إنهم الأتراك الأفارقة.. فماذا تعرف عنهم وعن معاناتهم؟

هل كنت تعلم أن هناك مواطنين أتراك ببشرة سمراء؟ في الحقيقة نعم، مازال هناك آلاف الأفارقة الذين يسكنون في تركيا ويحملون جنسيتها. فتعالوا نتعرف سويةً على أصلهم ومن أين جاءوا.

من أين جاء الأتراك ذوي البشرة سمراء

كانت تركيا تحت حكم الدولة العثمانية لقرون، وكانت من أبرز إمبراطوريات زمانها حيث امتدت على ثلاث قارات، وكانت في تلك الأيام تجارة العبيد ما زالت شائعة، فاستجلب الحكام العثمانيون العديد من الأفارقة للعمل في المنازل والحقول منذ بداية القرن السادس عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر، وكان أغلبهم يعمل في الطهي أو في تربية الأطفال إضافة للزراعة.

رغم قيام السلطان عبد المجيد الأول بإلغاء تجارة العبيد بمرسوم سلطاني في منتصف القرن الثامن عشر، إلى أن العديد من الأسر العثمانية احتفظت بالرقيق لديهم حتى أوائل القرن الماضي أما المحررين من العبيد خلال القرون بعدها بقوا في المدن التي ولدو فيها على اعتبار أن أجدادهم أتو من أفريقيا وهم ليس لهم من دون تركيا وطناً.

وتركزت تجارة الرقيق في تركيا في القرى المحيطة بسواحل البحر الأبيض المتوسط وسواحل بحر إيجة. وهناك قسم لا يستهان به من الأتراك سمر البشرة يعود أصلهم لجزيرة كريت اليونانية، حيث حصلت في القرن الماضي معاهدة شهيرة باسم لوزان بين تركيا واليونان، وحصل فيها تبادل السكان بين البلدين وكان من ضمنهم العبيد ذوي الأصول الأفريقية الذين انتقلوا مع الأتراك المسلمين من اليونان ليستقروا بعدها في مدينة أزمير التركية.

يصل عددهم ل 20 ألف وحياتهم لا تخلو من المعاناة

على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية توضح أعدادهم إلى أن التقديرات بحسب رويترز تشير إلى أن الأتراك سمر البشرة يتجاوز عددهم العشرون ألف شخصاً. ولا يمكن تمييز هؤلاء الأتراك عن باقي الأتراك سوى بلونهم فقط، فهم اندمجوا بالمجتمع وأغلبهم على دين الإسلام، كما أنهم متأصلين في الثقافة التركية وينتمون لهذا البلد الذي ولدوا هم وأجدادهم فيه وترعرعوا به، ما عدا فئة قليلة منهم ما زالوا يعتبرون أنفسهم أنهم مواطنين أتراك (درجة ثانية) ولا ينتمون لهذا البلد خصوصاً مع استمرار السلوكيات العنصرية ضدهم، واعتبارهم أنهم زوار في هذا البلد من قبل بعض المواطنين الأتراك المتعصبين. ويلقون الأتراك الأفارقة العديد من المضايقات اليومية حتى من غير العنصريين منهم، فالعديد منهم قالوا إن هناك العديد من الأتراك يحاولون الحديث معهم بلغة غير التركية مثل الإنكليزية بما في ذلك من حسرة تزرع في قلوبهم وتذكرهم أنهم لا يشبهون أهل البلد الأصليين مهما حاولوا الاندماج بثقافته.

البشرة أفريقية واللغة تركية والموطن إزمير | المعرفة | الجزيرة نت

مساهمتهم في تاريخ تركيا الحديث

من أشهر الأفارقة الأتراك هو أحمد علي شليكتن الطيار العثماني الذي أصبح أول طيار تركي أسمر البشرة في عام 1914 وتم تكريمه بأرفع وسام في الدولة وهو وسام الاستقلال تقديراً لشجاعته حيث شارك في حروب الاستقلال التركية.

حكاية إسمراي... - رصيف22

ومن أشهر الفنانين اللأفريقيين من أصول تركية هي المغنية إسماراي والتي كانت من أول مؤسسين الأغنية الشعبية في تركية والتي يعود لها الفضل في ترويجها منذ سبعينات القرن الماضي.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد