الصحفيين والإحتلال الإسرائيلي “كاميرا مقابل الرصاص”

“الصحافة مهمة المتاعب” مثل شائع يعبر عن حقيقة الصحافة التي تعمل على نقل الحقيقة وإظهار الحق، وكشف الزيف والتضليل، وكم من صحفيين دفعوا ثمن نقل الحقيقة بدمائهم وأعمارهم؟ والصحفيين الفلسطينين على رأس قائمة التضحيات ودفع ثمن نقل الحقيقة بغير تزييف ولا تحريف.

مضى ما يقرب من شهر على بداية مسيرات العودة الكبرى المطالبة بالحق الفلسطيني في الرجوع إلى الأرض المحتلة، وخلال هذه الفترة تعرض الصحفيين في قطاع غزة للعديد من الإنتهاكات بشكل متعمد ومنظم من الإحتلال الإسرائيلي أثناء قيامهم بعمله الصحفي في نقل الحقيقة إلى العالم أجمع، حيث فقد الجسم الصحفي صحفيين هما ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين أثناء تغطيتهم لمسيرات العودة الكبرى وهما يلبسان شعار الصحافة ودرعها، ولكن هذا لم يمنع الإحتلال من إصابتهم بطلقات نارية متفجرة قاتلة بشكل متعمد ولا جريمة لهم إلا نقل الحقيقة، كما وأصيب ما يقرب من خمسين صحفياً أثناء تغطية مسيرات العودة الكبرى.

 

الصحفيين في مرمى النيران

عدلي أبو طه مراسل لعدة وكالات محلية تعرض لإصابة أثناء تغطيته الجمعة الثانية لمسيرات العودة الكبرى، حدثنا عن إصابته بالإختناق قائلاً” كانت الجمعة الثانية من مسيرات العودة، وكنت حاملاً كاميرتي حيث تقدمت لتغطية الأحداث، وأثناء تقدمي تساقط عدد كبير من الشباب المتظاهرين جراء إطلاق الإحتلال لكميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع، وتم إطلاق قنبلة بإتجاهي وما شعرت بنفسي وإلا وأنا ساقط على الأرض وثم دخلت في غيبوبة لمدة ساعة كاملة حسب ما قيل لي”.

وأضاف أبو طه في حديثه عن استهداف الصحفيين أن “الإحتلال يسعى لطمس الحقيقة حتى لا نخرج الرسالة الصحيحة، ونخبر العالم بأن المظاهرات سلمية وأن الإحتلال يتعامل مع التظاهرات بكل قسوة وعنف ويستخدم مختلف الأسلحة في مواجهة المتظاهرين السلميين، ويحاول الإحتلال بكل طاقته منعنا من نقل الحقيقة إلى العالم”.

خوف وحذر

يشعر الصحفيين في قطاع غزة عند ذهابهم لتغطية مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة بقلق وخوف كبيرين، فالإحتلال يستهدفهم بشكل متعمد ومباشر لطمس الحقيقة ومعهم من نقل الصورة إلى العالم.

هاني الشاعر مراسل صحفي حدثنا عن شعوره بالخوف والحذر عند ذهابه للقيام بعمله على الحدود قائلاً” كل صحفي فلسطيني يتوجه لتغطية الأحداث يكون متوجساً وحذراً خشية الإستهداف لأننا أمام محتل قتل عشرات الصحفيين في غزة من قبل في الحروب الثلاث، وباعتداءاته في مسيرة العودة فنحن نتحدث اليوم عن استشهاد اثنين من الصحفيين وإصابة 52 صحفياً ما بين رصاص حي واختناق بالغاز، وهو عدد كبير خلال أربع أسابيع وهو ما لا يحدث أثناء حروب، وهو دليل واضح أن الإحتلال لم يعد يحترم أحد وغير خائف من شيء بسبب دعم القوة الجبارة في الأرض أمريكا”

وأضاف” أنه يشعر في كل لحظة أنه سيتعرض للإستهداف من قبل الإحتلال، فأنا لا أعلم فيما يفكر جندي الإحتلال وأين يصوب بندقيته؟ وسقط العديد من الشهداء والجرحى أمامي، وكنت أشعر بأني المستهدف وليس المواطنين من حولي، وعدم الشعور بالأمان بحد ذاته جريمة كبيرة”.

وأشار الشاعر أنه أثناء تغطيته لمسيرات العودة على الحدود، كان يقف على بعد 150 كم من الحدود حيث رأى بجوار جنود الإحتلال صحفيين أجانب وإسرائيليين لم يكونوا يرتدوا أي دروع صحفية تحميهم، وهو ما يدلل على عدم وجود أي خطر من الجانب الفلسطيني، في الوقت الذي كان يرتدي فيه الدرع الصحفي ولا يشعر بأي أمان ويرافقه شعور بأنه قد يستهدف في أي لحظة، وهي مفارقة عجيبة فالصحفي الذي يرتدي الدرع يشعر بالخوف والذي لا يرتدي الدرع يشعر بالأمان الكامل.

الصحفيين

أداء الواجب

” لن يوقف استهدافنا كصحفيين عملنا في نقل الحقيقة، فنحن أمام الكثير من الإستحقاقات سواء الوطنية أو الإعلامية، فلذلك هذه الإستحقاقات بالنسبة لنا كصحفيين تحتم علينا ألا نوقف عملنا الصحفي برغم سقوط العديد من الشهداء والجرحى بين صفوف الصحفيين، فالإحتلال يتعمد استهداف الصحفيين ليظهر للعالم بمظهر الضحية لا الجلاد” هذا ما تحدث به الصحفي جمال عدوان مراسل إذاعة الأقصى عن استهداف الصحفيين وواجبه الذي يحتم عليهم ممارسة عمله بالرغم من الإستهدافات.

وتابع عدوان” إن الإحتلال يسعى إلى قبل الحقائق والظهور بمظهر الضحية، لذلك عندما ارتقى ياسر طالبنا ومازلنا نطالب بسن قوانين تجرم الإحتلال، والعمل على توثيق جرائم الإحتلال تجاه المجموع الصحفي وعرضها على محكمة الجنائيات الدولية، كما ونطالب بتحييد الإعلام الإسرائيلي وإخراجه من منظمة الإتحاد الدولي الإعلامي لفقدانه للمصداقية”.

وأردف” أنه بالرغم من كل ذلك سنواصل تغطيتنا الإعلامية، وسنقول للعالم أننا في قطاع غزة نحن ضحايا إحتلال اغتصب حقوقنا، وسنطالب بحقوقنا المشروعة التي كفلتها القرارات الدولية”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد