“زوزو ماضي” الفنانة التي تلقي والدها فيها العزاء وهي على قيد الحياة

زوزو ماضي.. كانت بارعة في تجسيد دور الأم الأرستقراطية القاسية أحياناً بإقناع تام ولكن لم نراها مرة واحدة في دور بنت البلد أو المرأة العاملة، حيث أن ملامح وجهها وشخصيتها كانت تكشف أرستقراطيتها في الأداء والتقمص، اسمها الحقيقي فتنة داوود سليمان ابوماضي، ولدت في 14 ديسمبر 1914 بمدينة بني سويف.

 
وكانت زوزو هى الابنة الأولى لوالدها الذي كان يعمل في تجارة الأقطان وقد استقبلها بفرحة كبيرة بعد موت خمسة أبناء له قبلها، فقد جلب لها والدها مُربية سويسرية خاصة قامت بتعليمها اللغات والأدب والموسيقى، وفي سن الرابعة عشرة أجبرها والدها على الزواج بابن عمها “نيقولا” الذي يكبرها بسنوات عديدة بسبب نذر قديم، حيث كان قد نذر عند ولادتها أن تتزوج من ابن عمها إذا قدّر لها الحياة ولم ترحل مبكرًا كأشقائها، ورغم رفضها للزواج ومحاولتها للانتحار إلا أن والدها أصر على تلك الزيجة، وقد انجبت طفلين ايفون وانطوان.

 
وجاء دخولها عالم الفن بعدما قرأت إعلانًا في الجرائد، يطلب فيه المخرج محمد كريم وجوهًا جديدة ﻹحدى مشاريعه السينمائية، فقامت بإرسال صورتها إليه، ورغم المعارضة الشديدة للأسرة إلا أنها حصلت على موافقة زوجها، ومثلت زوز ماضي أول عمل فني لها في 1938، وبعد عرض الفيلم في دور العرض السينمائية، قام والدها بتلقّي العزاء في ابنته جزاءً لها على فعلتها.

 
وتزوجت مرة ثانية من رجل اسمه كمال عبدالعزيز خلال 10 أيام فقط من تعارفهما، حيث تعرّفت على زوجها الجديد بعد زواج ابنتها (إيفون) بشهر واحد فقط، عندما كانت مدعوة لحفل عيد ميلاد صديقة لها في مصر الجديدة، لم تزرها في بيتها أبدًا، وعندما وجّهت إليها الدعوة في هذه المرة خجلت ماضي وقالت لنفسها: “لابد لي من مجاملتها بهذه المناسبة، سأذهب لمدة عشر دقائق”، وفي تلك الليلة تصادف وجود “كمال” هناك، ولم يكن يعرف أحدهما الآخر.

 
وبالفعل تم الزواج بعد تعارف سريع، ولكن اتت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث قبض على كمال بعد 9 شهور من الزواج بتهمة الاتجار في المخدرات، وسجنت زوزو ماضي 9 شهور حتى اثبتت برائتها من مشاركة زوجها.

 
بعدما خرجت “ماضي” من السجن، سافرت ابنتها “إيفون” إلى إيطاليا، وعاشت حياتها دون ضوابط، فحاولت ماضي التواصل معاها، ولكن رفضت الابنة، حتى عندما قررت العودة إلى مصر رفضت «إيفون» التواصل مع والدتها، فأصيبت زوزو ماضي بالاكتئاب، وحاولت الانتحار بالحبوب المنومة، وأنقذها خادمها الذي وصل مبكرًا إلى المنزل في ذلك اليوم، بالإضافة لصديقها المصور محمد عز العرب، وكان ذلك في 15 مارس عام 1955.

 
ومما قد لا يعرفه الكثيريون أن زوزو ماضي كانت الملهمة الوحيدة للشاعر ابراهيم ناجي، والهمته في كتابة قصائد عديدة كالأطلال، وتوفاها الله في 21 يناير عام 1982 عن عمر يناهز 68 عامًا، بعد صراع مع مرض قُرحة المعدة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد