داعبه المرض الخبيث في سنواته الأخيرة وأخفت ابنته عنه إصابته بـ”السرطان”.. محطات في حياة الراحل “عمر الحريري”

فنان تميز بأسلوبه الهادئ الذي ليس فيه صخب، لديه صوت حنون وإبتسامة خفيفة وبساطة تملئ حياته وملامح هادئة، حرص على أن يكون بعيدًا كل البعد عن نزاعات الفن والصراعات التي تتوالي في الوسط، لم يُسمع عن أي واقعة بينه وبين زملائه، حتى رحل في صمت، وحضر أجيال نجوم أصبحوا بعد ذلك من عمالقة التمثيل، ومن بينهم الفنان عادل إمام، وترك ورائه حصيلة فنية كبيرة نتيجة مسيرة فنية بلغت الـ 65 عام، إنه الفنان عمر الحريري.

البطاقة الذاتية

في اليوم الثاني عشر من شهر فبراير لعام 1962 ولد “عمر محمد صالح عبد الهادي الحريري”، وبدأ حب التمثيل يتسلل إلى قلبه حينما إعتاد والده أن يصطبحه معه إلى المسرحيات التي يقدمها على الكسار ويوسف وهبي وجورج أبيض والكسار، فأحب الفن كثيرًا وخاصة الفن المسرحي، وقرر أن يكون فرقة تمثيلية في المدرسة، وإستطاع أن ينافس بها كافة فرق المدارس الأخري.

حصل على شهادة الثانوية العامة، ومن ثم أراد أن يصقل حبه للتمثيل بالدراسة، لذلك إلتحق بمعهد الفنون المسرحية، وكان دفعته الممثل الراحل شكري سرحان، وتخرجا في عام 1947.

أول ظهور

كان أول ظهور سينمائي له في عام 1937 من خلال فيلم “سلامة في خير” وكان دوره مقتصرًا تمامًا حيث كان مشهد صامت لا يتكلم فيه، ورشحه الفنان الراحل يوسف وهبي إلى فيلم “الأفوكاتو مديحة” بدور صغير أمام الفنانة مديحة يسري في مطلع الخمسينيات، ونجح في ذلك الدور لذلك رشحه الأول مرة ثانية في فيلم “أولاد الشوارع” ولكن في هذه المرة كان الدور أكبر مساحة، وكان ذلك في عام 1951، وتوالت عليه الأدوار الفنية حينئذ.

قرار سيادي

في أخر الستينيات سافر إلى ليبيا بقرار سيادي، وذلك فور خروج الإحتلال الإيطالي من أرضها، وكون هناك مسرح ليبي وأطلق عليه إسم “المسرح الشعبي”، وعلى خشبته درب العديد من الشباب الذين يصعدوا سُلم الفن، ومكث على تلك الحال 5 سنوات ومن ثم عاد إلى أرض الكنانة “مصر”.

المسيرة الطويلة

بلغت مسيرته الفنية أكثر من 60 عامًا، قدم فيها أعمال عدة متنوعة ما بين مسلسلات وأبرزها “ساكن قصادي، أحلام الفتي الطائر، شيخ العرب همام، خالتي صفية والدير، السيرة الذاتية”، ومسرحيات وأبرزها “الواد سيد الشغال، وشاهد ما شافش حاجة”، مع الممثل عادل إمام”.

وكان الفنان الراحل زكي رستم يربطه به صهرًا، حيث كان خال زوجته، وعمل الحريري مع الراحلة فاتن حمامة بأفلام عدة قد تبلغ 14 فيلم.

ملامحه الأرستقراطية

كانت ملامح الحريري أرستقراطية أي يبدو عليه أنه إبن ذوات، لذلك حُصر في أدوار محددة، فلم يرأي في المخرجون الرجل الصعيد الذي لديه شخصية قوية، إلا أن قدم أخيرًا دور الصعيدي مع الفنان يحيي الفخراني في مسلسل “شيخ العرب همام”، وفق ما روته إبنته “ميريت” مع لقاء تليفزيوني سابق.

زيجاته

تزوج الحريري ثلاثة مرات، فكانت الزيجة الأولي من سيدة خارج الوسط الفني تدعي “آمال السلحدار” ورزقه الله منها بإبنته “نيفين” التي توفاها الله قبله، والزيجة الثانية من نادية سلطان وبعد 16 عام من الزواج رزقهما الله بإبنته “ميريت”، وإستمرت تلك الزيجة 25 عام، أما الزيجة الثالثة من رشيدة رحموني وهي فنانة مغربية الجنسية، ورزقه الله منها بإبنة ثالثة تدعي “بيريهان”، بعد عمر الـ 70 عام.

التدخين الشره

حتى سن الخمسين كان الحريري يدخن بشراهة، قبل أن يقرر أن يتوقف عن تلك العادة المضرة السيئة.

ثورة 25 يناير

كان الحريري من بين الفنانين الذين أيدوا ثورة 25 يناير 2011 وموقفه في صف الثوار.

علاقته بالمرض

في عام 2007 بدأ المرض يصارعه، حينما أصابه إعياء حاد نُقل على أثره إلى المستشفي، وعلمت إبنته ميريت أن والدها قد أُصيب بمرض “السرطان” ولكن لم تخبره خوفًا عليه من الحالة النفسية وكتمت ذلك الخبر، وبدأ يتلقي علاج كيماوي ولكنه لم يكد يتحمله لذلك عاش لي المسكنات الدوائية.

وقاوم لمدة 4 أعوام يعمل فيهم بالتمثيل إلا أن إشتد عليه المرض وإختل توزانه على المسرح، أثناء تأدية دوره في مسرحية “حديقة الأذكياء”، وحينئذ كان المرض الخبيث قد إستشري بأنحاء جسده الهزيل، وفي مستشفى الجلاء العسكري لفظ أنفاسه الأخيرة ورحل عن عالمنا في اليوم السادس عشر من شهر أكتوبر لعام 2011.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد