” ثَوَرَةَ 30 يُونِيُوَ ” لَيْسَتْ مُجَرَّدُ ثَوَرَةٍ، بَلْ ” لَا ” صادِمَةً

  • كتب: محمد هلال.
  • ان الثورات ” حركات نفسية شعبية ” تنتج عن ضغوط يتعرض لها الشعب، في مسار حياته اليومي، فيقرر حينها الشارع أن يتحرك، ضد من يحكمه، قد يكون هذا التصور أقرب إلى معظم الثورات التي شهدتها مصر، وأصدق مثال معبر عن هذا التصور قد يكون ” ثورة 25 يناير ” الذي خرج فيها الشعب المصري بمبدأ وحيد هو ” عيش، حرية، عدالة اجتماعية” لكن الوضع قد يكون أكثر عمقا وامتداد فيما يخص ثورة ” 30 يونيو ” فثورة الثلاثين لا يمكن حصرها فقط في مفهوم الثورة في علم السياسة أو الاجتماع، بل أن ثورة 30 يونيو قد تعدت مفهوم الثورة، إلى حركة ” لا ” الصادمة للعديد من الأطراف والقوى السياسية داخل مصر وخارجها، وتتمثل تلك الأطراف التي وصلتها كلمة ” لا ” من الشعب المصري في :
  • 1

أولا: مؤسسات الدولة المصرية

ان مصر دولة صنعت مفهوم الدولة قبل أن يكون هناك دولة، فهي يا سادة أول دولة في التاريخ، ولعل التاريخ شاهد أن الدولة في مصر كانت دائما أقوى ما فيها، فلم يستطيع أحد أن ينهى وجودها، حتى في أحلك حقب الاستعمار، والدولة المصرية هي جزء من نفسية الشعب المصري، فالشعب المصري هو وحدة ضمان بقاء الدولة، وكانت الرسالة الواضحة في ثورة الثلاثين من يونيو، من الشعب المصري إلى الدولة المصرية، أنه ” لا ” للتبعية وكفانا انبطاح، كانت الرسالة واضحة كشمس أغسطس، نعم لقد مل الشعب الذي قاد الشرق من التبعية أو الانكسار لأحد، وربما كان هذا هو الدافع الذي جعل، مصر بعد الثلاثين من يونيو، قادرة أن تقول للجميع ” لا ” إذا تعارضت ” نعم ” مع مصالحها وأمنها القومي.

ثورة 30 يونيو 2

ثانيا: الأحزاب والتيارات السياسية

كلمة ” لا ” وصلت لكل من يعمل بالسياسة في مصر، أنه ” لا ” مكان لمن يعمل في هذا الوطن، مستندا إلى ايدلوجية فكرية أو مذهبية خارج نطاق الوطن المصري ومؤسساته، وأنه ” لا ” مكان لمن طاف الأرض شرقا وغربا ليأتي منظرا بنظريات سياسية تجعل من مصر تابع ثقافي للغرب أو الشرق، أنه ” لا ” مكان لمن كان ولاءه بحكم ” السبوبة” لعواصم الغرب التي تحتضن حساباته البنكية بالدولار واليورو والإسترليني.

Anti-Morsi_poster_in_a_car

ثالثا: الولايات المتحدة الأمريكية

هي الامبراطورية الأكثر ” سماجه ” في تاريخ الإمبراطوريات، فهي تتلاعب بالجميع من أجل مصالحها، ثم تدعى بلا أدنى مستوى من مستويات ” حمرة الخجل” أنها تفعل ما تفعل من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان، أن الولايات المتحدة أرادت ارض العرب، اشباه دول تتفجر من داخلها دولة تلو الدولة، تحت مسمى براق نَظَّرْت  اليه قنوات كان في مقدمتها قناة الجزيرة الفضائية الاخبارية، وهو مسمى ” ثورات الربيع العربي ” التي هتكت العرض، وسفكت الدم، وأضاعت الأوطان، وفككت الجيوش، وزرعت الارهاب، كانت رسالة شعب مصر في 30 يونيو 2013 واضحة للولايات المتحدة، أنه ” لا ” لضياع الوطن المصري، ” لا ” لضياع الجيش المصري، ” لا ” لتشريد الشعب المصري، ” لا ” لتجويع الشعب المصري، وكان رد القدر انه ” عاش ثم عاش ثم عاش الشعب المصري ”


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد