كيف تواجه ذاتك وتطورها؟

 

حمد المتعاني

حمد المتعاني

قد يبدو قبول ذاتنا بكل حقائقها مهمة سهلة ومع ذلك، فإن لدى معظم الناس تصوراً فريداً للواقع ندمنا، خيبات الأمل، إنكارنا، أو رغباتنا التي لا يمكن السيطرة عليها لتحقيق شيء أفضل تكمن على أساس مثل هذا التصور الشخصي لذاتك، السبب الذي يجعل البعض منا يحتفظ بالملابس التي لا تناسب أجسادهم في الخزانة لسنوات هو هذه الفردية في تصورنا للواقع، والتي يتم تشويهها في بعض الأحيان. عدم القدرة على مواجهة الحقائق يجبر الفرد على العمل في مهن بعيدة عن أن تكون مرضية، والتي تتعارض تماماً مع قدراته.

إننــا نخشــى مــن أن نضــع أصابعنــا علــى مواطــن القصــور والتقصير حتــى لا نشــعر بأننــا مدانــون.

 

ابدأ بنفسك

ربــما يكــون مــن الســهل أن تخفي الحقيقة عــن الآخرين، لكنــك أنت الوحيد الذي يعلم علم اليقين بما تفكـر فيـه ومـا تشـعر بـه.

أنـت الوحيـد الـذي بحوزتـه الحقيقة كاملـة عـمـا يـدور حولـك ومـا تـراه ومــا تســمعه ومــا تشعر ومــا تحس بــه مــن ألم في الرقبــة مثــلاً ومــا تشــعر بــه مــن وحــدة وسجلات التخيــل وأنشــطة الخيال والذاكــرة والحزن وكل ذلــك يســمى (البصرية الشــخصية).

أبصر نفسك وابدأ باكتشافها ومعرف ما عليك القيام به لأنك الوحيد الذي يعرف تماماً ما يزعجه وما يؤلمه.

 

حدد مواطن الضعف والقوة في ذاتك

تحديد جميع الأشياء التي تدور في ذاتك مهمة للغاية وتسـتطيع مـن خلالها تحديد نقـاط الضعـف والقـوة لديــك فالخيال مثــلاً هــو قــدرة الإنسان علــى خلــق عوالم كاملــة جديــدة في رأسـه، ومـن الممكن أن تشـكل هـذه القـدرة أهمية في حـل المشكلات والإبداع في المشاريع الحرة وكتابـة الأعمال الفنيـة وزيـادة الوعـي بواسـطة التدريـب عـلى تخيل التفاعــل وردود الأفعال قبــل الأحداث المهمة، وجميع الأحاسيس الخاصة بــك والســلوكيات التــي تقــوم بها.

فمثلاً حين تشــعر بالحماس تقــرب مــن النــاس وحينـمـا تشــعر بالاكتئاب تجلس منفــرداً، وحينـمـا تشــعر بالتوتـر تتحـرك بعصبيـة وغيرها مـن المشاعر التـي تعـرف عنـك وتعطـي ذاتـك الشـكل النهائـي الـذي تـراه أنـت دون غيـرك.

 

أطلق العنان لطاقتك الداخلية

  • دعني أخبرك بأنـك الغـلاف الخارجي لشـخص يعيـش في داخلـك ويمتلـك طاقـة جبـارة عليـك أن تبـذل مجهوداً لاكتشاف نفسك وتحفيزها وإخراجهـا بشـكل دائـم .
  • قم بإنشــاء حواراتــك الداخليــة واستماعك إلى صوتــك الداخلي عــدة مــرات خــلال اليــوم ومراجعــة الأخطاء، ردد دوماً عبــارات التشــجيع والثنــاء حتــى لــو اضطــررت لأن تربــت عــلى كتفــك الأيسر بيــدك اليمنــى بعــد يــوم شــاق.
  • مجرد أن تخطو خطوة واحدة وتقوم بهذا الأمر سوف تعرف تماماً بأنك الوحيد القادر على إسناد نفسك وإسعادها، عليك أن تبني ذاتـك وتجمع قطـع الأحجية واحـدة تلـو الأخرى.

 

وبالنهاية تذكر دائماً بأن مـن حقـك عـلى نفسـك أن تجلس جلسـة مصارحــة وتنفــذ رغبتــك العقليــة في الإجابة عــلى كل التساؤلات لترتاح وتعــرف بجملــة التناقضــات وتحدد الممكن والــلا ممكــن.

 

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد