سيد القمني.. وابراهيم عيسى.. ورب الزمان

 

منذ خمسة عشر عاما تقريبا انفجر في وجه الرأى العام جمال البنا مناقشا الله في الحجاب والميراث ..

تناثرت فتاواه عن عدم حاجة الزواج إلى ولى أو شهود وأخرى عن دخان السجائر الذى لا يفطر في نهار رمضان، بالأضافة إلى كتابه “قضية القبلات وبقايا الاجتهادات”، الذى اباح حق الرجل في تبادل القبلات مع امرأة أجنبية دون اثم ..

التهم مذيعى قنوات رجال الأعمال الرجل بكل سهولة ..

لم يسعفه تريند كان على ايامها لايزال على قد الحال، مجرد برنامجان أو ثلاثة من التوك شو في نهاية المساء، ومانشيتات الصفحة الاولى لعدة جرائد اسبوعية سعرها اثنين جنيه وتعد على اصابع اليد الواحدة ..

تبخر جمال البنا فجأة كما ظهر فجأة، عكس أستاذا أخر في نفس مدرسة التنوير هو سيد القمنى ..

يقول سيد القمنى ان التاريخ كعلم لا يعرف في وثائقه المدونة ولا في حفائره شخصا باسم موسى ولا عظيما باسم داوود ولا حكيما باسم سليمان فكل تلك الاسماء حكاها لنا كتاب مقدس باسم التوراة وامن بها المسيحيون من بعد اليهود عبر كتاب مقدس اخر هو العهد الجديد ثم علمناها إيمانا عبر الكتاب المقدس الاخير وهو القرأن ..

بكل أريحية فكرية يهدم سيد القمنى مصداقية حديث الله أمام كتب التاريخ الذى لا يسجل غرق جيش مصر العظيم في البحر بضربة عصا أو يرى صبى جميل فتن نساء عزيز مصر ..

لا يكتفى سيد القمنى بتصوير سيدنا يوسف على هيئة محتكر للميرة (ما يجمعه أو يذّخره الإنسان من طعام ومونة) في خزائنه اثناء السبع سنين العجاف كى يبيعها إلى المصريين مقابل الاستيلاء على ارضهم ومواشيهم وجعلهم عبيد للهكسوس ..

يخرج سيد القمنى على اتباعه كفارس جاء ليهدم هذا الكم من المرويات والأساطير ..

يرى أن قصة الجن وسيدنا سليمان تماما مثل قصة سيدنا ابراهيم وتدمير الإله البابلى مردوك، مجرد ترديد لحديث تراثى مبالغ فيه ..

لا يعترف سيد القمنى بحديث القرأن لكنه يستند إلى المؤرخ (ه . ج. ويلز) الذى يرى ما قيل عن مملكة سليمان وامتدادها مجرد مبالغة وانها لا تعدو أكثر من مجرد محمية مصرية مرابطة على حدود الفراعنة، أثقل ببنائها سيدنا سليمان كاهل الشعب بالضرائب لأنه اراد مباهاة المصريين في البذخ والظهور ..

ينكر سيد القمنى كباقى التنويريون الحجاب ويعترض على قوانين الميراث، لكنه يزيد من الشعر بيتا فيصور مجتمع الصحابة وايام الاسلام الاولى حياة اختلاط وتفاخر النساء بجمالها ..

يقول أن الفتوحات الأسلامية احتلال، يتهم الصحابة والخلفاء بالثراء من وراء فتح الأمصار ونشر الاسلام، لا يكتفى بالهجوم على ابن ابى سرح أو الوليد بن عقبة ومعاوية بن ابى سفيان، فيضيف اليهم عثمان بن عفان متهما إياه بأخذ الجواهر القادمة من الامصار لتحلية نسائه بها واعطاء اهله من بيت المال متناسيا ثراء هذا الأخير ..

الفارق الوحيد بين سيد القمنى وجمال البنا كان فيسبوك وتويتر ويوتيوب ..

نقل وحش السوشيال ميديا ريموت كنترول التريند من يد ملاك القنوات الفضائية والجرائد إلى المشاهد نفسه ..

لم تكن المفاجأة هى ركوب سيد القمنى للتريند خاصة بعد وفاته، لكن المثير للهلع حقا كان ظهور هذا الكم من الأشخاص الذى يدهشك بالاضافة إلى حجمه وعدده، ثقافته ومستواه الاجتماعى من أجل الدفاع عن سيد القمنى وأفكاره .

تيار جارف من انكار ثوابت الدين حاول ابراهيم عيسى مؤخرا الانضمام إليه في قضية الاسراء والمعراج فلم يثبت سوى انه مجرد تلميذ فاشل في مدرسة التنوير ..

على جانب أخر، يكتفى مُدّعي الغيرة على الدين باستمطار اللعنات والدعاء بالهلاك، بدلا من وسيلة حقيقية تعكس صورة ايجابية مُشرّفة من الأخلاق والعلم والحضارة ..

المصادر :
– كتاب رب الزمان
– كتاب حُروب دولةِ الرَّسُول
– كتاب الحِزْب الهاشِمِي
– كتاب الأُسْطورة والتُّراث
– مقال محمد عمارة في جريدة الشعب بتاريخ 23/12/1997
– مقال سيد القمنى في جريدة الأهالى بتاريخ 15/3/1995


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. غازي يوسف يقول

    انضم