بالصور.. نجل خادم الحرمين يوجه رسالة شديدة اللهجة إلى قطر والحوثيين.. ويكشف تفاصيل جديدة حول مشروع “نيوم”

تسعى المملكة العربية السعودية وقادتها المتمثلين في الرموز الكبرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ونجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى وضعها الأمور في نصابها الصحيح بالنسبة لعلاقاتها بدول الجوار والمنظمات المختلفة، فضلًا عن المسار الجديد للاقتصاد داخل المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة المقبلة، كما تهدف السلطات المعنية في السعودية خصوصًا في ظل السياسية الحاسمة والحازمة في التعامل مع الإرهاب، أيًا كان مصدره أو داعميه بقيادة الأمير محمد بن سلمان الذي زاد السعودية توجهًا بقرارات صارمة شهدها خلال الفترة الأخيرة، وفي آخرها قرار قطع العلاقات الرسمية والدبلوماسية بين الدول العربية الكبرى “مصر والسعودية والإمارات والبحرين” مع دولة قطر، حيث تتهمها الدول الأربع بدعم الإرهاب، فضلًا عن الحرب الضروس التي يخوضها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، إضافة إلى مشروع “نيوم” الطموح الذي افتتحه الأمير محمد بن سلمان قبل ساعاتٍ قليلة وأعلن اليوم عن تفاصيل جديدة بشأنه.

الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان

خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي

محمد بن سلمان يوجه هجومًا عنيفًا ضد قطر

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي

 

شن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هجومًا عنيفًا يبدو مألوفًا ضد دولة قطر، منذ أعلنت الدول العربية الأربع الكبرى ممثلة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية في الخامس من شهر يونيو/ حزيران من العام الجاري 2017 قطعًا تامًا لكافة العلاقات الدبلوماسية والرسمية معها، فقد وجه الأمير محمد بن سلمان تصريحًا واضحًا ومباشرًا إلى دولة قطر قائلة “قطر قضية صغيرة جداً جداً جدا”، وذلك في رده على الأقاويل التي تحدثت عن تأثيرات سلبية لأزمة قطر على الثقة الاستثمارية داخل المملكة العربية السعودية.

وبشأن الوضع الاقتصادي في السعودية أيضًا، تطرق الأمير محمد بن سلمان أيضًا للحديث عن طرح شركة “أرامكو” فأكد مجددًا أنه قد يبلغ مستوى أكبر وأعلى من 2 تريليون دولار أمريكي مشيرًا إلى أن أسهم الشركة السعودية سيتم إدراجها في العام المقبل 2018، إلا أن تفاصيل ذلك لم يتم الكشف عنها بعد وهي ما تزال في طي البحث والدراسة، وبشأن النشاط النفطي، أشار ولي العهد السعودي كذلك إلى أن بلاده ستظل على التزامها مع كافة الدول المنتجة للنفط بهدف تحقيق المعادلة والتوازن ما بين العروض المقدمة والطلبات في سوق النفط العالمي، والتي ترعاها المنظمة الدولية المعروفة “أوبك”، حيث توقع محمد بن سلمان أن تستوعب الحركة الحالية الفائض في إنتاج النفط الصخري، مشيرًا إلى أن بلاده بمقدورها استعادة السيطرة على الأمور من جديدة.

محمد بن سلمان: الحوثيون لن يكونوا حزب الله جديد

الحوثيون وحزب الله
ميليشيات الحوثيين وحزب الله اللبناني

 

على الجانب الآخر، وعلى ذكر الحرب التي يخوضوها التحالف العربي وتقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، أكد الأمير محمد بن سلمان أن الحرب هناك ستتواصل بهدف منع تحول ميليشيات الحوثيين في اليمن إلى تنظيم إرهابي جديد على غرار حزب الله في لبنان والذي يُقاتل إلى جانب قوات الأسد في سوريا، والذي قد يشكل وجودهم تهديدًا صارخًا للحدود الجنوبية للمملكة، وأضاف ولي العهد السعودي أن الحرب في اليمن ستتواصل حتى يتسنى للتحالف العربي التأكد من عدم نسخ تجربة حزب الله اللبناني في اليمن، مشددًا على خطورة الوضع اليمني عنه في لبنان.

من المفيد هنا أن نؤكد أن تنظيم حزب الله اللبناني بدعم من دولة إيران التي يحكمها النظام الملالي الشيعي قد أضحى قوة كبيرة ومؤثرة على المناخ السياسي في لبنان وفي التوازن العسكري مع ثوار المعارضة في سوريا، حيث تتوارد أنباء حول تدخل إيراني متمثل في الإمداد العسكري والتدريب القتالي في اليمن لحساب الميليشيات الحوثية الانقلابية.

وحول أهمية الوضع السياسي والاستراتيجي لليمن، أكد الأمير محمد بن سلمان أن موقع دولة اليمن يعد حيويًا للغاية، فهو يطل بشكلٍ مباشرٍ على مضيق باب المندب الواقع جنوب البحر الأحمر، وعليه فإن تأثيره على حركة التجارة في حال تعرضه لأي تهديدات قد يصل إلى نسبة عشرة بالمئة وبالتالي تكمن تفاصيل الأزمة الحاصلة في ذلك، حيث تتشعب إلى مجال سياسي يتمثل في منع إيران من التمدد في المنطقة العربية وتحقيق حلم الهلال الشيعي، وعلى المستوى الاقتصادي في منطقة مضيق باب المندب.

