عيد الأم ذكرى سعيدة ام مؤلمة جدتي

في طفولتي كنت أعتقد أن يوم 21 مارس هو سعادة وهناء لكل الأفراد أو على الأقل كل من هم محطين بي وإن تلك الوردة الجافة التي نقدمها هي منتهي السعادة لبعض السيدات والمعلمات وان جملة ” كل عيد أم وانتي بخير ” جملة مليئة بالدفئ والحنان وحفلة المدرسة وخروجنا قبل موعد الذهاب كل هذا مرتبط بيوم عيد الأم


فكانت لدينا في المدرسة مدرسة “ميس ليلي ” كان صوتها عذب للغاية وكانت تدخل جميع الفصول قبل عيد الأم وتغني لنا بعض أغاني عيد الأم كان الأمر أشبه بحصة فارغة لكن أنا على يقين أن جميعنا كنا نحب سماعها وهي تدندن بصوتها العذب ” رحمها الله ”
كان عيد الأم يتلخص في بعض الأموال التي يتم تجميعها طوال فترة طويلة ويأتي أبي ويكملهم لنا لكي نحضر هدية لأمي وكنا ننتظر يوم الخميس سواء كان قبل أو بعد 21 كان هو عيد الأم عند جدتي.
جدتي كانت مصدر الدفئ والحب والطمأنينة كانت أيقونة لحب والود ؛ كانت تفتح لنا الباب بإبتسامتها البسيطة العذبة الرائعة وكانت تأخذنا في حضنها الدافئ وكانت طوال اليوم تحضر لنا أشهى الوجبات والحلويات والعصائر  وكل ما نشتهي .
وكان يأتي خالي لنا ببعض الهدايا والمسابقات وكان دائماً يصنع بنا المقالب كانت الضحكات تضج المنزل بأكمله.

جميعنا من أكبر فرد لأصغر فرد كان يذهب منزله بهدية وفرحة وابتسامة لا تفارق وجوهنا
و لكن الآن لا يوجد سوى ذكرى فها أنا أكتبها لكم
فقد صار عيد الأم مؤلم لجميع أفراد الذين كانوا تضج الضحكات منزلهم في السابق
جميعهم اليوم الدموع لا تفارقهم وليس بإرادتهم
ذكري مؤلمة في يوم سعيد لدى البعض
وعندما مررت بهذا الموقف تذكرت جملة كانت دائماً تقال في طفولتي لم أدرك معناها
” لا تظهرون السعادة لهذه الدرجة فهناك من حُرم من سبب تلك السعادة ”
كنت دائماً أقول ما هذا الهراء لا يوجد شيء يدعي هكذا وتمر الأيام وها انا أشعر بها بشدة
و أصبحت عندما أرى تكريماً لأم شهيد أو ابنة شهيد/ة أقول بداخلي ما هذا الجفاء حتى يحضرونهم لكي يتذكروا مرور هذا الوقت بدونهم ؛ ولكن أيضاً علمت إنهم لا ينسوهم فهم بداخلنا لا ننساهم بذكرى أو حفل ولكن الذكري والحفل يقدرون على اشتداد الآلم فقط لا غير .
دعيني أقول لكي انكِ بداخلنا دائماً ولكن تنقصنا بركاتك ودفئ قلبك واتمني من الله أن تكونِ في أعلى مراتب الجنات
و دعونا نقول ارحموا من فقدوا فانتم لا تعلمون ما قد يمرون به لكي تحكمون.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد