ما هو سر بكاء اليهود أمام حائط المبكى

حائط المبكى واحد من أقدس المواقع الدينية في العالم الخاصة بالشعب اليهودي. يقع هذا الحائط في القدس. ويعد مكان للصلاة والحج للشعب اليهودي. وهو الأثر الباقي من هيكل سليمان طبقاً لادعاءات اليهود. لكن لماذا يبكي اليهود أمام هذا الحائط؟ وما هي قصة حائط المبكى.

حائط المبكى

بكاء اليهود عند حائط المبكى

تاريخ حائط المبكى

حائط المبكى
تاريخ حائط المبكى

ارتبط تاريخ حائط المبكى لدى اليهود بهيكل سليمان. وعلى الرغم من أن الحائط لم يكن ضمن الهيكل إلا أن قدسيته جاءت من حدوده مع الهيكل المزعوم. حيث إنه يحد الحرم القدسي من الجهة الغربية.
قام ببناء هذا الحائط الملك هيرودس في عام 20 قبل الميلاد، وذلك أثناء التوسعة الثانية للهيكل. وبعد أن دمر الرومان المعبد عام 70 ميلادية نجا هذا الجدار. حيث بدا لهم غير ذات أهمية، فهو لم يكن جزءً بأي حال من الأحوال من الهيكل نفسه. بل مجرد جدار احتياطي يُحيط بالحرم القدسي.

خلال القرن السادس عشر أنهى السلطان سليمان الأول ما يقرب من 300 عام من حكم المماليك. وأسس الإمبراطورية العثمانية. ومن ثم قام السلطان سليمان بترميم أسوار مدينة القدس عام 1536 وشجع اليهود الذين طردوا من إسبانيا والبرتغال على الاستقرار في المدينة.

في عام 1546 دمر زلزال منطقة الحرم القدسي بالمناطق المحيطة به. وأمر السلطان سليمان بترميم الجدار الخاص بمصلى اليهود. كما أصدر مرسوماً بأن لليهود الحق في الصلاة هناك في جميع الأوقات.

حرب 1967

حائط المبكى
بكاء اليهود عند الحائط الغربي

زادت أهمية هذا حائط المبكى في القرن التاسع عشر. وقت أن كان الحكم للدولة العثمانية. وقد سمحت لهم الدولة العثمانية بتأدية طقوسهم أمام الحائط بحرية تامة. لكن سرعان ما تم وقف العمل بهذا القرار نتيجة جلب هؤلاء اليهود لمقاعد أثناء الزيارة وجلوسهم أياماً طويلة أمام الحائط، مما جعل السلطات الإسلامية تُشكك في نية اليهود ادعاء ملكيتهم لهذا الحائط مستقبلاً.

نشبت حرب الأيام الستة وفي اليوم الثالث دخل المظليين الإسرائيليين البلدة القديمة وسيطروا على الحرم القدسي وحائط المبكى. وبعد عدة أيام قاموا بهدم منازل حي المغاربة لإنشاء الساحة الكبيرة الموجودة اليوم أمام الحائط الغربي، والتي تسمح لألاف المصلين بزيارة الموقع في وقت واحد.

بعد الحرب مباشرةً حفر الإسرائيليون تحت ارض الجدار وكشفوا مستويين أخرين. كما قاموا بتطهير المنطقة المحيطة بالحائط لإنشاء ساحة الحائط الغربي التي يراها الزوار اليوم.

قدسية حائط المبكى عند المسلمين

ارتبطت قدسية هذا الحائط عند المسلمين بقصة إسراء ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى القدس على ظهر دابة تسمى ” البراق ” ومن هنا جاءت تسمية الحائط، ثم ربط النبي الدابة بهذا الحائط ليصلي بالأنبياء في المسجد الاقصى، ومن ثم عروجه إلى السماء السابعة على ظهر هذه الدابة، ومن هنا جاءت قدسية هذا الحائط لدى عموم المسلمين، وقد ذُكرت هذه القصة في السنة النبوية الشريفة.

طقوس الصلاة أمام حائط المبكى

حائط المبكى
طقوس الصلاة عند حائط المبكى

يشترط الدخول إلى ساحة حائط المبكى أن ترتدي النساء والرجال على حد سواء ملابس محتشمة. كما يجب تغطية أرجل وأكتاف النساء. أما بالنسبة للرجال فلا يجب عليهم الدخول إلى هناك إلا بعد تغطية رؤوسهم.

يمارسون اليهود أمامه طقوس النواح والبكاء على أطلال هيكل سليمان الذي تم تدميره في العصور القديمة، وقد جاءت تسمية الحائط بهذا الاسم نتيجة لذلك.

يحد هذا الحائط الجهة الغربية للمسجد الأقصى، ويعتبر من أهم معالم القدس الأثرية، لكن على حسب معتقدات اليهود فإن صلاتهم أمام هذا الحائط كانت منذ القرن السادس عشر ويعتبرونه رمزا دينيا ووطنيا هاما لهم.

شراء حائط المبكى

حائط المبكى
شراء حائط المبكى من قبل بعض رجال الأعمال اليهود

الجدير بالذكر أن رجل الأعمال اليهودي ” ادموند دي روتشيلد ” والأديب ” دافيد بالين ” قد قدما مبادرتين لشراء هذا الحائط، لكن كلتا المبادرتين قد باءتا بالفشل، حتى جاء وعد بلفور الذي منح أرض فلسطين لليهود، ومن هنا بدأ الصراع بين اليهود والمسلمين ليس على ملكية الحائط فحسب، بل على أرض فلسطين بأكملها.

وطبقاً لوينبيرج أستاذ التاريخ والأدب بجامعة هارفارد

” … لا يوجد تقليد يهودي قديم يعتبر الحائط الغربي موقعاً مقدساً. لقد تم تحديده كمكان للصلاة قبل أقل من خمسمائة عام من قِبَل حاكم مسلم. كما استغرق الجدار أكثر من ثلاثة قرون لجذب الجماهير اليهودية، وفي آخر 150 عامًا فقط، أصبح أكثر الأماكن المقدسة لدى اليهودية. ومع ذلك، حتى لو لم يكن هذا المكان مقدساً في جوهره (ناهيك عن كونه مقدسًا مثل جبل الهيكل)، أو حتى إذا لم يكن قد تم تحديده من قبل سليمان العظيم، فقد أصبح مقدساً بمرور الوقت حيث استخدمه اليهود بشكل متزايد للصلاة. وبرغم كل ذلك فإن الأبحاث ونتائج بعثات التنقيب عن الآثار قد أدحضت كل إدعاءات اليهود بشأن هذا الحائط، بل وصل الأمر لدحض أي وجود تاريخي للهيكل المزعوم.

المراجع

The Western Wall: History & Overview

Western Wall

Western Wall pilgrimage site، Jerusalem

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد