول عام 2050، من خلال تطوير بنية تحتية مقاومة للجفاف واستعادة النظم البيئية.
مبادرات رائدة وشراكات استراتيجية
أطلقت القمة مبادرات محورية، منها “شراكة الرياض العالمية لمكافحة التصحر والجفاف”، ونجحت في تأمين تعهدات تمويلية، تتجاوز 12 مليار دولار. ودعت الدول إلى الانضمام لمبادرات قائمة مثل “الشرق الأوسط الأخضر” و”سور أفريقيا العظيم”، لتعزيز الجهود العالمية في مكافحة التصحر. وركزت الجلسات على الابتكار في إدارة المياه، مثل تقنيات تحلية المياه واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الزراعة، بالإضافة إلى التحول إلى الطاقة المتجددة لتقليل الضغوط البيئية.
تصورات مستقبلية لمكافحة التصحر
ومن جانبه، اكد الدكتور أسامة فقيها، مستشار رئاسة مؤتمر الأطراف،وفق ما ذكرت صحيفة سبق الإلكترونية، ضرورة تعزيز التنسيق بين المناطق الحضرية والريفية وتوطين عملية صنع القرار، كما دعا أوغور إبراهيم ألتاي، رئيس بلدية قونية، إلى ضمان وصول الدول النامية إلى الموارد اللازمة للتعامل مع تحديات التصحر.
تعُد قمة التصحر 16 بالرياض نقطة تحول في الجهود الدولية لمواجهة التحديات البيئية. من خلال أجندة عمل الرياض، أُرسيت أسس التعاون الدولي لضمان استدامة الموارد الطبيعية، وتوفير حلول مبتكرة لحماية الأراضي، وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة.
