الإيجار القديم وواقع وزارة الأوقاف الأليم.. القصة وما فيها!

رأيته يتحدث في بيانه أمام مجلس النواب، وتظهر عليه علامات الحسرة وصعوبة الموقف، وهو يشرح كيف أنه يعمل على تنمية إيرادات وزارته الغنية، لكن في ذات الوقت هو مكبل ومقيد بتشريع سام كالحية التي أفرغت سمها في جسد إنسان فأوقفت جريان الدم في عروقه وجعلته لا هو حي ولا هو ميت، إنه سُم قانون الإيجار القديم يا سادة!، والذي استأصل الكثير والكثير من ثروات الوزارة الغنية.

فيلا ثمنها ٧٠٠ مليون جنيه، وإيجارها الشهري ٨ جنيه، يعني إيجار فيلا في سنة لم يتعدى مائة جنيه مصري، وثمنها الفعلي هو ٧٠٠ مليون جنيه، لصالح من؟!.

الرئيس والوزير

إنني أستشعر وأحاول أن أخذ مكان وزير الأوقاف في مخيلتي، عندما يجلس الرئيس السيسي معه في جلسة مغلقة، ويسأله، كم تقدر العقارات التي تمتلكها وزارة الأوقاف؟، وكم تبلغ إيرادتها؟، وهذا بالطبع خيالا أقرب للحقيقة، وخاصة ونحن نتحدث عن رئيس يحسبها بالورقة والقلم، فنجده في مؤتمراته يتحدث دائما قائلا: ” منين؟، وبكام، بل نجده يذكر أرقاما بالتفصيل عن كل صغيرة وكبيرة في مشروعات يفتتحها كل فترة قصيرة جداً”.

وجواب وزير الأوقاف معلوم بالطبع، فقد أجاب الوزير على الرئيس أمام مجلس النواب في بيانه بذكره سعر الفيلا سالفة الذكر، وقيمتها الإيجارية الشهرية.

القصة وما فيها “معلومات غير موثقة”

أعلم في مدينتي الصغيرة معلومة كارثية حقاً عن أموال الأوقاف، فبطبيعة الحال توجد أوقاف في كل مكان في مصر، ومدينتي الصغيرة هي جزء صغير جداً من وطن كبير.

دعني  أسرد لك المعلومة صديقي القارئ بين القوسين فيما يلي: ( رجل بنى زاوية صغيرة، ليبني الله له بيتا في الجنة، وأوقف حولها ما يقرب من ستة محلات مؤجرين منذ بداية القرن العشرين تقريبا أو قبل ذلك، لا أعلم على وجه الدقة، وكان إيجار هذه المحلات موقوفا أيضاً لصالح المسجد، وكان هذا الإيجار وقتها يكفي بالطبع للإتيان بمستلزمات الزاوية من فراش وراتب للإمام وغيرها من حاجات المسجد أو الزاوية، واليوم أخذ أحد المستأجرين يهدم في محله ليبني مكانه بيتا، بحجة الإيجار القديم، ليضيع الوقف ضحية النهب والسرقة، كما أن الإيجار لباقي المحلات حول المسجد لا يفي بشئ أصلا، وأنا لم أسمع يوما عن أن الأوقاف تبيع ملكا لها، لكن الإيجار القديم فعل، ضف إلى ذلك أن قيمة الأرض المقام عليها المسجد والمحلات حولها تساوي مبلغ كبير من المال، ربما يفوق العشرة ملايين جنيه، نظراً للموقع الرائع).

هذه نبذه من واقع الإيجار القديم وموقف الأوقاف الأليم، الذي دمر وخرب، ولم يصلح، فهل أذنب الواقف عندما أوقف مسجداً أو مستشفى وحولها أراضي لتنفق عليها من إيجارها وريعها؟، وقس على ذلك الكثير والكثير.

الحمد لله عادت الروح من جديد

الإيجار القديم وواقع وزارة الأوقاف الأليم.. القصة وما فيها!

 

لقد عادت الروح من جديد، وأظنها بتعليمات مباشرة من سيادة الرئيس بالنظر في الإيجار القديم، وإعادة التوازن من جديد، بين مالك مغلوب على أمره، ومستأجر أخذ ما لا يستحق طيلة سنوات طويلة، لكن لا داعي للتحدث بالطبع في هذا الأمر الآن، وإنما نحمد الله ونرجوا من رئيس الوزراء أن يخرج قانونا شاملا جامعا مانعا في أقرب وقت، لينهي هذه المهزلة المسكوت عنها منذ أكثر من ربع قرن ويزيد، ويعيد الأوقاف لدورها الريادي من جديد.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    #يسقط_قانون_الايجار_القديم

  2. اسامه احمد يحي محمد يقول

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاسم اسامه احمد يحي محمد من السودان يا رب العالمين حلم