قصة قصيرة معبرة عن أثر الكلمة الجارجة في نفوس الأخرين

معنا اليوم قصة قصيرة معبرة عن أب يعلم ابنه تأثير الكلمة في نفوس الأخرين، وتدور القصة حول أب رزقة الله بولد سليط اللسان. ولكن والده يعلمه تأثير ما يخرج من فهمه من كلام على الأخرين وفق سياق جميل.

قصة قصيرة معبرة عن أثر الكلمة الجارجة في نفوس الأخرين

يحكى أنه كان هناك رجلاً كأي رجلاً أخر يتمنى أن يرزقه الله بطفل، وبالفعل بعد زواجه أنجب ولداً. مرت الأعوام سريعاً وكبر هذا الطفل وأصبح صبياً يافعاً، ولكن كان هناك مشكلة في هذا الصبي تحتاج إلى العلاج.

سليط اللسان

نعم! كان هذا الصبي سليط اللسان، يُحب أن يُؤذي الأخرين بلسانه ويحب التنمر على أقرانه. أدرك الرجل أنه بحاجة إلى تقويم سلوك هذا الصبي، حاول الأب مع ابنه بتعنيفه ليمتنع عن هذا الفعل ولكن الصبي لا يستجيب.

وكلما حاول الأب تقويم سلوكه، يزداد عناد الصبي. لذلك فكر الأب في حيلةً ما يُعلم بها ابنه قباحة ما يفعله، ولكن كان السؤال كيف سيفعل هذا يا ترى؟

حيلة الأب

نادى الأب على ابنه وقال له: “يا بني! حاولت أن أنهاك عن التنمر على الأخرين ولكنك عنيد جداً. أنا الأن أطلب منك أنا تأخذ هذه المسامير وكلما آذيت أحد أو تنمرت عليه أن تدق مسمار من هذه المسامير في الحائط”.

أستغرب الولد من طلبه أبيه الغريب ولم يفهم ما يريد الأب، ولكنه وجد أن الأمر بسيط فوافق على طلب أبيه ووعده أن ينفذ طلبه.

وأصبح الولد كلما آذى أحد بلسانه يدق مسمار من المسامير في الحائط. وبعد مرور أسبوع واحد، وجد الأب أن ابنه قد ملأ الحائط بالمسامير، فاكتفى بهذا وأعطى لابنه كماشة وطلب منه أن ينزع هذه المسامير من الحائط.

وبالفعل أخذ الولد الكماشة من والده ونزع المسامير من الحائط، ثم طلب الأب من ابنه النظر للحائط فوجد أنه مليئة بالثقوب.

الحكمة

ثم قال الأب لابنه: “لقد نزعت المسامير من الحائط يا بني، ولكنك لا تستطيع نزع أثر هذه المسامير من الحائط. والكلمة السيئة يبقى أثرها في نفوس الأخرين حتى وإن اعتذرت عنها. وتذكر أن الحائط يمكن تجديده ولكننا لا نستطيع تجديد نفوس الأخرين”.

صمت الأب لبرهة ثم أكمل: “يا بني! تقابل في حياتك الكثير من الناس منهم الأخ، والصديق، والجار، وابن العم، وابن الخال وغيرهم. إذا آذيت كل من تقابل بلسانك فمن أين نأتي لك بمن يحبونك، ومع من ستعيش؟! عليك يا بني أن تعدل من سلوكك، وبدلاً من الكلام الجارح عليك بالكلام الطيب حتى يحبك الأخرين. ولكن لا تبالغ في الكلام الطيب والجميل حتى لا يراك الأخرون منافقاً”.

تعلم الولد الصغير الدرس وفهم الرسالة التي يريد والده إيصالها له، وقرر من الأن التوقف عن الكلام السيء وعن التنمر. بل ولم يعد يرى الأمر جيد أو محبب لديه.

رسالةٌ لك

هذا الدرس هو محور القصة، إذا أنت آذيت كل من تقابل في طريقك فبعد خمس أو ربما عشر سنوات لن تجد من يحبك. بل وستجد الجميع يتجنبك، ولا أعتقد أنك حينها ستستطيع إصلاح الأمر. أو ربما تستطيع إصلاحه ولكن بصعوبة، وبدلاً من هذا عليك من الأن التعديل من سلوكك. أعتقد أن الأمر مازال في يدك.

لذلك عاهد نفسك أن تكون غداً أفضل من الأمس، من أجل نفسك وليس من أجل أحد.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد