صرحت الدكتورة نورهان خالد، إحدى خبراء صناعة الفيديوهات في مواقع السوشيال ميديا أن ظهور أغنية بيبي شارك بالعربي تبين بشكل واضح مدى الإبداع القوي الذي يتمتع به الكثير من صانعي الفيديوهات العرب رغم قلة الإمكانيات. وهو ما يؤكد أيضا أن مجال أغاني الأطفال في حاجة لأن يتم التركيز عليه من قبل صانعي الفيديوهات. إذ عزف الكثير منهم عنه نظراً للشعبية الجارفة التي تتمتع بها أغنيات الأطفال الأجنبية. بل وتفضيل الكثير من الأطفال إياها عن الأغاني العربية. وبالتالي فهم يرون أن أي محتوى مرئي سوف يصنعونه في هذا المجال لن يلقى الرواج المطلوب. وهو ما يمثل خسارة فادحة لهم. إلا أن أغنية بيبي شارك بالعربي ونسبة التفاعلات العالية التي حظيت بها من عدد المشاهدات تؤكد لهم أن الأمر يستحق أن يكرروا التجربة على حد قولها.
وأوضحت أنها ولفترة كبيرة ظلت تعمل هي وكثير من العاملين في مجال المحتوى المرئي على صناعة ونشر الفيديوهات التي تقوم على المواقف الحياتية بمزجها بالجمل الكوميدية الضاحكة ثم نشرها على المواقع الالكترونية المختلفة. حيث إن هذا النوع من الفيديوهات هو الذي يلقى رواجا ومشاهدات عالية من قبل رواد الانترنت العرب. إلا أن أغنية بيبي شارك بالعربي أوضحت لها أن هناك مجالا يستحق أن تهتم به كخبيرة في صناعة الفيديوهات وهو مجال فيديوهات الأطفال وخاصة تلك التي تحوي الأغاني لهم.
وأخيرا فقد أكدت الدكتورة نورهان أنه وكما للفيديوهات الكوميدية التي تناقش أمورا اجتماعية مفيدة أهمية مجتمعية قوية، فإن فيديوهات أغاني الأطفال لا تقل عنها أهمية لأفراد هذا المجتمع على كافة المستويات. فهي التي تعلم الأطفال السلوك بأسلوب سلس ومبسط. هذا السلوك الذي سيستمر معهم حتى مع وصولهم لمرحلة النضج والبلوغ لأن من شب على شيء شاب عليه. ومن هنا كانت ضرورة أن يقوم على صناعة تلك الفيديوهات من هم عرب يدركون طبيعة مجتمعاتنا العربية وتقاليدها ومعاييرها. ليصبح السلوك الذي يشاهدونه الأطفال في تلك الفيديوهات هو السلوك القويم المناسب لمجتمعاتهم العربية. مع ضرورة كذلك أن تكون تلك الفيديوهات بالعربية أيضا ليعي الطفل لغته ويتمكن منها. وهي الأسس التي قامت عليها أغنية بيبي شارك بالعربي رغم كونها مترجمة من أخرى أجنبية. إلا أن محتواها المرئي والمسموع يتوافق تماما مع العادات والمعايير واللغة الخاصة بالمجتمعات العربية والسابق الإشارة إليها.