تحفيز: خطوات تعلمك كيفية تفادي التأجيل وتعلمك المثابرة والشجاعة

الكثير منكم يقول أنه لا يستطيع التوقف عن التأجيل، ويسأل كيف يمكنني إيقاف هذا التسويف، حسناً سنخبركم، حاول أن تعثر على شيءٍ مهم لك أكثر من أعذارك، أعثر على شيء مهم بالنسبة لك ولن تقوم بتأجيله، أفعل الشيء الذي تحبه والذي لن تفكر أبداً في تأجيله، تخيّل معي أن هناك شخصاً ما، ومعه مسدس ويصوّبه على رأس أكثر شخص تحبه، ويقول لك أنك إذا لم تقم بإنجاز هذا العمل في الوقت المحدد فإن هذا الشخص الذي تحبه سيموت، أخمّن أنك لن تماطل بعد الآن، المماطلة والتأجيل والتسويف أو أي اسماً آخر تطلقها على هذا المرض، نعم هو مرض سيضيعك ويضيع حياتك، أضمن لك أنه سيضيع عليك فُرصاً مهمة قد تغير حياتك إذن لا تتراجع، ابتعد عن مشاهدة تلك البرامج التلفزيونيو الغبية، لا تضيع وقتك في تفاهات وسائل التواصل الاجتماعي، لا تهتم بالأشياء بالتي لا علاقة لها بالوجهة التي تريد الوصول إليها.

كن قويا

كن مثابرا

التسويف والتأجيل يؤثر على إنتاجيتنا وإنتاجية الدولة وأبنائها وإنتاجية الإنسان في هذا العالم، مما يؤدي إلى الضعف في التقدم والتطور.

إذا لم تكن قد عالجت هذا المرض، مرض التأجيل فإن المشكلة الحقيقية هي أنك لا تهتم بمعالجته، إذا كان لديك سببٌ قوي بما فيه الكفاية للقيام بذلك الفعل فإنك لن تؤجله، دافعك يجب أن يكون أكبر من أعذارك وحتى لو كانت المهمة نفسها ليست ذات معنى بالنسبة لك، ولكنها مهمة بالنسبة لمستقبلك، فبإمكانك أن تعثر على دافع للقيام بها، أبحث عن ذلك الدافع واجعله وقوداً يدفعك للأمام.

دعني أخبرك بشيء مهم، إذا لم تسيطر على تصرفاتك، إذا لم تسيطر على نفسك، إذا لم تطوّر عادة القيام بالأشياء لديك، عندما لا تشعر بالرغبة في فعلها، إذا لم تكن ملكاً على نفسك إذا لم تتحكم في رغباتك وغرائزك فتأكد بأنك لن تتمكن بتحقيق أي شيء مهم في هذه الحياة، لا يتعلق الأمر بالتسويف أنت فقط لست مهتماً بما فيه الكفاية أو أن ما تفعله ليس مهماً أو أنك لم تجعله مهماً بما فيه الكفاية، لذلك إذا كنت تريد إنجاز هذا الأمر أجعله مهماً بما يكفي، لا ترضى بما هو رديء، لا تقبل بأن تكون عادياً، إذا كنت ترغب في المزيد فيجب أن تقوم بفعل ما يجب عليك فعله، إذا كنت تريد المزيد يجب أن تعثر على دافع أكبر لتحقق ما تريد تحقيقه، دافعٌ سيقضي على مرض التأجيل.

لا تتردد لأنك تعرف ما تفعل، لأنك قادرٌ على تحمل مسئولية أفعالك، لأنك قادرٌ على تحمل المعاناة، لأنك قادرٌ على الصمود أمام أي فشل، تخيل كل النتائج السلبية التي ستأتي في المستقبل إذا قمت بالتأجيل، أكتب لماذا يجب أن تفعل هذا، أكتب كل الأشياء العادية التي من الممكن أن تحدث إذا أنجزت هذا الأمر، إذا قمت بالغوص عميقاً وبدأت باتخاذ الإجراءات ستمضي قدماً للأمام، لأنك تعرف أن النجاح قادم، تعلم أنك لن تتوقف حتى تحقق النجاح، لن تتوقف حتى تحصل على ما تريد، أكتشف ذلك الدافع، عش لأجل هذا الدافع ولا تتوقف في ترديد: يجب أن أفعل هذا، أستطيع أن أفعل هذا، وسأفعل هذا، هيا أكتشف ذلك الدافع عش لأجله، عش لأجل هذا الدافع لا تتوقف حتى تحصل على ما تريد.

المثابرة، المثابرة هي عندما تتحلّى بالصبر تقف وتحسب كل خطواتك السابقة بتأنّي ولا تستسلم  فاستمر في طريقك تحت كل الظروف باحثاً عن حلمك، في عالم بدأ يجتاحه الذكاء الاصطناعي كثر الفشل والفاشلون، الذين رغم امتلاكهم للموهبة والنبوغ ينبذهم المجتمع، كل هؤلاء لم يحصلوا على حقهم لأنهم تخلّوا عن الإصرار والمثابرة، عندما نتصفح سير المتميزين نجد أنهم يشتركون في عددٍ من الصفات والعادات الحسنة ومن أهمها المثابرة والقدرة على الاستمرار بشكل متواصل وهكذا فإن الأعمال الصغيرة التي تتراكم مع مرور الوقت تتحول إلى إنجازاتٍ واستحقاقاتٍ عظيمة.

التفوّق هو ذلك الهدف الذي يتمناه ويسعى إليه كل إنسان طموح يتحلى بالجد والنشاط والإرادة وإذا أضفنا له المثابرة والاستمرارية سنحصل على تفوّق باهر، عندما تبدأ يا رفيق لا تتخاذل ولا تتراجع بل استمر وداوم على المثابرة كي تستطيع رفع التحدي واجتياز الصعوبات التي تقف في وجهك، قد تكون طالباً أو موظفاً أو مزارعاً أو رائد أعمال فإنك ستواجه في حياتك تحديات يومية يجب عليك تخطيها وذلك بالتحلي بالصبر وروح المثابرة من أجل الوصول إلى غايتك المنشودة.

إن المثابرة تتطلب العمل الدءوب المتواصل، وتتطلب دائماً المحاولة وباستمرار بعد كل خطوة فاشلة وبدون ملل حتى النهاية، أي حتى تحقيق النجاح والتغلب على العقبات التي تواجهك وكذلك التغلب على التعب والإرهاق لأنه عندما تتعب هناك يبدأ العمل الحقيقي هناك تبدأ المثابرة، إن أردت أن تكسب مهارات المثابرة فعليك بإتباع الخطوات التالية:

– يجب عليك تحديد الهدف بدقّة، وهذا سيشعل فيك رغبة الحماس لتحقيقه، ارسم خطة وابدأ في التنفيذ، عوّد نفسك على عدم التعذر بكل ما هو سلبي، عليك بالعمل الجماعي المشترك، تحالف مع شخص أو أكثر ممن تثق بهم لإنجاز مهامك وسواءً بالمنافسة أو المؤانسة، هذا سيشجعك كثيراً على تنفيذ خططك وأهدافك.

أن أغلبية الناس يستسلمون في البداية، في بداية أي طريق فهم لا يصرّون على المواصلة ولا يصمدون ويكون مصيرهم الفشل لكن لا يجب أن تخلط الأمور، أن تخلط بين العناد والمثابرة كأن تكون قائداً على سفينة تغرق وتعاندها محاولاً إرجاعها لسطح البحر بل يجب عليك المغادرة قبل فوات الأوان وهذا لا يعد فشلاً لان جسمك مقارنة بالسفينة صغير جداً.

– هنا يجب أن تحدد نقاط قوّتك وهذا ما نعنيه وتثابر على تطويره، وقبل ذلك يجب أن تعرف ما هي نقاط ضعفك وتحاول تغييرها وتجعل منها نقاط قوة، كل الاكتشافات العلمية والتقنية التي كانت وراء التقدم العلمي والتكنولوجي وكل الأعمال الفنية الكبيرة التي نفتخر أنها من صنع البشر كانت نتيجةً للمثابرة، لمثابرة علماء وباحثين وفنانين الذين أزالوا من عقولهم شيءاً اسمه اليأس، جاهدوا وحققوا إنجازات علمية وفكرية في مختلف المجالات تعود بالنفع والفائدة علينا جميعاً.

من الطبيعي أن لا يصل الإنسان من البداية في الوهلة الأولى بلا تحقيق ما يطمح إليه وقد يمر من العديد من المحطات واللحظات والعقبات التي تجعله يفكر في الاستسلام، ولكن عليه أن يتعلم ويستفيد من تجارب الحياة، أن الشيء الوحيد الذي يقف بينك وبين تحقيق هدفك هو عدم المثابرة وهو ذلك الشبح الذي يقول لك أنك لا تستطيع تحقيق أي شيء.

عندما يكون لديك حلم وتريد تحقيقه بكل أعماق أعماقك لا تبقى جالساً بل قم واجمع قواك وبادر وتوكل على الله سبحانه وتعإلى وكن على يقين بأنه بإصرارك ومثابرتك ستحقق النجاح وستجعل حلمك حقيقة، إن الحياة المعاصرة وما تحويه من كماليات قد تجعلك إنسانٌ ليّن وقد يصبح الأمر الواقع الذي تعيشه مألوفاً، أتظن أنك حققت كل شيء في هذه الحياة، لا يا صديقي، استيقظ من منامك واحذف الفشل من اختياراتك وما تأمل تحقيقه بالراحة لن يأتي إلا بالجهد والجد والمثابرة، لا تفشل ولا تستسلم، لا تغادر ولا تتهرب بل حاول فعل الأشياء التي تظن أنها صعبة عليك وقدّم ما تستطيع تقديمه، تجرأ على المضيّ قدماً وغير نظرتك فقط وستستطيع تغيير حياتك بل وتغيير العالم.

الشجاعة، يجب أن تمتلك الشجاعة، هل تمتلك الشجاعة؟ كي تظهر بأفعالك ما تراه بداخلك، هل ستموت من دون إنجازات وستدفن أحلامك معك، هل ستموت على حافة أرض شعارها “كان بمقدوري، كان بودّي، كنت أريد أن أفعل”، سأخبرك بشيء مهم، النجاح يتطلب الشجاعة سهل جداً أن تكون إنسان فاشل سيرافقك البؤس دوماً يجب أن تعلم أن النجاح يكره الاستسلام، إن لم ترد أن تخلق الجدل فكن عادياً كن متوسطاً واندمج، وإن كنت تخاف من المخلوقات أكثر من خوفك من الخالق فقم بإبطال كل ما وضعه فيك واندمج فقط مع القطيع ارتدي الملابس وامش وتصرف مثلهم واذهب حيث يذهبون وفكر كما يفكرون وافعل ما يفعلونه وهكذا لن تحتاج إلى الشجاعة.

الشجاعة تتطلب الاختلاف، الشجاعة هي أن تصنع طريقك الخاص بك، بطريقتك الخاصة، بعضكم استدعى الشجاعة كي يقرأ هذه المقالة، استدعى شجاعته كي يبحث عن موارد يحسّن ذاته، استدعى شجاعته كي يبحث عن طريق النجاح، لا يتحدث الناس عن الإنسان الذي لم ينتصر، وإن انتصرت فسوف يتحدثون عنك، هل تملك الشجاعة لتقف ثابتاً في وجه المدفع، تقف منتصف القامةّ مواجهاً كلمات القطيع الجارحة قائلاً أنك قد قطعت الكثير ولن تستطيع العودة.

كل من التفرد والحكمة والثراء والتعلم والمعرفة يتطلب منك الشجاعة، لأنه في اللحظة التي تتوقف فيها عن الحديث بخوف فهذا يتطلب منك الشجاعة، في هذا المجتمع الضعيف المتوسط الذي نعيش فيه اليوم في هذا العالم المبلي على برامج الواقع أتساءل أن كان هناك من يحمل فتيل الشجاعة بداخله لأن يقول: “رغم كل ما مررت به، ورغم كل ما مر به أجدادي، ورغم كل ما مر به آبائي، لم أقطع كل هذا الطريق فقط لأندمج مع العاديين..!”، قل الآن: “أنا امتلك الشجاعة لأن أسعى خلف حلمي، هل هناك شخص يسمعني يملك بعضاً من الشجاعة؟”


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد