نحتاج للاكتفاء الذاتي من القمح.. حتى لو زرعنا الشوارع!

ربما يكون من أفضل الأخبار التي تواترت في الأيام الأخيرة، أخبار محصول القمح لهذا العام، وتحقيق أرقام كبيرة قياسا بالسنوات السابقة، إضافة إلى ارتفاع معدلات التوريد لصوامع الغلال في كل المحافظات تقريبا.

القمح.. المحصول الاهم للمواطن المصري

في تصريح رسمي لوزارة الزارعة أكدت فيه أن الدولة نجحت في زراعة 3.6 مليون فدان قمح هذا العام، بالإضافة إلى زيادة إنتاجية الفدان من 18 إلى 20 أردبا.

وأكدت الوزارة على أن الدولة أنفقت مئات المليارات لتطوير منظومة الزراعة في مصر، وتعطي أولوية قصوى لمحصول القمح كونه سلعة استراتيجية مهمة للمواطن المصري.

زيادة كميات التوريد من محصول القمح في مختلف المحافظات

بالطبع كل هذا يصب في صالح الاقتصاد المصري، في ظل استمرار الحرب الروسية الأكرانية التي أثرت بالسلب على الاقتصاد العالمي، وهي أزمة عالمية ربما تنتهي غدا أو تستمر لسنوات، وربما وقعت أزمات أخرى في مناطق مختلفة من العالم كما تعودنا، في ظل الصراعات الدولية بسبب اختلاف المصالح والأهداف.

لكن سلعة القمح أو “رغيف العيش” أكثر السلع حساسية بالنسبة للمواطن، ولا بد أن نجد البدائل التي لا تسمح لازمة هنا أو هناك أن تلقي بظلالها عليه وعلى توافره للمواطن.

خصم 50 في المائة على هذا الأمر.. محافظ الشرقية يكشف عن حوافز مغرية لتوريد القمح

في نهاية التسعينات كنت أتابع جلسات مجلس الشعب الذي كان يناقش وقتها شكوى الفلاحين من تراجع أسعار القمح التي حددتها الحكومة، وكان دفاع الحكومة أنها تستورده من الخارج بحوالي 160 جنيه، وتشتريه من الفلاح المصري بـ 240 تقريبا، أي أنها تدفع للفلاحين أكثر مما تدفعه للمستورد.

اهتمام كبير من المسئولين بعمليات التوريد

بعض النواب طالب الحكومة بزيادة السعر للفلاح، حفاظا على استمرار تدفق المحصول، كونه سلعة استراتيجية لا يمكن تعرضها لأزمات، كما أن الفلاح المصري مضمون ولائه وانتمائه لبلده، بخلاف المورد الأجنبي الذي تتحكم فيه الأزمات العالمية والمصالح الخاصة، وربما تنقلب الآية، ويرتفع سعر المستورد إلى أضعاف المحلي.

توجيه عاجل من محافظ الشرقية عن توريد محصول القمح إلى صوامع التخزين

لدينا – والحمد لله – المساحات الزراعية التي تفي بالغرض، وكذلك المياه التي تتدفق حتى الآن في نهر النيل، ولا يوجد ما هو أعز من القمح لنوفرها له، حتى وإن كانت السلع الأخرى، أو الاستخدامات الأخرى للأرض والمياه ذات فائدة اقتصادية مضاعفة أو تفوق كثيرا ما نجنيه من زراعة القمح.

علينا أن نحجز لهذا المحصول ما يكفي لتوفير لقمتنا، ثم نفكر في ما يليه، مهما كانت التكلفة المادية أو تباين الأسعار بين الداخل والخارج، وحتى لو زرعنا شوارعنا قمحا.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. عبدالملك اسحق عبدالله يقول

    اشكر ربي ثم من ساهم في نشر الخير