الهدف من رفع الآذان في المساجد ليس مجرد إعلام بوقت الصلاة

أهمية الأذان في العقيدة الإسلامية لقد تنامت الأصوات المطالبة بمنع الآذان خلال الفترة الماضية ما بين من يطالب بمنعه نهائياً، ومن يطالب بخفضه بحيث لا يكون عبر مكبرات الصوت، وإنما يكون داخل المساجد بصوت منخفض دون مكبرات معللين ذلك بأن السابقين، والصحابة رضوان الله عليهم في عهد النبى عليه السلام لم يكن لديهم الهواتف، والآلات التى من خلالها ينتبهون إلى توقيت الصلاة، ولكن تلك الأصوات المطالبة بذلك تغفل عن حقيقة كون الآذان حجه على المسلم أمام الله تعالى، وليس مجرد إعلام بوقت الصلاة، وقد يغفل، وينشغل المسلم في عمله عن الإلتفات إلى الساعه في يده فلا يدرك الصلاة في وقتها، وهنا يأتى دور الآذان ليعطيه تنبيه سمعي بموعد الصلاة، وبذلك تكون الحجة قد أقيمت عليه فلا يجد ما يدفع به عن نفسه حين يلقي معاذيره، وقد يقول أحدهم أن المسلم يمكنه عمل تنبيه سمعي للإعلام بموعد الصلاة على هاتفه الجوال أقول له أن تلك الآلات التى صنعتها أيدى البشر يمكنها صنع المعاذير بتلفها أحياناً، وفقدانها أحيان فلا يمكنها إقامة الحجه على من تخلف عن موعد الصلاة ليبقى الآذان هو السبيل الوحيد القادر على إقامة الحجة، ولذلك فهو محفوظ من عند الله تعالى من أجل هذا الغرض، وهذا ما يدلل عليه ماقاله النبى عليه السلام للرجل الأعمى الذى أتى النبى عليه السلام ليطلب منه رخصة في صلاة الفجر نظراً لكونه أعمى، ويشق عليه حضور صلاة الفجر، وأراد النبى عليه السلام أن يعطيه الرخصة بذلك إلى أن جاء الوحى الأمين، وأبلغه بأن لا رخصة في الصلاة فقال النبى عليه السلام للرجل أتسمع النداء قال نعم قال فلبي النداء. فلم يقل النبى عليه السلام للرجل أتدرك وقت الصلاة أو اتعلم وقت الصلاة، وإنما قال أتسمع النداء، وهذا يأتي في إشارة ضمنية من النبى عليه السلام بأن النداء حجه، وليس مجرد إعلام بالوقت، ولكن يبدوا أن تلك الأصوات المطالبه بمنع أو خفض الآذان لديهم انضباط في أداء الصلاة، والمحافظة عليها من خلال هواتفهم التى تلفتهم إليها فأرادوا أن يجعلونها تجربة عامة، ولكن هل يمكن أن نجعل من فراغ بطارية الهاتف من الشحن عذرا لضياع وقت من أوقات الصلاة حيث أننا لم نتمكن من سماع الآذان على الهاتف، وهو على تلك الحال. أى عبث هذا فالآذان حجة يقيمها الله تعالى على تاركي الصلاة، ولا يمكن لبشر أن يقصيها فهى تعد بلا مبالغة سنة كونية لأن البشر لم يخلقوا لشئ إلا للعبادة فالنفي، والإستثناء الذى عبر به الله تعالى في قوله (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) هذا يجعل منا مخلوقات خلقها الله تعالى من أجل العبادة فقط، أما بقية أنماط الحياة من عمل، وطلب رزق، وسعى كل هذا لا يعدو كونه عوامل مساعدة من أجل تحقيق الهدف الرئيسي الذى خلقنا من أجله، وبما أن الصلاة هى العماد، لذلك كان لابد من سنة كونية تنبه البشر إليها، وإذا كانت حركة الحياة من عمل، وسعي قد جعل الله تعالى لنا فيها سنن كونية تساعد البشر على أداءها بشكل جيد، ومن تلك السنن النوم واليقظة والليل والنهار، والشمس، والقمر.. الخ، رغم أن حركة الحياة هذه لا تمثل الهدف من الوجود فما بالنا بالهدف الرئيسي الذى خلقنا من أجله ألا ينبغى أن تكون له سنة كونية تنبهنا إليه، وتكون حجة علينا يوم القيامة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد