عبد الله مباشر | مواطن مصري فوق العادة وصل بصوت الوطن إلى أوروبا وتنكر له الاعلام المصري

• تحقيق | محمد هلال.

هو الوطن بضفاف نيله وظلال نخيله، قد تبتعد بجسدك الذي تربى من خيره عن حدوده، لكن لا تغيب الروح عن نسمات هواءه، فمصر بأبنائها في الخارج قوية أكثر مما نعتقد، والأوطان الناهضة الواعية تتقدم إلى الامام بمجهود ابناءها المهاجرين كما تتقدم بجهود ابناءها داخل حدودها، وقصتنا اليوم مع مواطن مصري شق بالكفاح طريقه، وصار نجما لامعا في السماء الأوروبية، لكنه وفي ظل مسيرته التي امتدت لثلاثون عام خارج الوطن، لم ينسى مصر منذ أن تركها بالعام 1987 وحتى الان، وظل يناضل من أجل قضاياها بالفضاء الأوروبي حتى وصل صوت الكنانة إلى اوروبا وشكل بنفسه لوبي أوجد مركز قوة حقيقي للقاهرة داخل رومانيا وبالشرق الأوروبي تحديدا، كل هذا في ظل اوقات كالحة سنت السيوف فيها على مصر بالخارج آيبان ثورة الثلاثين من يونيو 2013، ورغم أن عبد الله مباشر قاد حلم أن تصل مصر بأبنائها المهاجرين كصوت مسموع وقوى بأوروبا، الا أن الاعلام في مصر لايزال يتنكر للرجل في وقت لا يطلب مباشر من اعلام مصر غير ايصال الفكرة والمساعدة بالمعلومة والدعم.. فاليكم تفاصيل قصة مواطن مصري كافح وبدء من الصفر فصار رجل فوق العادة.

عبد الله مباشر قصة كفاح من خسارة المال إلى مكسب العلم

فكانت بداية عبد الله مباشر مندوبا لأحد الشركات الاردنية والتي تقوم باستيراد اللحوم من رومانيا، وظل الرجل يعمل بالتجارة حتى تعرض لخسارة فادحة افقدته كل امواله خاصة مع اندلاع الثورة الرومانية بالعام 1989 ضد الرئيس الروماني تشاوشيسكو، لم يفقد مباشر الأمل وقرر على غير العادة العودة إلى مصر بل والبداية من جديد وذلك في التسعينات من القرن الماضي.

فعمل حينها في شركة مطاحن جنوب القاهرة، واختمرت في ذهنه اثناء تجربته بالعمل بالشركة بالإضافة إلى اطلاعه على السوق الأوروبية والرومانية تحديدا بمجال الاقتصاد الزراعي، أن يقوم باعداد رسالة علمية في الاوقات التي يتوقف فيها عن عمل يومي شاق أضطر اليه بعد أن خسر كل امواله برومانيا، واستغل مباشر ساعات قليلة من يومه الطويل والملييء بالعمل في تحضير رسالة دكتوراه تناقش اقتصاد انتاج القمح بمصر، وبالفعل نجح عبد الله مباشر، وقدم للاقتصاد الزراعي في مصر رسالة علمية قيمة تصلح لان تكون مسارا لتغير شامل في أهم اركان الاقتصاد الزراعي المتعلق بتأمين احتياجات مصر من القمح.

وظل الرجل يناضل في هذا المضمار حتى قام بتقديم مشروع متكامل لرئيس الوزراء السابق الدكتور عاطف عبيد ووزيرة التعاون الدولي السفيرة فايزة أبو النجا يتعلق بزراعة القمح في رومانيا لصالح مصر، وكانت فكرة المشروع اقتصادية مئة بالمئة، حيث كانت الأراضي برومانيا حينها زهيدة السعر وعالية الخصوبة، بل ومصادر المياه متوفرة من أمطار طوال العام، لكن تم رفض المشروع ! ولم يتم انجازه، ولو تم في وقتها لكان لمصر مصدرا دائم لا ينقطع من القمح بل وأيضاً سوق تصديرية واسعة خاصة للدول العربية والافريقية، وكان عبد الله مباشر رائدا في فكرة الزراعة خارج حدود الأوطان لتأمين مقومات الأمن الغذائي لشعوبها.

عبد الله مباشر يعود إلى رومانيا اكاديميا واعلاميا وسفيرا ومدافعا عن كل ما هو مصري

عاد مرة أخرى إلى رومانيا، ولكن هذه المرة من باب العلم الأكاديمي من واقع دراسته، وأيضاً اعلاميا اقتحم الدرب الإعلامي لهدف وحيد وهو أن يصل بصوت مصر عاليا للرأي العام الروماني، خاض مباشر مجال التدريس الأكاديمي واستطاع بخدماته التي لم تتوقف يوما للمصريين برومانيا بل وفي سائر اوروبا أن يصبح سفير للنوايا الحسنة، وأيضاً نائب لرئيس الجالية المصرية برومانيا.

وظل مباشر اسم يتردد بين المصريين كرجل لا يتأخر أو يتهاون في أن يقدم يد العون لكل مصري في رومانيا حتى صار بصدق أب لكل مصري هناك

وبعد اندلاع ثورة الثلاثين من يونيو 2013 خاض الرجل بمساعدة ودعم أحد رجال الاعمال المصريين الذين كان لهم دور كبير في دعم الثورة المصرية بالخارج، معركة من نوع أخر ولا تقل شراسة عن أعتى المعارك بالدم والبارود، فأتفق مباشر مع رجل الاعمال المصري ” يشار حلمى ” على تمويل برنامج مصري تحت اسم ” الفراعنة ” ينطلق من بوخارست ويعبر عن قضايا الوطن المصري للرأي العام الروماني والشرق أوروبي.

لم يتردد يشار حلمى وبدء حلم البرنامج الذي قاد بمجهود جبار رؤية مصر الغائبة عن رأي عام خارج حدود الوطن، وذلك في وقت كان تنظيم الاخوان بمساعدات قطرية وتركية يقوم بحملات شرسة ضد مصر لتشويه صورة ثورتها أمام الرأي العام في رومانيا وأوروبا بشكل عام.

عبد الله مباشر حلقة الوصل المصرية العربية في رومانيا

ويظل عبد الله مباشر حريصا أن يجمع الرؤية العربية المصرية بصفته اعلاميا ذاع صيته برومانيا وأيضاً سفيرا للنوايا الحسنة يقود عملا دبلومآسيا مهما، فلم يغب مباشر عن كل الفعاليات العربية برومانيا وأوروبا.

وأيضاً ظل مدافعا عن القضية الفلسطينية بكل ضراوة، وقاد عمل عربي منظم داخل اروقة الرأي العام الروماني والأوروبي لجعل القضية الفلسطينية في صدارة اهتمام المواطن برومانيا.

وظل الرجل ملتقى ثقافي هام لكل مصري برومانيا وساعد على نجاح كافة الفعاليات المصرية بالعاصمة الرومانية بوخارست فصار بحق بيت لكل مصري بأوروبا وفي رومانيا بشكل خاص، وظل أيضاً صوتا مصريا حرا ببلد أوروبي مهم تجمعه مع مصر علاقات استراتيجية هامة في كافة المجالات خاصة العسكرية والاقتصادية.

وفي اجابته على سؤال وجه اليه من ” نجوم مصرية ” حول أكثر ما يتمناه مباشر الآن من عمل يساهم بيه في تقدم مصر وايصال صوتها للخارج، فكان رد الدبلوماسي والعالم والأكاديمي والإعلامي عبد الله مباشر عصريا ومتقدما بفكرته، فبماشر يأمل أن تشكل كل الجاليات بأوروبا لوبي ضاغط عن طريق برامج اعلامية مثل برنامج مباشر على القناة السادسة الرومانية ” الفراعنة ” مؤكدا انه ورجل الاعمال يشار حلمى على اتم استعداد لتقديم يد العون لكل الجاليات المصرية بأوروبا لتحقيق هذا الهدف، وجعل صوت المصريين قوة بأوروبا لا يستهان بيها.

هو نموذج مصري مشرف، قاد النجاح قبل أن يقوده الفشل، وحقق لنفسه ولوطنه صوتا وقيمة ببلاد غريبة، ويظل التساؤل الهام  للإعلام المصري، إلى متى التجاهل لكل قيمة مصرية تقدم للوطن سرا وفي الخفاء الدعم والمساعدة خارج حدوده، دون أن يكون لاعلام مصر دور حقيقى في مساعدتها وتقديم كل عوامل النجاح لها، بل وايصال فكرها ونموذجها المشرف للمجتمع المصرى، ليدرك المصريون أن بالخارج رجال صدقوا في حب بلادهم رغم سنوات البعد والغربة.

ان الدكتور عبد الله مباشر كلمة مصرية جميلة، يجب أن تدعم من الجميع لكى تتكرر بكل بلد في العالم يتواجد بيه مواطن مصري محب لوطنه وعاشق لتراب بلاده.