أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
إنتهت رحلة العام الدراسي الذي كان بكل تفاصيله عاما دراسيا إستثنائيا، فما بين التدريس عن بعد وعودة التعليم وثلاث.. فصول دراسية كل واحد منها ينتهي بامتحانات فاصلة يعبر بها الطالب والطالبة من محطه لأخرى .. والدفة بلا شك قادها كل ربان عظيم من معلمين ومعلمات لم يثنهم حداثه الموقف ولا إعتماده على تكنلوجيا جديده في أول الامر وانتقاله بظرف أيام معدودة من التعليم التكنلوجي الى الانتظام المدرسي الفعلي.. فاستطاعوا بخلاصهم من الوصول لهدف كل مؤسسه تعليميه ينتمون لها بسلام ونجاح.
كانت السنة الدراسية تحديا كبيرا فبعد كل ما قدمه المعلمين والمعلمات من دروس عبر منصات التعليم والتي تطلبت نوعا مبتكرا من الشرح والمتابعة والمراقبه لكل طالب على حده لاسيما كل ما كان الطالب أو الطالبه أصغر عمرا .. تقويم مكثف ومراجعات ومتابعات مستمرة التي لم يتوقف امرها فقط على انتهاء اليوم الدراسي الافتراضي بل تجاوز الامر للمتابعة مع أولياء الامور وبذلك يضرب جمله من أفاضل المعلمين والمعلمات أمثله جليله لمحبه التعليم وحرصهم على مسؤوليه الطلاب والطالبات وولائهم لهذا البلد العظيم.
ثم عادت الدراسه بعد انقطاع قارب العامين وعاد معه فاقد تعليمي لا يمكن تجاهله لاسيما لطلاب وطالبات الصفوف التأسيسية وحتى لمن هم في مراحل دراسيه أكبر فمن أكثر عقبات التعليم الافتراضي هو بعد المسافه ما بين الطالب ومعلمه وبالتالي وجود مساحة من الاعتمادية المطلقة على حرص الطالب والطالبة والتي قد تتأثر كثير بالعمر والقدرة على الانسجام مع الحصة الافتراضية وإصرار أولياء الأمور على أبنائهم وتفرغهم لمتابعتهم.
لكن الامر على كونه تحديًا كبيرا لم يقف بوجه المعلمين والمعلمات بل عادوا لشرح الدروس ومحاوله ردم الفجوة ما بين ما مضى من دروس والقادم منها متفانين لأقصى الحدود ان يحصل كل طالب وطالبه على حقه الكامل من الشرح والاستيعاب.
ليس للدروس فحسب بل لهذه العودة المفاجئة وهذا التغيير الجوهري في نظام التعليم خاصة لطلاب وطالبات الصفوف الاولية والذين لم يكن لديهم سابق علم بماهية المدرسة ونظام الصفوف والجلوس على المقاعد طوال الحصة الدراسيه والتعامل مع بعضهم .. إحتوء المعلمون والمعلمات كل ذلك بتعاونهم ومحبتهم لمهنتهم ..بمحاولة بسيطة لتخيل ما قد كان يحدث في كل يوم دراسي من إعاده تنظيم العملية الدراسيه .. ستجعلنا نقول من كل قلوبنا ( بارك الله فيكم ).
3 فصول دراسية كانت أيضًا حدثا جديدا على التعليم في المملكه العربيه السعودية وإنتهاء كل فصل دراسي بمراجعات لكل ما سبق تعليمه يعقبها امتحانات مجدوله بلجان رسميه وتصحيح لحلول الطلاب والطالبات ومحاوله لتقويم أي خلل قد يرتبط بما قد نشئ من التعليم الافتراضي يدلل كثيرا على متانه التعليم وصلب قوائمه وقائمه طويله من الالاف المعلمين والمعلمات تمتن لهم كل عائلة في المملكة وكل الأجيال القادمة التي ستذكر هذه المرحله بفخر انها كانت في أيدي أمينه.
وخلال هذا العام كان طلابنا وطالباتنا المجتهدين موضع للزهو والفخر أيضًا بجدهم واجتهادهم وتحملهم المسؤولية وحرصهم ان يكونوا في مختلف الظروف حريصين على التعلم متفانين له من أجل أنفسهم وأسرهم ووطنهم الذي وفر لهم كل سبل يتحصل لهم بها أفضل التعليم واكثره تطورا.
وفي هذه الاجازة أعزائنا الطلاب والطالبات
1- استثمر وقتك بما يعود عليك بالنفع وينمي من مهاراتك فكل دقيقة تمضي لن تعود الا لو كانت دقيقة تعلم فستعود عليك بالنفع دائما
2- استغل وسائل التقنيه والتواصل بما يعود عليك بالفائدة العلمية والعمليه وابتعد عن النماذج السلبيه والتافهه الموجوده بها
3- مارس الرياضة والحركة واحرص على تعلم مهارة أو حرفه يدوية تساعدك في تنميه وتطوير شخصيتك
4- رفه عن نفسك وأسعدها بقدر ما تستطيع فالسعادة لا تتعلق ابدا بمقدار الإمكانات الاقتصادية بل الترفيه هو ما يبعث السعادة ولا يؤدي لاي نوع من الخسارة المادية أو المعنوية
ختاما .. شكرا لكم معلمينا كتب الله جهدكم في الصالح من أعمالكم ونتمنى للجميع إجازة سعيدة بعد عام جميل مليئ بالعطاء.
محمد الشايقي
@WTN002 تويتر