عدد سكان العالم يقترب من 8 مليارات نسمة…فهل هذا الرقم كبير؟ وهل يشكل أزمة؟ تختلف الآراء

اقترب عدد سكان العالم من 8 مليارات نسمة، فهل هذا الرقم كبير؟ سنوضح لكم الإجابة في السطور التالية، وفقا لموقع «إندبندنت عربية».

وفقا لأحدث تقرير قام به خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة، فقد تبين أن النمو السكاني يعد من أحد الأسباب الرئيسة التي تؤدي لزيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ووفقا لبعض الخبراء، فترى «ناتاليا كانيم»، وهي المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان أن بلوغ عدد البشر “ثمانية مليارات نسمة هو حدث مهم للبشرية”، ورحبت بارتفاع متوسط العمر المتوقع وانخفاض نسبة الوفيات من الأطفال الرضع والأمهات.

وقالت “وعلى الرغم من ذلك، فأنا أعلم بالتأكيد أن هذه ليست اللحظة التي يحتفل بها الجميع، فالبعض يشعر بالقلق ويخاف من أن يكون العالم مزدحما بعدد هائل من السكان، وأن تكون الموارد الغذائية لا تكفي للعيش مع هذا العدد”، ولكنها دعت إلى عدم “القلق” بشأن عدد السكان.

هل أعداد البشر كبيرة؟ 

يرى الكثير من الخبراء أن هذا السؤال إجابته لا، حيث يجيب «جويل كوهين»، من جامعة روكفلر في نيويورك فيقول “كثير جداً بالنسبة لمن؟

و كثير جداً بالنسبة لماذا؟ ففي حالة أنك سألتني إذا كنا نحن البشر أكثر من اللازم، فإني لا أعتقد هذا إطلاقا”.

كما أضاف “أرى أن سؤال ما هو عدد الأشخاص الذين يمكن أن للأرض أن تتحملهم، هو سؤال مكون من شقين، الشق الأول عبارة عن الحدود الطبيعية والقيود، والشق الثاني هو الاختيارات التي يختارها البشر”.

حيث أن الاختيارات التي تؤدي إلى استهلاك الموارد البيولوجية (من أسماك وغابات وأراض، وغيره) هي أكثر بكثير من قدرة هذه الموارد على التجدد في كل عام، كما أن الاستهلاك المفرط للموارد، وخاصة بالنسبة للوقود الأحفوري، دوما ما يؤدي إلى الكثير والكثير من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسؤول الرئيسي عن الاحتباس الحراري.

تأثير عدد السكان على زيادة الاحتباس الحراري

أما بخصوص تأثير ارتفاع عدد سكان الأرض على المناخ، فتشير أحدث التقارير المقدمة من قبل خبراء المناخ، والتابعين للأمم المتحدة، إلى أن النمو السكاني هو من ضمن أحد المحركات الأساسية التي ترفع من انبعاثات الغازات المسببة في حدوث الاحتباس الحراري، ولكن على الرغم من ذلك، فإن تأثيره أقل بكثير من تأثير النمو الاقتصادي.

كما شدد جويل على أن ما يصنع المشكلة هي أن بعض البشر يفتقرون إلى الرؤية، كما أن البعض شرهون، وهذا لب المشكلة”، ودعى إلى عدم تجاهل القيم الإنسانية، وجعلها تكون “وباء”.

وترى الباحثة التي تقيم في مركز أبحاث ويلسون «جينيفر سكيوبا» أن “تأثير عدد البشر على كوكب الأرض يحدده سلوك الإنسان أكثر بكثير من العدد”.

وقالت أنه لا ينبغي الاستمرار في تسليط الضوء والتركيز على الزيادة السكانية لأنه أمر مضر جدا”،

و سواء كان العدد كبيرا أم لا، فإن الثمانية مليارات من البشر هم موجودون بالفعل وسوف يستمر عددهم في الارتفاع بشكل متزايد، حيث تتوقع الأمم المتحدة أنه سوف يبلغ عدد سكان الأرض في عام 2050 نحو 9.7 مليار نسمة.

كما توضح الأمم المتحدة أنه بسبب عدد الشباب الكبير، فإن النمو سوف يزداد بشكل كبير، حتى لو انخفضت معدلات الخصوبة في البلدان التي تمتلك أعلى معدلات الخصوبة، لتصل إلى طفلين لكل امرأة.

حيث أن مسألة الخصوبة ترتبط بشكل مباشر بحقوق المرأة، وهو أمر يوافق عليه أغلب الناس، حتى من يميلون إلى الإجابة على السؤال “هل نحن كثيرون على هذه الأرض؟”، ب «نعم».

و في هذا الاتجاه، تدعو “بوبيلايشن ماترز” المنظمة غير الحكومية، إلى تخفيض عدد سكان العالم، لكن باتباع وسائل إيجابية وطوعية وتحترم كافة الحقوق”، وذلك وفقا لما يوضحه« روبين ماينارد» مدير المنظمة.

و يوضح مشروع “بروجكت دروداون” أن التعليم وعملية تنظيم الأسرة هو من أهم أحد الحلول التي تحد وتقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري، ويقول كذلك أن “وجود عدد أقل من السكان على الصعيد العالمي بمستويات استهلاكية مستدامة يمكن أن يقلل الطلب على الطاقة والنقل والخامات والغذاء والموارد الطبيعية”.

وتقول المحللة في معهد الموارد العالمية غير الحكومي« فانيسا بيريز»، أن “كل شخص يولد على هذه الأرض يضيف عبئا إضافياً وجديدا على هذا الكوكب”.

ولكنها تفضل أن تركز على عملية “الإنصاف” و”توزيع” الموارد، وخصوصا المواد الغذائية.

ووافقها «جويل كوهين» حيث شدد على أنه رغم وجود ما يكفي من الغذاء لسد حاجة 8 مليارات نسمة من الناحية الحسابية، فإن حوالي “800 مليون شخص، أي واحد من كل 10 أشخاص تقريبا على هذا الكوكب يعانون من سوء التغذية المزمن”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد