التعلق المرضي وكيفية التخلص منه

يعاني العديد من الناس من ظاهرة “التعلق المرضي” الذي هو حالة عاطفية مرتبطة بتصرفاتنا وطريقة سلوكنا مع الأشخاص من حولنا وهذه الظاهرة تعني التعلق بأحد الأصدقاء أو الأقرباء بشدة بفعل الحاجة القويّة إلى الحبّ والحنان.
إن التعلق المفرط يصبح من العوامل المرضية التي تخرج عن نطاق سيطرتنا ومن يتعرض لهذه الظروف يشعر بأنه عاجز تماماً عن الخروج من هذه الأزمة وأنه سيبقى أسير آلامه ومشاعره وأحاسيسه طوال حياته، حيث أن من يعانون من التعلق المرضي يجدون صعوبة كبيرة في تقدير ذاتهم، ويلجأون إلى الأشخاص من حولهم للبحث عن الثقة والأمان.

أنواع التعلق:
تعلق طبيعي: يبدأ منذ نشأة الإنسان إذ يتعلق الطفل بأمه التي تكون بالنسبة له العالم بأسره، وعندما تبتعد عنه يبدأ بالصراخ لأن الطفل يشعر بالأمان عند التصاقه بأمه، وعند ابتعاد أمه عنه يصدر دماغه تنبها بعدم الأمان فيبدأ بالبكاء ليجذب انتباه أمه إليه، وعندما يكبر قليلا يبدأ بالتعلق في والده الذي يجد فيه الشخص القوي الذي يحميه، وحين يدخل إلى المدرسة يتعلق الشخص بالعديد من أصدقائه وأساتذته، ثم تأتي المراهقة بتقلباتها وعواصفها، فتتناثر عليه التعلقات من كل حدب وصوب.

التعلق المرضي:
وهو التعلق الناتج عن قلة تقدير الذات، وقد يكون سبب التعلق المرضي هو عدم اعطاء الطفل الحب والاهتمام الكافي من قبل الأهل.
وقد يلجأ البعض ممن يعاني من مرض التعلق إلى شرب الكحول أو إدمان المخدرات كنوع من التعلق بشيء.

خطوات التخلص من التعلق:

١- وطد علاقتك بذاتك.
إن كل شخص مصاب بالتعلق هو بالأصل غير متصالح مع ذاته وغير مقدر لها فيلجأ إلى الهروب من ذاته إلى الآخرين، متلهفًا إلى تقديرهم كلماتهم ومدحهم، ما يعينه على تجاهل ذاته الحقيقية، والإستمرار في البعد عنها أكثر فأكثر.
وأول خطوة لتوطد علاقتك مع نفسك هي المواجهة، أن تواجه ذاتك يعني أن تعرف نقاط ضعفك، وتعمل على إصلاحها، والخطوة الثانية هي أن تتصالح مع ذاتك وتكف عن تحقيرها وجلدها ونكرانها، أن تعفو عن الأخطاء التي ارتكبتها ذاتك في الماضي، أن تحميها من بطش نقدك الجارح، الذي يدفعها للسقوط أعمق وأسرع.
٢- اشغل نفسك.
قال رسول الله(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)
إن الفراغ سيدفعك دفعا إلى من تريد التخلص منه حيث ستجد نفسك تركض باتجاهه لتكلمه كما إعتدت أن تفعل دومًا، ولتجنب الوقوع فريسة للفراغ وتفشل خطتك في التحرر من التعلق المرضي، اشغل نفسك إلى أقصى حد، اجعل هدفك أن تبقة مشغولا بحيث يصعب عليك فيه التفكير في هذا الشخص.
٣- واجه الحياة بدونهم.
في البداية ستشعر أنك لا تستطيع حتى أن تتنفس بدونهم، وهذا شيء طبيعي لأنك اعتدت على الحياة بملاصقتهم، وبمجرد أن تمر فترة من الزمن ستشعر بالتحسن بدونهم، وستبدأ برؤية الحياة بمنظورك وحدك.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد