حوار أ.د.فتحية الفرارجي لصوت العرب عن التواصل الثقافي بين الشعوب ورؤيتها من خلال كتابها بين النيل والسين

في حوار شيق ممتع تقديم  المذيع / أحمد سعيد  بإذاعة صوت العرب في برنامج “الفترة المفتوحة ” ، رحب في البداية المذيع بالأستاذ الدكتور فتحية الفرارجي أستاذ الأدب والنقد الفرنسي

” فكرة نقل الثقافات والتواصل الثقافي بين الشعوب فكرة في غاية الأهمية على مدار عقود وسنوات طويلة جدا، وكان هناك تواصل ثقافي بين كافة الحضارات الموجودة في العالم، إن  فكرة الكتابة عن ثقافات معينة وربطها بثقافات أو بمعنى أدق فكرة الأدب المقارن وإلى أي مدى يمكن لهذا اللون من الأدب أن يقدم محتوى ثقافي وفكري كبير ومتجدد موضوع نناقشه اليوم في بعد الإعلان من خلال كتابها  الشيق “بين النيل والسين”

شكرت الدكتورة فتحية الفرارجي مقدم البرنامج وأبدت سعادتها لاستضافتها لتطرح رؤيتها  وأثنت على دعوتهم لها في البرنامج وعلى المقدمة الجميلة لمذيع البرنامج

” شكرا لحضرتك لان الأدب المقارن وفكرة الربط بين نهر النيل ونهر السين فكرة رائعة جداً فلنتحدث عن  كلام عام عن الكتاب ودوافع الكتاب  قبل الدخول في التفاصيل”

” أثناء البعثة في فرنسا كان التعايش داخل المجتمع الفرنسي تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لي،  أحببت  من خلالها أن انقل رؤيا عن فرنسا وعن الجوانب الاجتماعية والثقافية والتعليمية والفنية من داخل المجتمع الفرنسي.

وتكون رؤية موضوعية والحقيقة في الكتاب أضفت بعض الصور لتجذب القاري،  ويسهل عليه تكوين تصور مجسد لبعض المشاهد داخل فرنسا،  ولكن قبل أن أطوف بعدسة القلم واقلع بالطائرة.

أتجول بداخل بلدنا الحبيبة مصر واظهر  كل الأماكن الجميلة التي  زرتها من خلال فترة الطفولة ومن خلال فترات متعددة في حياتي،  وأتمنى أن يتوجه الشباب  ليكتشفوا المعالم الجميلة جداً في بلدهم،  وان نعطي  فرصة للطلبة في المدارس والجامعات  أن  يكتشفوا ويزوروا ويشعروا  بقيمة الجانب الحضاري والجانب الجمالي والنعم الجميلة التي  حبا الله سبحانه وتعإلى بها  مصر.

الكتاب مكون من  250 صفحة، وشهد حفل توقيع في معرض الكتاب الدولي هذا العام وكان المعرض على مستوى عالي جداً ومشرف ووجهه حضارية جميلة جداً لمصر وانتهز الفرصة وأتقدم بخالص الشكر لكل القائمين على تنظيم المعرض رغم ما حدث حول إقامة المعرض من شد وجذب بخصوص  المكان،  لكنه كان رافي جداً مع توفر  المواصلان،  وكانوا مهتمين بتقديم عروض فرعونية والأجنحة كانت منظمة بشكل حضاري جدا.

مقدم البرنامج: ” المعرض كان في الزمالك ثم نقل إلى مدينة نصر، واعترضت الناس،  وقالوا أن  المكان بعيد ”

أ.د فتحية الفرارجي: ”  توفير مواصلات لم يكن  مشكلة لمن يسكن القاهرة  أو من خارج القاهرة ونتمنى في المرات القادمة أن يكون لدى القائمين على المعارض جوانب تثقيفية لما تحتويه  الكتب، فحينما يتوجه أحد  بأي سؤال يكون يجد  كتالوج بكل الكتب الموجودة  ومن يرغب في الاطلاع  قبل دخول المعرض أو داخل يطلع عليه،   وستكون  فرصة ممتازة  جداً جدا  لان القادم إلى المعرض لا يلم بكل الموضوعات الموجودة فيه، وأود  يأخذ بالمقترحات ومحاولة تطبيقها  من أول العام القادم.

تكلمت عن مصر والأرياف والأجواء الجميلة والتعامل مع الجد والجد وكان هذا  مهم جداً في بداية الربط الثقافي كمقدمة للربط الثقافي بين مصر وفرنسا.

الترابط الأسري في مصر من أجمل الجوانب الحياتية في الغربة افتقدتها كنير جدا،  في فرنسا لديهم  اهتمام بجانب الحرية  لكن الترابط الأسري لم أشعر  به داخل الأسر الفرنسية إلا في أسرة  تقليدية تحتفظ  بالترابط  ما بين الأجداد والأحفاد والأولاد فكنت أتذكر ذكرياتي مع جدي وجدتي وكان لي ارتباط شديد جداً بهم خاصة في فترة الطفولة.

كان يهتم  جداً بالكتب والمجلات وبالنسبة لي حافز كبير جداً ووالدي أيضاً نفس الشئ كان مهتما  بعمل مكتبة في البيت تشمل الكتب المختلفة.

ونطلع على الأخبار وفي جانب تثقيفي وجوانب مختلفة فكانت بالنسبة لي دفعة قوية جداً وعندما  سافرت فرنسا وشعرت  أن الأطفال لديهم  حب ونهم للثقافة المصرية وحب ونهم للتعلم والقراءة بشكل عام وتنمية حب القراءة والاطلاع فيما بعد المدرسة أكثر ما أعجبني  في المجتمع الفرنسي.

انه شعب مثقف جداً ومحب للثقافة يطلع في كل مكان في المطعم  وعند الطبيب وفي المترو ويستغلوا كل لحظه لتثقيف  نفسهم.

بعض الشباب هنا لا يرغب في القراءة بعد الانتهاء من الجامعة ويعتبر جانب سلبي لأنه يتوقف عن الاطلاع ولابد من استقاء المعلومة من مصادر موثقة حتى لا يكون هناك نوع من التضارب في المعلومات وهذا هام جداً في بناء الشباب وبناء فكر المواطن المصري.

في فرنسا في كل حي يوجد مكتبة وكانت هناك  اشتراكات مجانية بصورة من عقد الشقة وتشترك الأسرة بما فيها الأولاد   و تستعير كتب مجاناً واسطوانات وكل فترة احتفالات وتشجيع  على القراءة  وتعطى جو ثقافي في كل منطقة إضافة إلى ورش عمل فعلى السبيل المثال تتولى احدى السيدات تعليم التفصيل أو فن الطهي  بقيمة رمزية جداً وتبادل الاقتراحات والمناقشات فيشعرون بنوع من التجانس مع الحي وتشعر بالديناميكية والتفاعل  .

لا يوجد  تواصل بين الأسر كبير لكن هناك  تواصل من نوع أخر  فمن السهل تعلم  مهارات  كثيرة في وقت صغير وبشكل منظم ومواعيد معلنة. ومعلومات معروفة وبقيمة  مادية زهيدة.

ولدينا في مصر شرائح من المجتمع   لديها  إمكانيات كنيرة وأفكار جميلة جداً ولكن  نحتاج  الآلية لكيفية تنفيذها والشباب طبعا وأفكار الشباب لينفذها ويحققها.

ونحتاج  فتح  مجالات وقنوات معروفة ومعلنة وخطوات محددة  تساعدهم أفضل من هجرة الأفكار والعقول إلى الخارج واستقطابهم

لدينا  بنية تحتية لكن تفتقد إلى الإدارة فعلى سبيل المثال  لدينا  قصور ثقافة في كل مكان وفي كل حي لكن مفتقدين التواصل المجتمعي وفكرة عرض الفنون لكن بدأ اتجاه من عدة سنوات للمراكز الخاصة ترعى الموهوبين أو تقدم بعض الفنون والدورات  في الموسيقى والرسم إلى آخرة اعتقد  انه اتجاه حميد أيضا.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد