يواصل قطاع الصحة في المملكة العربية السعودية البحث عن تحقيق إنجازات قوية تضاف لسلسلة إنجازاته الأخيرة والتي تجعل هذا القطاع الهام في مكانة متميزة على المستوى الإقليمي والعالمي، حيث تمكن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من تحقيق إنجاز طبي جديد، يتمثّل في إجراء عملية إصلاح تمزق داخل الشريان الأبهر البطني الصدري، باستخدام تقنية حديثة في القسطرة الشريانية تعرف بـ “الدعامة المتفرعة”، لمريض يصل من العمر 61 عامًا، يعاني مضاعفات صحية معقدة، منها ارتفاع ضغط الدم، وضعف وظائف الكلى والتهاب الشرايين، في إجراء طبي منقذ للحياة ينفذ لأول مرة في الشرق الأوسط.
تخفيف العبيء على المريض
ويمكن القول أن الإجراء الطبي الجديد يعتبر أقل عبئًا على المريض على المستوى الجراحي، و يتطلب وقت تعاف أقل، ويقدم خيارًا علاجيًا أكثر أمانًا، وبديلًا يقلل المخاطر والمضاعفات للمرضى الذين لا تتحمل حالتهم الصحية الجراحة التقليدية، حيث كان المريض يعاني حالات مرضية متعددة وعالية الخطورة، بما في ذلك التهاب الأوعية الدموية، وتمدد الشريان الأبهر الصدري البطني والممزق؛ مما تسبب بحدوث نزيف داخلي.
وإستخدم الفريق الطبي أسلوبٍ مبتكر يتمثل في تركيب دعامة متفرعة في الشريان الأبهر، بالاستعانة بأجهزة التصوير ثلاثية الأبعاد (3D) عالية الدقة، وأنظمة مراقبة تدفق الدم إلى الدماغ في الوقت الفعلي، التي مكّنت الفريق الطبي من رؤية التفاصيل الدقيقة خلال الجراحة، وهو ما سمح بوضع الدعامة المتفرعة بدقة، وضمان استمرار تدفق الدم إلى الكلى والأمعاء، وتجنب أي أضرار محتملة لها.
خطر يهدد حياته
وتعتبر حالة تمدد الشريان الأبهر الصدري البطني من الحالات المهددة للحياة، نظرًا لتعقيدها وتأثيرها المباشر على الأعضاء الحيوية مثل الكلى والأمعاء، فهي تعرقل تدفق الدم الطبيعي، مما يؤدي إلى تفاقم الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي.
تجدر الإشارة إلى أن المريض كان عرضة لخطر تمزق الأوعية وحدوث نزيف داخلي قد يرفع احتمالية الوفاة بنسبة عالية، لولا التدخل الطبي الدقيق الذي أدى إلى إنقاذ حياته.
يذكر أن هذه العملية إنجازًا رائدًا في عالم الجراحة، نظرًا لأهميتها في تعزيز فرص النجاة مقارنةً مع الجراحة التقليدية؛ حيث أظهر الفريق الطبي في “التخصصي” براعة في استخدام التقنيات الطبية المتقدمة، وتجاوز جميع التحديات لإنقاذ حياة المريض الستيني، وهو ما يؤكد جودة الرعاية الصحية التي يقدمها “التخصصي” في معالجة الحالات المعقدة.