منذ انطلاقة الكفاح المسلح الفلسطيني، والمقاومة تواجه محاولات متكررة لاحتوائها عبر تقديم عروض سياسية ومالية ضخمة، سواء خلال الحروب أو في فترات التهدئة. لكن على مدار السنوات، بقي موقف المقاومة واضحًا: لا تفاوض على سلاحها.
هل يصمد سلاح المقاومة أمام الحصار العسكري على غزة؟
اليوم، يشن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا متعدد الأبعاد على قطاع غزة، ليس فقط بالقصف الجوي المكثف، بل أيضًا من خلال فرض حصار خانق، مدعومًا بغطاء سياسي أمريكي، يهدف إلى دفع الفلسطينيين نحو التهجير الجماعي، أو إجبار المقاومة على التخلي عن سلاحها.
الخطة التي يروج لها الاحتلال باتت علنية: وقف الحرب مقابل نزع السلاح من أيدي المقاومة. فهل تصمد المقاومة هذه المرة أمام هذا النوع من الضغط؟
كيف وصلت المقاومة الفلسطينية إلى هذا المستوى من التسليح؟
رغم التفوق التكنولوجي والعسكري الكبير لإسرائيل، لم تنجح في فرض سيطرتها داخل قطاع غزة، ويرجع ذلك إلى قوة المقاومة وتسليحها المتنوع.
من قاذفات الـ RPG “الياسين 105″، إلى الصواريخ محلية الصنع والأسلحة الرشاشة، استطاعت هذه الأدوات—رغم بساطتها—إلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة بصفوف جيش الاحتلال خلال توغلاته البرية.
بعد انسحاب الاحتلال من غزة في عام 2005، ومع سيطرة حركة حماس على القطاع في 2008، بدأت مرحلة جديدة في تطوير القدرات العسكرية. اعتمدت المقاومة على حفر الأنفاق وتهريب الأسلحة، ثم دخلت مرحلة التصنيع المحلي، ما جعل لديها مخزونًا متنوعًا من الأسلحة التي صنعتها أو طوّرتها بنفسها.
ترسانة غير مسبوقة ظهرت بعد 7 أكتوبر
خلال الحروب السابقة، استخدمت المقاومة جزءًا محدودًا من هذا المخزون العسكري، لكنها منذ 7 أكتوبر، بدأت في استخدام أنواع أكثر تطورًا من الأسلحة، وهو ما أحدث تحولًا ملحوظًا في طبيعة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.
هل تقبل المقاومة الفلسطينية بالتخلي عن السلاح؟
في هذه الحرب، تصاعدت الضغوط الإسرائيلية، وبدأت العروض السياسية تُطرح من جديد: وقف الحرب وفتح المعابر مقابل تسليم السلاح.
لكن موقف المقاومة حتى الآن كان حاسمًا: لا مفاوضات على سلاح المقاومة. فالسلاح بالنسبة لها ليس مجرد أداة، بل رمز لكرامة وصمود الشعب الفلسطيني.
ومع استمرار القصف والحصار، يبقى السؤال قائمًا:
هل تصمد المقاومة أمام هذه الضغوط غير المسبوقة؟ وهل يمكن أن توافق يومًا على تسليم سلاحها مقابل وعود سياسية واقتصادية؟
شاركنا برأيك في التعليقات:
هل ترى أن المقاومة يجب أن تتمسك بسلاحها؟ أم أن الحل السياسي أصبح ضرورة؟