الخيوط الخفية بين الباحث والراقصة والتقنية

تمر بنا الايام يوما تلو الاخر كالقطار الذى  يسير  على قضبان  حديديه لا تستطيع ايقافه سوى في المحطات المحددة ، هكذا حياة الانسان تسير بسرعه عجيبة  في عصر قلت فيه البركة برغم التقدم العلمي المذهل الذي من المفترض أن يساعدنا في قضاء  واجبتنا   الكثيرة ورغم ذلك لا تكفي الأوقات لقضائها.

وسائل التواصل الاجتماعي

فبرغم التطور الهائل زادت الاعباء فلا اتوقع أن هناك من لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وادمانها لتسرق اليوم حتى نهايته وحتى في حالة البعد عنها يظل الذهن والفكر معلق كم متابع جديد كم اعجاب وهكذا.

ثم تأتي القنوات الفضائية وكنا نتابع القنوات الرسمية وننتظر موعد ما نحب لنشاهده من اعمال لها معاني عظيمه اخذت من الجهد والوقت لترى النور فتركت اثرا  في نفوسنا واذكر افلام مثل عمر المختار وغيرها كانت تجمع بين القيم والمعنى والفن الراقي.

بالمقارنة البسيطة بالعدد ناهيك عن المحتوى أصبحت القنوات بالألاف  للتنافس فيما بينها ونجحت القنوات التي عرفت وادركت مستوى الذوق العام في عالمنا العربي فركزت على أخبار المشاهير وبرامج التوك شو والاغاني وكرة القدم والكوميديا فلاقت نجاحا فاقت به قنوات ظلت سنوات تبني اسما عريقا لبث محتوى مفيد لكن لم تجد لها موضع قدم في عصرنا الحديث.

وبعد هذه السنوات التي مرت بالعمر كأنها ساعة من الزمن أقر وأعترف بأننا تغيرنا كثيرا لنواكب عصرنا الجديد لكننا نفشل في بعض الاحيان حينما نذكر بعض المبادئ التي تربينا عليها وتعلمناها فكان من العيب أن تشاهد راقصة تبرز من جسدها أكثر مما تستر اصبح الآن فنا وعلما وله مدارس ويكرم أهله احيانا بجوائز عالمية ودولية ومحلية.

كنا نعرف قدر العلم والعلماء والباحثين لكن لن اطيل عليك عزيزي القارئ ابحث على اليوتيوب عن فيديو لراقصه ولو كانت غير مشهورة وأبحث عن فيديو لباحث أو عالم جليل لتعرف بنفسك الفرق في الذوق العام ستجد ملايين المشاهدات للراقصة تفوق احيانا تعداد سكان البلد التي تنتمي اليها الراقصة وذلك في ايام معدودة وستجد الفيديو الاخر مئات من المشاهدات خلال سنوات.

اخيرا انا لست ضد الفن ولست ضد الرياضة ولكن ضد المحتوى الذي يدعو للرذيلة وتأجيج المشاعر نحو الشهوات ليتنا نتبنى صغارنا من المبتكرين والمخترعين والموهوبين في شتى المجالات وندعمهم ونسلط الضوء عليهم   لنبني جيلا نفتخر به ويفخر بنا نحو مجتمعات عربية ناجحة لها الصدارة في المحافل العالمية في شتى المجالات تعبر عن هويتنا دون التقليد الأعمى.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد