ما هو علم صناعة الجهل؟ وكيف يستخدم؟

كلنا نعرف أن هناك عدة فروع للعلوم، مثل علوم الرياضيات والهندسة وعلم النفس وغيره. إلا أن القليل من الأشخاص سمعوا بـ علم صناعة الجهل. وهو علم حقيقي، اسمه باللغة الإنجليزية هو Agnotology

علم صناعة الجهل

علم صناعة الجهل

ما الهدف من دراسة علم صناعة الجهل؟

تهدف دراسة علم الجهل إلى تعرف طرق تجهيل الناس والشعوب والمجتمعات بطرق ممنهجة. وهو علم قديم، له علماء ومختصين. ويمارس منذ زمن بعيد من قبل أصحاب المصانع الكبرى، والسياسيين، والحكومات الفاسدة والتي تسن التشريعات التي تصب في مصلحتهم. مما يجعل الأغنياء الفاسدين يزيدون في الغنى، والفقراء يزيدون فقراً ومرضاً.

تطبيقات علم صناعة الجهل

من أكثر الأمثلة وضوحاً وأقربها إلى حياتنا اليومية، ما يتعلق بالتدخين. فأضرارها معروفة لدى الجميع من كافة الفئات العمرية والاجتماعية والثقافية. والجميع يجمع على أنها عادة سيئة تضر ولا تنفع، وتسبب الأمراض العديدة مثل السرطان وضيق التنفس وتلف الأسنان. وهي تجعل رائحة النفس مقززة، وتسبب الإدمان والوفاة.

إلا أن صاحب مصنع الدخان والسجائر، يهدف إلى الحصول على الأرباح المادية. ويعرف أن التوعية بأضرار السجائر تؤدي إلى الأضرار بأرباحه. لذلك، فإن من مصلحته أن يجهل الزبائن أضرار التدخين، أو أن ينشغلوا بتحاشي أضرار أكبر على حياتهم من أضرار تنفيث السجائر. كذلك الأمر ينطبق على اتحاد منتجي السكر. ومصنعي الأغذية الدهنية والأطعمة المكررة والمشروبات الغازية وغيرهم.

ما هي أدوات وآليات صناعة الجهل؟

تتعدد آليات ووسائل ومناهج طرق صناعة الجهل. إلا أن الأسلوب الأبرز والأكثر استخداماً هو أسلوب التشتيت. ويقصد بها تشتيت الأشخاص عن المشكلة الرئيسية بتوجيههم للتفكير بمشاكل أخرى لينشغلوا بها.

على سبيل المثال، شركات تصنيع الدخان لا تنفي أضرار التدخين وتسببه بمرض السرطان. بل تقوم بتوجيه الناس للتفكير بان أمور أخرى غير التدخين، موجودة في حياتهم اليومية تسبب السرطان. مثل الدهانات المستخدمة في طلاء المنازل، وتناول الطعام الغير صحي، والتلوث، واستخدام الهاتف النقال وغيرها.

ومن ثم توجيه المستهلكين بواسطة الإعلام، أي عبر الصحف والمجلات والمقالات والإنترنت والبث التلفزيوني، للتركيز على فكرة أن هناك آلاف مسببات السرطان، بحيث أصبح التدخين سبباً غير أساسياً. وصبح التفكير به كعادة ضارة مدمرة أمراً هامشياً.

كيف نحارب الجهل؟

نحارب الجهل بالتعلم والقراءة والاطلاع، ومحاربة التنبيه بالتشتيت، وتوعية الآخرين وفضح المجرمين.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد