“نيكولا تسلا” العالِم الذي غَيَّر العالَم بعبقريته

إذا لم تسمع من قبل عن نيكولا تسلا فلا شك أن هذه المقالة ستغير وجهة نظرك بشأن العلماء العباقرة الذين غيروا حياتنا بشكل كبير بفضل عقولهم الفذة واكتشافاتهم المذهلة.

ولد نيكولا تسلا في 10 يوليو 1856 في كرواتيا، وقد أصيب في طفولته بوباء الكوليرا ولكنه تعافى منه بعدها وافق والده على التحاقه بمدرسة الهندسة وهنا ظهرت بوادر عبقريته المذهلة في حل المعادلات الرياضية، تخرج نيكولا تسلا من الجامعة وأصبح مهندساً كهربائيا، واستطاع بعبقريته الفذة أن يتوصل إلى طريقة فعالة لنقل الكهرباء بكفاءة من خلال ما يسمى بالتيار المتردد أو المتناوب بعد أن أدرك عدم جدوى طريقة توماس إديسون في نقل الطاقة الكهربائية بواسطة التيار المستمر وذلك لأن مولد التيار المستمر يقوم بنقل الكهرباء لمسافة قدرها ميل ونصف تقريباً لهذا يجب وضع مولد جديد بعد هذه المسافة، أما مولد التيار المتردد فيكفي لإضاءة مدينة كاملة بمفرده ولكن فكرة تسلا كانت بحاجة لتمويل مادي كبير من أجل تنفيذها.

في عام 1887 التقى تسلا باثنين من المستثمرين الذين وافقا على تمويل مشروعه، وحصل تسلا بعدها على براءة اختراع التيار المتردد عندها بدأت حرب التيارات بين تسلا صاحب التيار المتناوب وإديسون صاحب التيار المباشر، استطاع تسلا الفوز بهذه الحرب ومنذ ذلك الوقت أصبحت مولدات التيار المتردد هي النظام الأساسي لنقل الكهرباء حول العالم، وهو ما أثار حفيظة توماس إديسون فقام برفع دعوى قضائية ضد نيكولا تسلا اتهمه فيها بسرقة براءات اختراعاته ولكنه خسر هذه الدعوة بعد أن ثبت أن براءات تسلا كانت أصلية.

لم يكتف تسلا بذلك فقط بل عمل على تطوير طريقة لنقل الكهرباء مجاناً بطريقة لاسلكية من خلال ما يسمى بأبراج تسلا أو مشروع (واردنكليف) ولكن لم يشأ القدر لهذه الفكرة اللامعة أن ترى النور بسبب انسحاب الممولين من تنفيذ هذا المشروع بعد أن أدركوا أن تطبيق هذا المشروع على أرض الواقع سيعرضهم لخسائر مادية كبيرة لأن هذه الفكرة كانت ستوفر الكهرباء للناس مجاناً وعلى رأسهم رجل الأعمال الأمريكي “جون بيربونت مورجان”الذي كان يملك إحدى أكبر الإمبراطوريات المالية في القرن العشرين فهو لم يرَ أي مصلحة له من نقل الكهرباء لاسلكياً وعندها قال جملته الشهيرة :

إذا كان بالإمكان لأي شخص أن يسحب هذه الكهرباء مجاناً وفي أي وقت يريده فكيف إذاً سيلتزمون  بدفع الفواتير؟ … أين سأضع العدادات؟ …
فلولا تَسَلُّط المستثمرين ورغبتهم في احتكار الكهرباء لَكُنَّا الآن نحيا في زمن الكهرباء المجانية اللا محدودة.

(برج واردنكليف)

ولكن على الرغم من ذلك لم يتوقف تسلا عند هذه الفكرة بل قام بابتكار العديد من الاختراعات التي سبقت زمانه بكثير مثل أجهزة الرادار والتحكم عن بعد وغيرها من الإختراعات الأخرى التي يعتقد الكثير منا أنها اختراعات حديثة، وقد وصلت عبقرية تسلا إلى الحد الذي جعل الناس يتهمونه بالسحر والشعوذة.

هكذا قضى تسلا حياته … كانت اكتشافاته تُقَابَلُ بالرفض والإنكار وكان كل ما يهمه هو أن يُسَخِّر عبقريته لخدمة البشرية، توفي تسلا في عام 1934 عن عمر يناهز 86 عاماً بعد أن ترك للبشرية كنزاً هائلاً من الاكتشافات العلمية التي ننعم بها في زماننا هذا، وما نعيشه الآن في القرن الواحد والعشرين ما هو إلا جزء بسيط مما كُنَّا سنكون عليه لو أننا أعرنا اهتماماً لكل أفكاره العبقرية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد