بأي ذنب قتل المقتول

محمد إبراهيم: يكتب

مع شروق كل فجر يوم جديد، ونحن نتنفس الهواء ونشرب الماء، نسمع ونشاهد جريمة قتل جديدة أو انتحار، فهناك من ينتحر من أجل ضغوط الحياة، وهناك من يقتل زوجته بسبب إنجابها الإناث وهو يريد البنين، وهناك من ينتحر بسبب الابتزاز الإلكتروني، وهناك من يقتل ظلما بسبب حب من طرف واحد.
وحينها يسأل الجميع، ما هو الذنب الذي اقترفه هؤلاء حتى يقتلوا، أو يقبلوا على الانتحار، ما الجريمة الحياتية التي اقترفوها، حتى يقدموا على إنهاء حياتهم ومستقبلهم.
قال الله تعالى.
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ
صدق الله العظيم.
ولكن الجدير بالذكر، أن يتطور الأمر ونجد استباحة لدماء المصريين في دول الجوار، كما شاهدنا منذ الأمس القريب وما تردد بين عشية وضحاها، وما تم تداوله على وسائل الإعلام المختلفة، أن هناك دكتورا صيدليا مصريا يدع أحمد حاتم، يقيم بالمملكة العربية السعودية، ويعمل دكتور صيدلي في إحدى الصيدليات بالمملكة، أتت إليه امرأة تطلب منه شراء دواء لا يجب بيعه إلا بريشته قانونية، فعندما رفض قامت المرأة بإخراج السلاح الناري وقامت بإطلاق الرصاص الحي عليه، حتى لقي مصرعه في الحال.
إلى هذا الحد وصل بنا الأمر نحن الدول العربية إلى استباحة دمائنا، كيف يتجرأ إنسان على حمل السلاح ويقتل إنسان آخر، فقط لأنه رفض مخالفة ضميره المهني والقوانين الخاصة بالدولة التي يعيش فيها، هل أصبح مباحا في قوانين المملكة العربية السعودية، أن يحمل المواطنون السلاح الناري، ويسيرون به في الطرقات كأنهم يحملون حقيبة في أيديهم.
كيف يتم الاعتداء على مواطن عربي بالقتل العمد في بلد البيت الحرام، التي تحكم بما أنزل الله، ألم يعلم أهل بلاد الحجاز أن القتل محرم في الشريعة الإسلامية، قال تعالى.
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا
صدق الله العظيم.
ألم يكن هذا هو كلام الله تعالى، الذي نزل على النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- في بلاد الحرم.
ألم يكن النبي قال في الحديث الشريف معظما لدم المسلمين وأعراضهم وشرفهم فقال.
صلى الله عليه وسلم.
كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.
فكيف يتم سفك دماء مسلم في بلد الله الحرام، حقا ياله من زمن أصبح الباطل فيه حق، والحق باطل.
لا ريب أن الله تعالى، قد اختار هذا الدكتور ليصبح شهيدا، لأنه قال رسول الله، من مات دون عمله فهو شهيد.
وهذا إن دل فإنما يدل على غياب دور المؤسسات الدينية في المجتمعات الإسلامية، التي كانت تنير عقول الناس، وتعلمهم دينهم وحدود ربهم التي شرعها لهم في الدين الإسلامي.
يا له من عار على بلد الله الحرام، أن تسفك الدماء بدم بارد على أيدي امرأة من نساء المملكة.
إن السبب الرئيسي في انتشار الفوضى الأخلاقية التي نشاهدها اليوم في المجتمعات، هو كل فرد في المجتمع حين يقوم إنسان بالتضامن مع شخص ارتكب جرما، إذا هو يساعد بشكل كبير على انتشار تلك الظاهرة ولو بالقول وليس الفعل، لذا يجب علينا جميعا إدراك خطورة الأمر، ونقوم بتغير ثقافات تم تصديرها إلينا من بلاد الغرب، حتى دمرت بيوتنا، وحياتنا، وأبناءنا، والمجتمع العربي.
ولكن يجب علينا الآن التفرقة، بين فرد من دولة قام بارتكاب جريمة، وبين الشعب بالكامل، يجب أن نعلم جميعا أن الوحدة الوطنية بين الشعوب العربية باقية وستقام رغم أنف الحاقدين.
رحم الله كلا من قتل ظلم، وكان ضحية الأفكار المنحلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، رحم الله شهداء الأوطان جميعا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

تعليق 1
  1. غير معروف يقول

    يوسف الحريشي من المغرب حلم من المغرب ok212637536491