“لصوص المشاعر” سلامك النفسي في قبضة مجرمين

الآن نحن نعيش في عصر الدولة النظامية، ويوجد قوانين تعترف بالملكية الفردية، وتحمي الحقوق الأدبية للأفراد، تلك القوانين صنفت تصرفات البشر بين التجريم والإباحة،  فإذا قام احدهم بسرقة شيءمملوك لك، فإن هذه جريمة، ولها في قانون العقوبات ما ينسابها من عقاب، هذا يبدو بديهيا للغاية، ولكن هل أتي في خيالك أن تقف يوما أمام القاضي، لتتهم أحدهم بسرقة مشاعرك ؟!.

النظم القانونية التي صنفت السرقة _الأشياء المادية والأديية_أنها جريمة ووضعت لها عقاب رادع لم تضع يوما هذا الافتراض موضع البحث!.

لذلك في هذا المقال سأضعك أمام مجرمين لم يعرفهم القانون بعد ولم يضع لهم عقاب اطلقت عليهم “لصوص المشاعر” ستعرف من هم، وكيف يستنزفونك، والخلل النفسي الذي يجعلهم لا يصلحون لإقامة علاقات إجتماعية، والأذي النفسي الذي يلحقونه بك، يجب ان تعرف كل شيءعنهم، لتحمي كيانك النفسي من الهزات العنيفة، والا إنسانية التي يحدثونها، في نفوس لم ترتكب يوما جرما، سوي انها احبتهم بصدق ونقاء؛ هؤلاء الفوضويين يجب ان يكونوا دائما في عزلة عن البشر، تماما كما تفعل المؤسسات العقابية التي تضع المجرمين في السجون.

 

و البداية من هم لصوص المشاعر وكيف يستنزفونك

دعني أسرد لكم السيناريو المحتمل؛ أنت تحب إنسان أو كما تعتقد انه إنسان، ثم تقترب منه كما هو الحال في أي علاقة إجتماعية، يتظاهر هذا الإنسان بأنه يحبك بنفس القدر، فتجد نفسك بطبيعة فطرتك الطيبة، ملزما بأن تمنحه عطاء، هذا العطاء حب، إهتمام، سؤال دائم عن صحته، وحياته، وبما يشعر، تكون بجواره دائما في كل أزماته ومواقفة الصعبة، تدعمه نفسياً وبكل ما تملك، ثم ماذا؟ لا شيءيأخذ فقط ولا يعطي، يقابل كل ذلك بردود جافة، هو لا يراك اي شئ، وانت تراه كل شئ، سيكون سخيفا معك يرد وقت ما شاء، وبأنصاف الكلمات، وكأنه يدفع على الحروف ضرائب، ستمر بالكثير من المشقة، في حياتك، والكثير من الألم، والمعاناه، ولن تجده، ثم يعود يمنحك شئ، مع بضعة أعذار تبدو منطقية، لتستمر في عطائك، ويستمر في استنزاف مشاعرك.

هذا ومن على شاكلته، هم لصوص المشاعر، الذين نتحدث عنهم، وسنزيل ضبابية المشهد تماما، لتراهم على حقيقتهم البشعة.

 

الخلل النفسي الذي يجعلهم لا يصلحون لإقامة علاقات إجتماعية:_

 

ما الذي يمكن أن يوصف بأنه خلل نفسي أكثر من أن يكون الإنسان_علي إفتراض انه انسان_ يتعامل مع البشر على أنهم صفقة، يريد أن يحقق منها أي مكاسب، يراك بعين الإستعلاء، يرضي بحبك له غرور نفسه، وكبرياءه الزائف، يقترب عندما يريد، ويبتعد متى اراد، وربما دون أن يبدي أي أسباب، ليس له أي معايير إنسانية، كل علاقته مع الآخرين تخضع لأهواء نفسه، فهل ترضي أن تكون صفقة بالنسبة لأحدهم وتعامل بهذا الشكل المهين؟.

إن مثل هذه السلوكيات لا تصدر ابدا عن نفوس سويه، إنما نفوس غير مستقيمة، متشبعة بالنقص.

 

الأذي النفسي الذي يتسبب فيه هؤلاء اللصوص للآخرين:_

 

عندما قدمت لك “السيناريو المحتمل”، في بداية المقال، وكيف أن إحسانك يقابل بسخافة، وترك، والخلل النفسي عند هؤلاء اللصوص، الذين يرونك ادني منهم، وأقل، ويسعون لإشباع رغباتهم، بإهانتك، واستنزافك، كل ذلك يعد أنماط مختلفة من الأذي النفسي.

مثل هذه الممارست التي يتبعها لصوص المشاعر، يكون لها تأثير سلبي، جداً على الآخرين، يصل إلى حد فقدانهم الثقة في أنفسهم، ويتسائل أحدهم لماذا اعامل بهذا الشكل المهين!
انا لم أكن سئ معه! لقد منحته الكثير من الحب، لماذا يقابل الإحسان بهذه الإساءه، اليس من العدل أن يحبني بقدر ما أحبه؟! كل هذه التساؤلات قد تدفعه إلى أن يحتقر نفسه، ويبتعد عن الناس ويعتزلهم ويظل يحمل في قلبه ما يؤلمة.

لذلك وصيتي إلى كل الأنقياء؛ أقدر ما تحملونه في قلوبكم من مشاعر الحب لكل إنسان، ورغبتكم الطيبة في إقامة علاقات إجتماعية سويه، وإندفاعكم بالحب تجاه الآخرين دون أن تضعوا قيود أو شروط، أرجوكم كفي، هذا العالم ليس مثالياً إلى هذا الحد، حصنوا أنفسكم من عبث اللصوص، الذين يسعون إلى النيل من مشاعركم لإرضاء أهوائهم، ابنوا كيانا نفسيا لا يهتز، أنتم لا تستحقون العزلة، لصوص المشاعر هم من يجب عزلهم إجتماعيا، كما تفعل المؤسسات العقابية مع لصوص الأشياء المادية.

و إلى كل من تشوه قلبه من طعنات الخذلان، والترك، والإبعاد المهين:
عزيزي أعلم كم كان الأمر مؤلما، لذلك اسمح لي أن أقدم لك اعتذاري، ورغم أني لم اراك، ولكني احبك جداً لانك تستحق، لا تحزن، ما زال هناك من يستحق ما تحمله في قلبك من الحب، أنظر حولك جيدا وأختر من يشبهك بعناية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. اسلام يقول

    العنوان جميل، بل المضمون اجمل استمر لكن تشعر وكان المقال ينقصه شيء مثل( ما تتخيله عن عقوبه لهذا الفعل ،او أن تقولك في النهاية أنه لا عقاب لهؤلاء ولا قاضي لهم انت فقط من تسطيع أن تخصم وتكون حكما في ذات الوقت وانهي آلامك معهم اعتزلهم