تعلم من قصة الحصان والمزارع .. كيف للمحنة أن تكون منحة

القصص والحكايات القديمة ليست للتسلية فقط، بل أنها تحمل لنا دروس وعِبر يمكن أن تغير حياتنا بشكل كامل، ومن هذه القصص، قصة مُلهمة من الأدب الروسي عن مزارع سقط منه حصانه في بئر جاف وهو ذاهب إلى حقله، ما سيفعله المزارع تجاه الحصان وكيف سيكون رد فعل الحصان، هو درس يعلمنا الكثير، فدعونا نبدأ في هذه القصة الشيقة.

قصة الحصان والمزارع

تبدأ الحكاية أثناء ذهاب مزارع روسي إلى مزرعته في الصباح الباكر وهو يمتطي حصانه الذي عاش معه سنوات طويله يقله إلى عمله يوميا ويساعده في بعض الأعمال بالحقل، ولكن أثناء سيرهما يسقط الحصان في بئر جاف عميق، فيصرخ الحصان من الألم ويبكي ويصيح بشكل جنوني حتى ينقذه صاحبة من محنته.

في الوقت نفسه ينظر المزارع إلى الحصان وهو في أعماق البئر ويبدأ في دراسة الحلول المتاحة لإخراج الحصان، وما سوف يتكفله من وقت وجهد ومال لإخراجه، وبعد وقت ليس بالقليل يقرر المزارع أن يترك الحصان في مكانه داخل البئر، حيث أن تكلفة إخراجه مرتفعه ولا تتناسب مع قيمة الحصان نفسه خاصة وأن الحصان عجوز، وأن سقوطه في البئر الجاف قطعاً تسبب له في إصابات تجعله غير قادر على العمل مرة أخرى.

دفن الحصان هو الحل المناسب

وبعد أن اتخذ المزارع قراره بترك الحصان، أخذ الحصان في الصياح والبكاء بشكل أزعج صاحبه المزارع وباقي أهل القرية، فقرر أهل القرية برفقه المزارع أن يدفنوه حياً في البئر الجاف، وبذلك يكونوا قد حققوا هدفين في وقت واحد، ارتاحوا من صياح الحصان، وأغلقوا هذا البئر حتى لا يسقط فيه أحد أخر.

بالفعل شرع المزارعين في إلقاء التراب على الحصان وهو قابع في قاع البئر، واشتد صراخ الحصان وهو يري التراب يسقط فوقه، وقد أدرك حقيقة ما يخطط له المزارعين، أدرك أنها النهاية لا محالة.

استمر الأهالي في إلقاء التراب بالبئر، ولكن الحصان لم يستسلم، بل أخذ في هز رأسه وجسده كلما سقط عليه التراب، فيسقط التراب تحت قدمه، ويبدأ في الصعود عليه بشكل متتالي، بعد وقت ليس بالقصير فوجئ المزارعين بالحصان يصعد فوق التراب الذي كانوا يسقط عليه ويخرج من البئر شامخاً.

قد تكون المحنة منحة

تحمل هذه القصة الكثير من الدروس، منها أن البشر أحياناً يكونوا أشد قسوة من الوحوش الضارية، وأيضاً أن السعي وعدم الاستسلام للواقع مهما بلغت قسوته يمكن أن يكون السبب في تغيره، ولكن أهم الدروس من هذه القصة هي أن المحن التي نتعرض لها يمكن أن تكون هي المنح التي تبنينا وتدفعنا للأمام.

فالتراب الذي كان سيحول البئر الجاف إلى قبر للحصان المسكين، تحول إلى سلم صعد عليه الحصان المجتهد بشجاعه ليخرج للجميع ويخبرهم أنه يستحق الحياة رغم كل شيء.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. فخري يقول

    والادهى والأمر ان يدعي من يلقي التراب في البئر لدفن الحصان انه كان يساعده ليخرج من البئر …سبحان المطلع على النوايا ويعلم ماتخفي الصدور

  2. غير معروف يقول

    ماشاء الله قه جميله