إدمان المواد الجنسية والإباحية وتأثيره على المخ وطرق العلاج

بظهور الإنترنت وإنتشار الثقافات وتلاشى الحواجز أصبحت الحياة سهلة وأضحت التكنولوجيا أداة بناء وفناء ترفيه، ولكن لم تسير الأمور على ما يرام، فإنتشار الثقافات إنما هو السم في العسل، حيث أصبح العرى بضاعة الغرب والشرق على حد سواء، ونعرض في هذا المقال لأفة خطيرة من أفات تلاشى الحواجز وإنعدام الأخلاق، ألا وهى ظاهرة الأفلام الإباحية وإنتشارها وأثرها على المجتمع الشرقى الأصيل حتى أدمنها شبابنا

ما هو إدمان المواد الإباحية؟

هى حالة تسيطر على الإنسان عند الإنغماس في مشاهدة المناظر المثيرة والإستمرار عليها ينتج عنها رغبة شديدة في مشاهدة المناظر الإباحية مصورة تجعله ينظر برغبة شديدة وتركيز إلى الأعضاء التناسلية وينجم عنها قضاء ساعات طويلة من اليوم في مشاهدة أفلام الجنس مما يؤدئ إلى السعر الجنسى، وأختلف الباحثون في تصنيف هذه الحالة كونها إدماناً أم لا، إلا أن أحد لم يختلف على وصفها بالسلوك الشاذ شديد الخطورة على الدماغ البشرى.

وتؤدى هذه الحالة إلى تغير في سلوك المتلقى يدفعه إلى العنف الجنسى أو الشذوذ الجنسى أو الإغتصاب أو العزلة أحياناً، وغالبا ما يُسمى هؤلاء بأسم ضحايا الفكر الجنسى، وليس هناك سبب واضح لهذا الأمر إلا توفرمصادرة خاصة على شبكة الإنترنت.

كيف يؤثر هذا النوع من الإدمان على كيمياء المخ؟

في المخ مادة تسمى الدوبامين وهى مسئولة عن الإحساس بالسعادة ويفرزها المخ بالكميات المطلوبة، ولكن يحدث العكس عند تعاطى المخدرات مثل الهيروين والكوكاين، وكذلك عند مشاهدة أفلام الجنس. فتعاطى المخدرات يجعل المخ يفرز مادة الدوبامين بكثرة مما يجعله يشعر بسعادة أكثر، وبالتالى، يحتاج في كل مرة إلى كمية أكبر من المخدر لكى يصل إلى السعادة المرجوة مما يدفع الشخص إلى تناول المخدرات بكثرة وبالتإلى إدمانها ـ؛ نفس الأمر يحدث عند إدمان المواقع الإباحية حيث يقوم المخ بإفراز هذه المادة عند رؤية منظر مثير وبالتإلى تزداد الكمية بزيادة الإثارة مما يدفع الشخص إلى المزيد من الرؤية للحصول على المزيد من السعادة (الزائفة)

رأى الإسلام في إدمان المواد الإباحية؟

إدمان المواد الإباحية، هو نتيجة حتمية للبعد عن الله وعدم الإلتزام بتعاليم الله وعدم التواصى بالصبر الذي أمرنا الله به، قلة الإيمان والتقوى، فبكثرة المعاصى تنكت نكت سوداء في القلب فلا تجعل القلب يعرف معروفاً أو ينكر منكراً، وبالتإلى فمتابعة النظر بالنظرة تجعل ما بعدها أيسر منها، وذلك أمر خطير، حتى يعتاد الإنسان على المواد الإباحية فلا ينكرها ويبرر لنفسه ألف عذر أو قد لا يبرر، إلا أنه تبقى في قلبه كأبة وحزن لا يزيله إلا القرب من الله، وعلى هذا فبذرة هذا الأمر سهم من سهام الشيطان وهو سهم مسموم قد يردي صاحبه قتيلاً وهو يشاهد أفلام الجنس، فالبذرة الأولى حرام فما بالنا بما نتج عنها من شجرة خبثة أسمها المواد الإباحية.

هل أنت مدمن مواد إباحية؟

لاشك أن مجرد النظر إلى أبسط العورات (وما من عورة بسيطة) هو أشد الحرام، وهومن حرمات الله التي أمرنا بالإبتعاد عنه، ولكن البعد عن الله أدى إلى الإنغماس في متابعة النظرة تلو الأخرى حتى أسود القلب، ومن ثم أنتقل صاحبة إلى مرحلة أكبر حتى وصل إلى المواد الإباحية، وقد ينغمس فيها فيصير مدمناً، ولتتعرف على حالتك نحو هذه المواد نعرض عليك هذه النقاط :

إذا كنت تستخدم المواد الإباحية على حساب وقت عملك وهوايتك ونشاطك وعلاقاتك الإجتماعية

إذا كنت تلجأ للمواد الإباحية عند الشعور بالحزن أو الغضب أو القلق أو الملل

إذا كنت تستخدم المواد الإباحية كوسيلة لتخفيف الضغط العصبى

إذا كنت تحاول أن تقلع عن هذه المواد وتفشل في كل مرة

إذا كنت تستخدم المواد الإباحية رغم تأكدك أنه قد يلحق هذا الأمر بك الضرر أو بشريك حياتك أو يؤثر على عملك، ولا تبإلى أن يراك مسئول وأنت تشاهد تلك المواد

إذا كنت وصلت لهذه المرحلة فلا يجب أن تنكرها وأطلب فوراً يد العون والمساعدة حتى لا تقع في مرحلة لا يمكن منها الرجوع.

هل من علاج ؟

علاج إدمان المواقع الإباحية هو أمر ليس الصعب، وليس باليسير. وتكمن صعوبته في قتله منذ بدايته (مع بعض أنواع العلاجى النفسى والسلوكى) ولكن سنذكر روشتة سريعة عسى الله أن يجعلها شفاءأ من هذا الداء العضال، وهى تتمثل في النقاط الأتية

الإستعانة وطلب العون من الله وطلب الشفاء لأن الله هو الشافى

عدم الإنفكاك لحظة عن طاعة الله

عدم النظر إلى حرمات الله من البداية

الإستغفار الدائم عند الوقوع في نظرة أو ماشابه

ذكر الله دائما

عدم العزلة بقدر الأمكان خاصة مع جهاز كمبيوتر وإنترنت

الإنشغال بالهوايات المختلفة والأعمال النافعة

الإنشغال بفرع من فروع العلم الشرعى

تذكر سوء الخاتمة وملك الموت وقبل كل هذا تذكر الله وكيف أنك لم تستحى منه، وتذكر مكر الله وحلمه ولو شاء لأخذك وأنت تشاهد تلك المواد وبُعثت على ما مت عليه، فتذكركل هذا جيداً ولا تنفك لحظة عن ذكر الله والإستغفار الدائم عقب كل ذنب، ولاتبيت النية بسوء أو بذنب، وتب من قريب، ولا تيأس من رحمة الله فإن الله يغفرالذنوب جميعاً ولكن لا يغرنك حلم الله وتتمنى عليه الأمانى فتصبح من العاجزين المتبعين لشهواتهم ولكن كن كيساً فطناً وحاسب نفسك وتذكر أن هذا الأمر جد خطير، وأسأل الله لنا ولكم العافية والسلامة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قد يهمك:

عن الكاتب:

التعليقات مغلقة.