ولي العهد السعودي يعلن تفاصيل جديدة بشأن مشروع “نيوم”

الأمير محمد بن سلمان خلال الإعلان عن مشروع نيوم
الأمير محمد بن سلمان ومشروع نيوم

 

كشف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، في تصريحات خاصة له اختص بها وكالة “بلومبرج” الدولية للأنباء عن تفاصيل جديدة بشأن مشروع مدينة “نيوم” التي تخطط السلطات المعنية في المملكة العربية السعودية تدشينها خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أنها ستشمل عددًا من الموانئ يقع العديد منها داخل الأراضي السعودية والبعض الآخر منها في الأراضي المصرية.

وأوضح الأمير السعودي أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وخلال زيارته إلى العاصمة المصرية القاهرة قد وقع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفاقية تهدف لإنشاء منطقة حرة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في شمال سيناء، وكان الهدف الأساسي لإنشاء تلك المنطقة الحرة هو ربطها مستقبلًا بمشروع مدينة “نيوم”، حيث وقعت كلًا من مصر والسعودية في شهر أبريل/ نيسان قبل الماضي من العام 2016 اتفاقية لإقامة منطقة حرة مشتركة تجمع البلدين الشقيقين في شمال سيناء، من خلال دعم ورعاية صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وفي تفصيلات جديدة حول مشروع “نيوم” أكد الأمير محمد بن سلمان أن ذلك المشروع الاستثماري الضخم والذي يقوم على أراضي الدول العربية الكبرى الثلاث السعودية والأردن ومصر ستتكلف إجمالي استثمار نحو خمسمائة مليار دولار أمريكي، موضحًا أثناء الإعلان الرسمي لتدشين مشروع “نيوم” أن منطقته ستقوم بالأساس على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولية من المشروع ستنتهي بعد ثمانية أعوام أي بحلول العام 2025.

يُشار هنا إلى أن منطقة مشروع “نيوم” تقع في الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية، حيث يقوم المشروع على مساحة إجمالية تبلغ ست وعشرون ونصف كيلو متر ربع، ولها إطلالة مباشرة على البحر الأحمر وخليج العقبة من الجانبين الغربي والشمالي على التوالي بطول يبلغ أربعمائة وثمانية وستون كيلو مترًا، كما يحدها من الجانب الشرفي جبال يصل إرتفاعها إلى ألفين وخمسمائة متر تقريبًا.

وحول الاستفادة الاقتصادية لدول المنطقة من مشروع “نيوم” أكد ولي العهد السعودي أن جميع الدول المطلة على البحر الأحمر سوف تحقق استفادة مباشرة وكبيرة من المشروع الاقتصادي الجديد، وعلى الرغم من عدم إطلالها عليه، فإن دولة الكويت ستحقق استفادة أيضًا من مشروع “نيوم” – بحسب الأمير السعودي – حيث سيصبح بمقدورها تصدير منتجاتها إلى القارة الأوروبية العجوز بأسرع الوسائل وأرخصها من خلال الآنابيب النفطية وكذلك وسيلة السكك الحديدية، وكذلك إلى مصر عبر منطقة شمال سيناء ثم إلى الجانب الغربي من القارة الأوروبية.

وبشأن القوانين المعمول بها في مدينة “نيوم” أكد الأمير محمد بن سلمان أنها لن تختلف سوى بنسبة اثنين بالمئة عن بقية المدن الاقتصادية في العالم، ومثَّل على ذلك بالقول أن السائحين الراغبين في احتساء الخمر يمكنه تناوله في جمهورية مصر العربية أو المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى جانب المسافات بالنسبة للراغبين في السفر والتحرك، فقد أشار ولي العهد السعودي إلى أن المسافة من مصر إلى جزيرة تيران الواقعة في البحر الأحمر تبلغ ثلاثة ونصف كيلو متر، فيما تبلغ من منطقة رأس الشيخ حميد نحو خمسة عشر كيلو مترًا فقط، مشيرًا إلى أنه في الحالة الأولى ستستغرق رحلة الوصول بالسيارة نحو دقيقتين فقط، بينما لن يحتاج للوصول إلى الثانية أكثر من 20 دقيقة بالسيارة أيضًا.

ملياردير بريطاني يقبل دعوة ولي العهد السعودي
محمد بن سلمان وريتشارد برانسون
ولي العهد السعودي ولقاءه بالملياردير البريطاني ريتشارد برانسون

 

أعلنت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن موافقة “ريتشارد برانسون” وهو ملياردير إنجليزي معروف، يتولى حاليًا رئاسة مجموعة “فيرجن”، اليوم الخميس، عرضًا قدمه له الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، ففي تصريحات أطلقها الملياردير البريطاني على هامش المؤتمر الاستثماري الذي عُقد خلال الساعات القليلة الماضية في العاصمة السعودية الرياض، أوضح “برانسون” أن قد قبل العرض المُقدم له من قبل الأمير السعودي كي يشغل منصبًا داخل مجلس إدارة مدينة “نيوم” الاستثمارية والاقتصادية التي تعتزم السلطات السعودية تدشينها خلال الفترة المقبلة.

وأضاف “برانسون” في تصريحاته، أنه على استعداد للاستثمار في المدينة الاقتصادية الجديدة، موضحًا أنه قد طُلب منه أن يتولى منصبًا للعضوية داخل مجلس إدارة “نيوم”، مشيرًا إلى أنه يعتزم إدارة العديد من المشروعات داخل المدينة الجديدة التي ستقيمها السلطات السعودية على ساحل البحر الأحمر، معربًا عن سعادته بذلك، ومقرًا بالمهمة التي طُلب لها، يُشار في هذا، إلى أن الملياردير البريطاني والذي تقع بحوزته قرابة الأربعمائة شركة حول العالم، قد نشر مقالًا صحفيًا في فترة سابقة، تناول خلالها الأسرار الكامنة لزيارته إلى المملكة العربية السعودية، وحول علاقته بالمسؤولين السعوديين ولقاءه مع الأمير محمد بن سلمان.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد