تسعى المملكة العربية السعودية إلى الاستفادة من كل وسائل التطور والحداثة، في مختلف المجالات، ومن بينها الجوانب الزراعية والإنتاج الغذائي، وهي تندرج ضمن توجهات استراتيجية رؤية المملكة 2030 للتنمية المستدامة في بلاد الحرمين، والتي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث نجحت المملكة مؤخرًا في تحقيق طفرة على مستوى إنتاجية التمور وحجمها ووزنها، بالاعتماد على تجربة نوعية مميزة.
في التقرير التالي، سنتعرف سويًا على الطفرة الإنتاجية السعودية الجديدة على مستوى إنتاج التمور في البلاد، وذلك ببيان تفصيلي من وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة.
كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالسعودية، أن النتائج البحثية النوعية التي أجريت على مشاريع الاستزراع السمكي عبر النظام المغلق، أبرزت نجاحًا مميزًا في رفع إنتاجية وكفاءة أشجار النخيل في المملكة، وذلك عبر الاستعانة بمياه صرف أحواض المزارع السمكية كمياه لري أشجار النخيل.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قللت التجربة الجديدة من الحاجة إلى إضافة عددٍ من العناصر الغذائية من بينها الأسمدة التي تحتاج إليها الأشجار، نتيجة لما تحتويه مياه المصارف السمكية على تركيزات متعددة من تلك العناصر الهامة.
نتائج مذهلة
في هذا الإطار، قال المهندس أحمد بن صالح العيادة والذي يشغل منصب وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية، أن النتائج البحثية التي أجريت في الفترة الأخيرة أثبتت التحسن الملحوظ في التركيزات الخاصة بالعناصر الغذائية داخل التربة عقب الري بتلك المياه.
علاوة على ذلك، تحدث المسؤول عن تأثير إيجابي آخر متعلق بالعائد الاقتصادي لمنتج التمر السعودي، والذي كشف زيادة في حجم التمرة ووزنها وجودتها، والذي بلغ نسبة 17%، وزيادة في الوزن بلغت 26%، إضافة إلى ارتفاع قطر التمرة بنسبة 13%، بجانب زيادة نسبة السكريات في التمرة الواحدة بنسبة 25%.
ضمن منجزات علمية جديدة، أظهرت نتائج أبحاث استخدام مياه الاستزراع السمكي في ريّ النخيل؛ زيادة إنتاجية وجودة التمور في المملكة، في اكتشافٍ علمي يُعزز الكفاءة الإنتاجية للقطاع. pic.twitter.com/XJgIqvx5ZA
— وزارة البيئة والمياه والزراعة (@MEWA_KSA) September 2, 2023
مستقبل مبشر
من جانبه، ذكر الدكتور محمد بن فهد النويران، والذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للنخيل والتمور، أن النتائج الأخيرة تبرز الأهمية الكبرى للتكامل الزراعي والبحث العلمي، والذي يسهم في رفع القطاع الزراعي باتجاه تحقيق أفضل الممارسات، مشيدًا بتجربة استخدام مياه الاستزراع السمكي في ري أشجار النخيل وزراعتها، وتأثيره الواضح في النتائج الرائعة التي تم التوصل إليها في جانب زيادة إنتاج المملكة من التمور.
جاء الكشف البحثي الجديد ضمن ورشة عمل خصصت للإعلان عن النتائج البحثية الخاصة بمشروع استخدام الاستزراع السمكي في تحسين جودة إنتاج نخيل التمر ورفعه بمنطقة القصيم.
جاءت الورشة البحثية في إطار مستهدفات البرنامج الوطني الرامي إلى تطوير الثروتين السمكية والحيوانية في السعودية.
كما شهدت الورشة توقيع مجموعة من الاتفاقيات، والتي تهدف إلى تشجيع استغلال الاستزراع السمكي لتحقيق التكامل مع مشاريع النخيل.
إضافة إلى ذلك، بحث الورشة تأثير استخدام مياه مصارف مزارع الأسماء على زراعة النخيل بشكل عام، وفي هذا الإطار قدمت إحدى الشركات الاستثمارية الرائدة في هذا المجال عرضًا من أجل تجربة استخدام المياه الناتجة عن الاستزراع السمكي في تحسين زراعة النخيل في السعودية.
وانتهت جلسات الورشة بالتوصية بعمل دراسات طويلة المدى، تهدف لقياس التأثير المتوقع لاستخدام مياه الصرف على إنتاج النخيل، فضلًا عن دراسة الفرصة الخاصة بالاقتصاد الدائري لمزارع الأسماك، علاوة على متابعة مؤشرات جودة مياه صرف الاستزراع السمكي والمعروفة اختصارًا بـ(AWQI).
تليجرام فيسبوك الاتصال بنا من نحن الخصوصية فريق العمل حقوق الملكية EN