جريح فلسطيني يبدع بالرسم بالمسامير والخيط

تقرير/ محمد نايف العطار – تصوير/ أيمن العمريطي

أسامة الرملاوي من غزة

لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، لربما هي نصيحة أو عبارة محفزة أو شعار ملهم، قليل هم الذين اتخذوه قاعدةً في حياتهم فلم يستسلموا للواقع ولم يكتفوا أيديهم بمجرد تعثر أصابهم، فاتخذوا من الصعاب جسوراً للنجاح والإبداع.

ومن أصعب الأشياء التي يعانيها الشعب الفلسطيني وجود الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضه منذ 75 عاماً، تسبب الاحتلال في الكثير من آلام ومعاناة هذا الشعب الصابر المرابط، ومن أحد أشكال معاناة الفلسطينيين هي الإصابات التي يفتعلها الاحتلال في الأشخاص بدون أدنى رحمة، فهذا تبتر يده وآخر قدمه وآخر يتعرض لإعاقة مستديمة – نفسية أو جسمية على حدٍ سواء -.

أسامة أحمد صالح الرملاوي من قطاع غزة بفلسطين أحد النماذج التي تعرضت للإصابة في قدمه خلال مشاركته في مسيرات العودة الكبرى على الحدود الشرقية لقطاع غزة، ولم يستسلم لإصابته بل استغل فترة تفرغه بعد رحلة علاج طويلة – وما زالت مستمرة -، في تطوير موهبته حيث يقوم بالرسم على اللوحات الخشبية بواسطة المسامير والخيطان.

بداية في ظروف صعبة

لم يبدأ الفنان والجريح الفلسطيني أسامة الرملاوي رحلته في هذا المجال الفني والإبداعي في ظروف ذهبية، بل بدأ كحال الكثير من الشباب الفلسطيني الذين يعانون ويلات الحصار في قطاع غزة، بظروفٍ صعبة وقاسية، في ظل شح الإمكانيات والتكلفة العالية التي يطلبها إنجاز مثل هذه أعمال، بجانب إصابته التي لم تتركه وشأنه بل كانت وكأنها تنهش أجزاء من جسده بفعل الآلام التي تنتج منها.

بدأ الرملاوي في إنتاج عدد يسير وبسيط من اللوحات الإبداعية الخشبية التي سرعان ما لاقت استحسان وإعجاب أهله وأصدقائه الذين بدأو بطلب إنجاز لوحات بأشكال معينة وحسب أذواقهم وقاموا بتقديم المساعدة بتوفير جزء من الإمكانيات المطلوبة لإنجاح هذا العمل.

وكانت بداية عرضه للوحات الفنية على المحيط القريب جداً منه؛ لكونه لا يملك الخبرات الكبيرة في مجال التسويق لعمله، إلا أن البداية لم تطول كثيراً فبدأ الأصدقاء والمعارف والأقارب يسوقون له الأعمال حتى وصل إلى مرحلة متقدمة وكبيرة من التسويق لأعماله.

وبدأ عدد أكبر من الناس والمهتمين في مجال الفن والرسم بالتواصل معه، وطلب إنجاز لوحات لهم أكثر.

أبرز أعمال الفنان الفلسطيني أسامة الرملاوي

عند الحديث عن أبرز أعمال الرملاوي، سأصنف الأبرز بحسب المؤسسة أو الجهة التي عمل لها، فقد أنجز عدة لوحات فنية لمؤسسات محلية في قطاع غزة، وأبرزها اللوحة التي قام فيها برسم ” شعار مديرية التربية والتعليم العالي ” في مديرية شرق غزة.

ولوحة مركز ربيع العمر الطبي الخيري وشعار لعيادة أسنان ميدا دينت، هذا فضلاً على القيام بإنجاز العشرات من اللوحات والأعمال الإبداعية للأصدقاء والمعارف واللوحات الشخصية.

ولم يكتفي بالرسم فقط بل أدخل إلى أعماله الخشبية تركيب ساعة عقارب ليتم استخدامها كساعة حائط بطريقة مميزة، وبعدة أشكال وطرق عرض جذابة.

ساعة بالفن المسماري

صور من بعض أعمال الفنان الفلسطيني

التقط المصور والمخرج الفلسطيني الشهير أيمن العمريطي عدة صور لأسامة، أختتم التقرير بعرض هذه الصور.

أسامة أحمد الرملاوي أسامة الرملاوي من غزة اسامة الرملاوي مسامير فن جديد رسمة بالمسامير والخيطان الرسم بالمسامير والخيطان الرسم الجميل


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد