تعد تجربة الاستمطار الصناعي التي بدأها رائد الفضاء السعودي علي القرني تجربة مهمة في مجال البحث العلمي والاستكشاف الفضائي، الهدف من هذه التجربة هو رفع نسبة الاستمطار الصناعي بنسبة تزيد عن 50 في المائة، وهو ما يمثل إسهامًا كبيرًا في مجال التكنولوجيا البيئية، من جهة أخرى شاركت ريانة برناوي فيديو للحرم المكي من المحطة الدولية، هذه اللقطات تسلط الضوء على أهمية مكة المكرمة كمقصد ديني للمسلمين في جميع أنحاء العالم.
تجربة الاستمطار الصناعي
تعتبر هذه التجربة التي يقوم بها رائد الفضاء السعودي علي القرني هي جزء من مهمته العلمية في المحطة الفضائية الدولية، حيث نشر مقطع فيديو على حسابه في تويتر، ظهر القرني وهو يحمل صندوقًا أخضرًا داخل وحدة كولومبوس، وأوضح أن هذا الصندوق هو تجربة الاستمطار الصناعي التي تم تجهيزها بأيدي سعودية، قائلاً: مضيفاً: «اليوم سأقوم بتركيبها في وحدة النانو، التي تهيئنا والعلماء في الأرض بالتحكم فيما يدور داخل الصندوق من تجربة»، تهدف هذه التجربة إلى تحقيق زيادة في نسبة نجاح الاستمطار الصناعي بأكثر من 50 في المائة، وتتيح للعلماء في الأرض التحكم في عملية التجربة وفهم ما يحدث داخل الصندوق، إذا نجحت هذه التجربة فإنها قد تسهم في تطوير تقنيات الاستمطار الصناعي وزيادة فاعليتها. وقد يكون لذلك تأثير إيجابي على توفير المياه وتحسين الزراعة في المناطق التي تعاني من نقص في الأمطار.
برناوي نشرت فيديو للحرم المكي من المحطة الدولية
يعد مقطع الفيديو الذي نشرته ريانة على تويتر ويظهر الحرم المكي الشريف من محطة الفضاء الدولية أمرًا مثيرًا للاهتمام، حيث نشرت ريانة مقطع فيديو على تويتر قائلة: «بعد ما خلّصت تجاربي لليوم صادف مرورنا فوق مكة المكرمة»، وعلّقت: «أحاول أصور لكم. مثل ما تشاهدون، هذه السعودية وهذه مكة المكرمة منورة، وهذا الحرم المكي منوّر»، متابعةً: «مررنا من المدينة المنورة بشكل سريع».
وتعد رؤية مكة المكرمة والحرم المكي الشريف من المحطة الفضائية الدولية فرصة فريدة ونادرة وتجربة روحانية، تلك اللقطات تذكّرنا بأهمية مكة المكرمة في الإسلام وتعكس القدرة التكنولوجية الحديثة على استكشاف ومشاهدة الأماكن المقدسة من زوايا غير تقليدية، وتوفر لنا تكنولوجيا الفضاء والاستكشاف الفضائي فرصًا مذهلة للتعرف على العالم ومعالمه الهامة من منظور جديد، حيث إن رؤية مكة المكرمة من الفضاء تلهمنا وتجعلنا نشعر بقربها، وتظهر أيضًا التطور التكنولوجي والقدرة على استكشاف الأماكن التي كانت غير متاحة في الماضي.
كما أن مشاهدة هذه اللقطات الفريدة توفر للناس فرصة للاستمتاع بجمال مكة المكرمة والحرم المكي الشريف وتجديد الروحانية والتواصل مع المكان المقدس للمسلمين، وتعزيز الفهم والاحترام المتبادل للثقافات والديانات المختلفة، وعلى الرغم من أن هذه اللقطات تعتبر فريدة ومذهلة، إلا أنها تذكرنا أيضًا بأهمية الحفاظ على الأماكن المقدسة والتراث الثقافي والتاريخي الذي تحمله.
تأثير البيئة الفضائية على استجابة الخلايا المناعية
وتعد تجربة برناوي في استجابة الخلايا المناعية للالتهابات في الفضاء تعد تجربة علمية هامة ومثيرة، بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث التابع له، تهدف هذه التجربة إلى فهم كيفية تأثير البيئة الفضائية على استجابة الخلايا المناعية للالتهابات وتغير الاستجابة الالتهابية نفسها، حيث تركز التجربة على دراسة التغيرات التي تحدث في الحمض النووي الريبونووي المرسال (RNA)، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم إنتاج البروتينات المؤدية للالتهاب، من خلال استخدام صندوق التجارب الحية ونموذج خلايا مناعية، سيتم محاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي في بيئة الجاذبية الصغرى، وذلك لفهم كيف يؤثر البيئة الفضائية على تلك الاستجابة وما يمكن أن يعود به ذلك من تأثير على صحة الفرد، تلك التجارب العلمية تعتبر أساسية لفهم تأثير البيئة الفضائية على جسم الإنسان وصحته، وتساهم في تقدم العلم وتحسين الرعاية الصحية لرواد الفضاء والبشر بشكل عام، قد تؤدي النتائج المستخلصة من هذه التجارب إلى تطوير استراتيجيات جديدة لعلاج الالتهابات والأمراض المرتبطة بها، وتحسين رفاهية البشر في الفضاء وعلى الأرض.
فتح الأبواب امام فرصة جديدة في عالم الفضاء
تعتبر رحلة القرني وبرناوي نقطة تحول تاريخية في القطاع الفضائي السعودي، تعكس هذه الرحلة التزام السعودية الجاد بالاستفادة من قطاع الفضاء في مجمله، وتأكيدًا لتوجهاتها نحو التقدم والتطور في جميع المجالات، حيث تدرك السعودية أن القطاع الفضائي يعتبر قطاعًا مستقبليًا ذو أهمية استراتيجية، حيث يتقاطع فيه الاهتمام العالمي بالاستدامة البيئية والتكنولوجيا المتقدمة، والأبحاث العلمية بالاستثمار في هذا القطاع، تسعى السعودية لتعزيز التقدم العلمي والتكنولوجي، وتعزيز قدراتها الاقتصادية والابتكارية.
تمثل رحلة القرني وبرناوي دفعة قوية للقطاع الفضائي السعودي وتعزز قدراته التقنية والعلمية، ومن المتوقع أن تفتح هذه الرحلة الأبواب أمام فرص جديدة للابتكار والتعاون العلمي في مجال الفضاء، وتعزز مكانة السعودية كدولة رائدة في هذا المجال، وبذلك تحرص السعودية على استغلال الاستثمار في القطاع الفضائي لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، وتوفير فرص العمل وتطوير الكفاءات الوطنية في هذا المجال الحيوي.