الجيش السعودي، لم يكن هذه المؤسسة الكبيرة بمنأى عن عقول واضعي خطط تطوير المملكة العربية السعودية، فهؤلاء الذين وضعوا خطط تمتد لعام 2030، تهتم في المقام الأول بحال بلادهم اقتصاديًا بعد نفاذ البترول، ومن ثم الاعتماد على نواحي أخرى يمكنها أن تضمن تحقيق الرخاء بشكل كبير لمستقبل السعودية.
ولعل محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، لم ينس ذكر ملامح المرحلة القادمة، وخاصة تلك التي تتعلق بالجيش السعودية والأمن القومي للبلاد، والذي يعتمد بصفة شبه كلية على المعدات والنظم العسكرية التي تستوردها المملكة العربية السعودية من الخارج، وهي أساس أنظمة الدفاع التي يعتمد عليها الجيش السعودي بصفة أساسية، والذي يعد ثاني أكبر مستورد للمعدات والأسلحة العسكرية في العالم.
ويكمن القلق على مستقبل الجيش السعودي، في حجم الإنتاج المحلي الضئيل الذي تصنعه السعودية من إجمالي ما يستهلكه الجيش السعودي، حيث تنتج المملكة العربية السعودية 2 % فقط من إجمالي احتياجات الجيش السعودي من معدات وأسلحة، وهي بالطبع نسبة قليلة لا يمكن الاعتماد عليها في المستقبل.
وشغل الجيش السعودي حيز كبير من تفكير القائمين على وضع الإستراتيجية الخاصة بالمملكة العربية السعودية عام 2030، حيث أكدت مجلة “فوربيس” الأمريكية، أن المملكة العربية السعودية تأمل في توطين 50 % من احتياجات الجيش السعودي، مشيرة إلى أن الحكومة السعودية تتفاوض في الوقت الحالي مع العديد من الشركات العالمية المتخصصة في الصناعات العسكرية، لتتعاون مع هيئات ومؤسسات سعودية، ومن ثم تضمن إنتاجها للصناعات العسكرية الخاصة بالمملكة في السنوات المقبلة.
إقرأ أيضًا..
رؤية السعودية 2030.. كيف ستعيش المملكة بدون بترول
لهذا السبب.. الرئيس الأمريكي القادم يكره السعودية
وقالت المجلة الأمريكية، إن السعودية لا تنوي عمل علامة تجارية خاصة بها في مجال الطائرات المقاتلة، إلا أنها تأمل في أن يتمكن الجيش السعودي من احتلال مرتبة جيدة في مجال تصدير الأسلحة الخفيفة، مثل البنادق والأسلحة والذخار وغيرها من المعدات العسكرية بنطاق واسع.
ومن ناحية أخرى، تأمل السعودية في التعاون مع العديد من حلفائها الذين لديهم خبرة عسكرية واسعة مثل مصر وتركيا وباكستان، فهذه البلدان استطاعت تكوين جيوش قوية، يمكنها المساهمة في بناء تجربة خاصة للجيش السعودي، يمكن من خلالها اعتماد المملكة على نفسها بشكل شبه كلي.