وقل ربي زدني علما

محمد إبراهيم: يكتب
قيل قديما في الأمثال الشعبية، التي لا تزال منتشرة حتى يومنا هذا، من علمني حرفا صرت له عبد، ويقول البعض إنه حديث نبوي ويكذب البعض ذلك، ولكني أستخدم هذا القول لأنه أصبح منتشرا بين الأمم كمثل شعبي بعيد كل البعد عن أنه حديث نبوي، ويدل على قدر من يعلم الناس ولو حرف واحد.
العلم منه، وفضل من الله -سبحانه وتعالى- على عباده، سواء كان في علوم المجالات المختلفة، أو العلوم الدينية الشرعية، لا ريب عندي أن الجهل بعلم شيء لا يقلل من قدر الإنسان، ولكن ما يقلل من قدره حق أن يظل على جهله مستكبرا أن يخدع إلى جمع العلم والمعرفة، لا شك في أن هذا أصبح مرضا شائعا ومنتشرا وهو التكبر على أخذ العلم والتعلم وإنارة العقل من العلماء، التي حث الله سبحانه وتعالى، الناس على التوجه لهم وسؤالهم عن العلم والمعرفة فقال في كتابه.
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ
صدق الله العظيم.
فهذا إن دل فإنما يدل على عظم وقدر من يعلم ليس في الدين فقط، ولكن كلا في مجاله عالم، فالطبيب في عيادته عالم، والمهندس في مشروعه عالم، والصحفي في مجاله عالم، لذا لا يصح أن يقوم أحد بالتعدي على أحد.
ولكن الغريب بل المصدم، أن نجد في المجتمع من يعمل في غير تخصصه في المهن التي تحتاج إلى قدر كبير من الدراسة والعلوم والمعرفة، مثل مجال الصحافة بالتحديد لأن هذا المجال يجمع الآن جميع تخصصات التعليم خاصة بعد ظهور الصحافة الإلكترونية، ومعظم العاملين بها لا يعلمون قواعد المهنة ولا ميثاق شرفها، لذا يجب على من يريد العمل في غير تخصصه أن يكون طالب علم أولا: وهنا دور سؤال هام جدا.
كيف أكون طالب علم؟
للأسف الشديد أصبح شباب المجتمع اليوم، لا يدرك أنه يحتاج إلى قدر من الثقافة والعلم في التخصص الذي يريد العمل به ويظن نفسه قد بلغ المنزل، ولا يقبل أي نقد أو تعنيف وهذا أول طريق الفشل في الحياة المهنية، لذا يجب أن يعلم كل من يريد العمل في أي مجال أنه سيخضع إلى التعلم وأن لا يتكبر على من يهب له المعلومات حتى وإن كان أصغر منه في العمر، حقا ما نجده اليوم هي فوضى مهنية بل جريمة مهنية بكل المقاييس، لذلك نتحدث كثيرا أن الصحافة ومستقبلها في خطر كبير بسبب تلك الظواهر المنتشرة، فعلى طالب العلم أن لا يستكبر وأن يتعلم ويعترف أنه طالب علم ويكن الاحترام إلى من يقدم له المعلومات حتى يصبح مؤهلا للعمل في مجاله.
ثانيا: يجب على طالب العلم، أن يطلع بشكل مستمر على أعمال الأساتذة الكبار في مجاله حتى يتعلم من طريقتهم وأسلوبهم وأخلاقهم، في التعامل مع الآخرين ليصبح ثمرة علمية تفيد المجتمع وتبنى ولا تهدم.
إن طلب العلم فرض على كل إنسان.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
اطلبوا العلم ولو كان في الصين.
وهذا إن دل فإنما يدل على عظم وقدر العلم والمعلم، فلن تتقدم الأمم دون أن تتعلم وتتفتح عقولهم، ولن يأتي العلم إلا من المعلم لذا فإنني أجد أن ننحني تعظيما واحتراما إلى المعلم الذي ينشر النور بين الناس، ولا نقلل من قدر من يهب لنا معلومة تنير عقولنا جميعا، فيا شباب تخلصوا من شبح الكبر وتعلموا فإن يقال لكم طلاب علم، أفضل من أن يقال عليكم جهلاء بالعلم.
وختاما، وقل ربي زدني علما.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. فوزيه مضوي محمد السودان رقم الهاتف 00249995230703 يقول

    تحقيق الاحلام بالحلم 150 الف دولار يارب

  2. فوزيه مضوي محمد السودان رقم الهاتف 00249995230703 يقول

    الحلم بكره يتحقق بالفوز 150 الف دولار