“كانت الأعلى أجراً في العالم ورقصت أمام هتلر وتشرشل وقامت بالتجسس على الإنجليز وكانت نهايتها مأساوية”.. محطات في حياة الراحلة حكمت فهمى

إستطاعت الفنان الإستعراضية حكمت فهمى من أن تحقق الكثير من النجاحات من خلال السينما المصرية وكذلك المسرح المصرى، وقدأُطلق عليها “سلطانة الغرام” حيث أنها كانت بارعة في الجمال وذات قوام جميل خطف الكثير من أنظار جنود الإنجليز وقادتهم، وإستطاعت الفنانة خلال فترة قصيرة أن تُصبح الأعلى أجراً في العالم كله.

متى وُلدت حكمت فهمى ومتى كانت بدايتها الفنية؟

ولدت الفنانة الجميلة حكمت في 24 من شهر نوفمبر لعام 1907، بمحافظة دمياط، وأحبت الرقص والفن منذ الصغر الأمر الذى جعلها تسافر إلى القاهرة حيث كانت بداية مسيرتها الفنية هناك.

وكانت بدايتها الفنية ممثلة صاعدة في فرقة الراحل “على الكسار”، وقدمت مع فرقته الكثير من الأعمال السينمائية الناجحة، وبعدها إنضمت لفرقة الراحلة “بديعة مصابنى”وكانت بداية حياتها كراقصة إستعراضية.

وإشتهرت الفنانة خلال تلك الفترة وذاع صيتها في الكثير من ملاهى شارع الهرم، حيث أن الجنود الإنجليز والضباط كانوا يسهرون في الملاهى الليلية التى توجد بها حكمت.

وبسبب نجوميتها وشهرتها في ذلك الوقت سافرت الفنانة إلى أوربا، وعملت هناك كراقصة على العديد من المسارح في الكثير من الدول الأُوربية ومن أبرز تلك الدول “فرنسا، النمسا”، وأثناء تلك الرحلة فقد رقصت الفنانة أمام شخصيات مهمة منها “تشرشل، هتلر، روزفلت”، والكثير من كبار جنرالات الجيش الإنجليزى وقتها، حتى أن الملك فاروق أُعجب بسمارها وبراعة رقصها، ورقصت أمامه أكثر من مرة.

ما هى أهم الأعمال التى قدمتها حكمت فهمى؟

أما عن أعمالها الفنية، فقد قدمت الفنانة في الفترة ما بين “1929ــ 1947” الكثير من الأعمال السينمائية في بداية حياتها الفنية أبرزها “جهنم في الرمال، الزواج، الحب المور ستانى، العزيمة، المتشردة، تيتاوونج”، وغيرها الكثير من الأعمال التى لاقت إعجاب الكثير.

كم عدد زيجات الفنانة حكمت فهمى؟

أما عن حياة الفنانة الشخصية، فتزوجت حكمت من المخرج المعروف “محمد عبدالجواد”، وأنجبت منه أبنائها.

هل كانت هناك علاقة بين حكمت والضابط حسين جعفر “إبلر”؟

وفى أثناء تواجد حكمت في النمسا تعرفت على شخص يسمى “حسين جعفر”، وهى لم تكن تعلم بأنه ضابط في الجيش الألمانى، وأن إسمه “جون إبلر”، وهو ألمانى الأصل وتبناه رجل أعمال مصرى بعد الزواج من والدته التى إنفصلت عن زوجها، وأطلق عليه إسم “حسين”.

وظل حسين يُلاحق الفنانة في كل مكان حتى أنها أُعجبت به وعاشت معه قصة حب كبيرة، وبعد قيام الحرب العالمية الثانية وعقب عودتها إلى مصر إختفى عنها فجأة وتركها تبحث عنه كثيراً.

وظهر “إبلر” مرة ثانية في حياة حكمت، بعد أن تسلل إلى القاهرة وزميل له متنكران في زى ضباط إنجليز، وذات ليلة صرحت له مدى كرهها للإنجليز حيث قالت:ـ “أن الضباط الإنجليز ضربونى بالكرباج حتى أُغمى عليا، وكل ده علشان إشتركت في مظاهرة ضدهم بالخطأ”.

الأمر الذى سهل على “إبلر”، المهمة حيث أنه إعترف لها أنه ضابط بالجيش الألمانى، وطلب منها أن تساعد الألمان بالتجسس على الإنجليز، وبالفعل وافقت حكمت وساعدة الألمان حيث أنها أرسلت الكثير من التقارير التى تحصلت عليها من العشيق المعروف الميجور “سميث”، والتى إستطاع من خلالها “رُمل” أن يضرب وحدات هامه للجيش الإنجليزى، وكذلك تعزيز خطة الدفاع ضد القوات النيوزلندية في الحرب العالمية الثانية.

هل دخلت حكمت فهمى السجن بسبب “إبلر”؟

وعلى يد راقصة يهودية فرنسية تُسمى “إيفيت” تم الإيقاع بـ “إبلر”، والتى علمت منه عن مكان وجود جهاز الإرسال في عوامة حكمت، حيث قامت بإبلاغ السلطات البرطانية، وإعترف “إبلر” على كلا من “حكمت فهمى، مونكاستر صديقه، محمد أنور، على حسين عزت”، حيث أنكر السادات وقتها علاقته به وعُوقب وقتها بالطرد من الجيش المصرى.

دخلت فهمى السجن بعد أن حُكم عليها بتهمة التجسس، وقد تم إطلاق سراحها بدفع رشوة ماليه قدرها 200 جنيه بعد مرور عامين من سجنها.

كيف كانت نهاية الفنانة حكمت فهمى؟

وبعد خروجها من السجن، حاولت حكمت الرجوع للعمل بالرقص إلا أنها كانت تصطدم بالحقيقة المرة وعدم رغبة الجميع بها، وأدمنت الخمر وقتها وعاشت وحيدة لا يوجد معها ما تنفقه على نفسها، إلا أنه كان يوجد شاب يدرس بكلية الهندسة وتربطه بها صلة قرابة كان يسأل عليها من حين لأخر ويزودها بالطعام والدواء.

وإنتهى بها المطاف وهى تعمل خادة في كنيسة شبرا بالقاهرة، وقد تُوفيت الفنانة في 28 من شهر يونيه لعام 1974 عن عمر يناهز 67 عاماً.