نزار قبانى والأحزان التى صنعت أشعاره

نزار قبانى، وإسمه بالكامل نزار بن توفيق القبانى، شاعر سورى، ولد سنة 1923، يعتبر جده أبو خليل القبانى من رائدى المسرح العربى، تخرج من كلية الحقوق عام 1945، وعمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسى، متنقلا بين العواصم المختلفة، حتى قدم إستقالته عام 1966، أصدر أولى دواوينه الشعرية عام 1944 بعنوان ” قالت لى السمرا “، ويكيبيديا

نزار قبانى

نزار قبانى والأحزان التى صنعت أشعاره

نزار قبانى، خلال طفولته فقد أخته وصال التى إنتحرت بعدما أجبرها أهلها على الزواج من رجل لاتحبه، مما أثر في نفس نزار، وساهم في حبه وإحترامه للمرأة دائما، كما أثر في في أراءه في حق المرأة في تحقيق ذاتها، ظهرت موهبته الشعرية في سن السادسة عشر، حين كان في رحلة بحرية لروما، فألف قصيدة يتغزل فيها في الأمواج، والأسماك، وأصدر ديوان قالت لى السمراء أثناء عمله بالسلك الدبلوماسى، ثم إستقال وتفرغ لممارسة هوايته الأدبية. وكانت معظم أشعار نزار قبانى عن المرأة والحب فقال :

يا امرأة تدخل في تركيب الشعر

دافئة انت كرمل البحر

رائعة انت كليلة قدر

من يوم طرقت الباب على إبتدا العمر

ومن أجمل ما كتب نزار قبانى تلك القصائد التى غناها كاظم الساهر، وتعتبر من أجمل ما غنى كاظم الساهر منها :

إنى خيرتك

إنى خيرتك فاختارى

ما بين الموت على صدرى

أو بين دفاتر أشعارى

اختارى الحب أو اللاحب

فجبنٌ أن لا تختارى

لا توجد منطقة وسطى

ما بين الجنة والنار

كما غنى أيضاً كاظم الساهر لنزار قبانى قصيدة مدرسة الحب وتقول :

علمنى الحب أن أحزن

وأنا محتاج منذ عصور

لإمرأة تجعلنى أحزن

لإمرأة أبكى فوق زراعيها مثل العصفور

لإمرة تجمع أجزائى كشظايا البلور المكسور.

نزار قبانى وقصة عشق بلقيس

نزار قبانى، كان في زيارة إلى العراق في الستينيات، وأثناء إلقاءه الشعر في إحدى القاعات، قابل نزار قبانى بلقيس الراوى، وهى دبلوماسية عراقية، ولدت في حى الأعظمية، وكانت بلقيس تحضر الندوة الشعرية لنزار  قبانى، وأعجب بها نزار وتقدم لخطبتها، ولم يوافق والدها، وغادر  نزار العراق، وبعد فترة دُعى نزار قبانى إلى مهرجان المربد الشعرى في العراق،  وكان في هذه الفترة، لا يزال على تواصل مع بلقيس عن طريق الخطابات، وكان ذلك سرا دون علم والدها، وأثناء حضوره المربد الشعرى، ألقى قصيدة يعبر فيها عن حبه لبلقيس تقول :

مرحبا يا عراق جئت أغنيك

وبعض الغناء بكاء

مرحبا مرحبا أتعرف وجهها

حفرته الأيام والأنواء

أكل الحب من حشاشة قلبى

والبقايا تقاسمتها النساء

فتعاطف الحضور مع نزار،  وإنتشرت قصة عشق نزار وبلقيس في أنحاء العراق حتى وصلت إلى الرئيس العراقى أحمد حسن البكر  الذى تعاطف مع نزار، فأرسل وزير الشباب، ووكيل وزارة الخاجية إلى والد بلقيس، ليخطب بلقيس لنزار، فوافق والد بلقيس، وتزوج نزار وبلقيس، وكتب لها كتاب اطلق عليه اسم كتاب الحب، ويضم عدة قصائد غزل في بلقيس مثل :

أشهد أن لا إمرأة أتقنت اللعبة إلا أنت

واحتملت حماقتى عشرة أعوام كما احتملتِ

واصطبرت على جنونى مثلما صبرتِ

وكان نزار قد فقد إبنه الأكبر من زوجته الأولى توفيق، والذى كان طالبا في كلية الطب في جامعة القاهرة عام 1973 مما كان له أثر كبير في حياة نزار، ورثاه بقصيدة الأمير الخرافى توفيق قبانى

قد يعجبك : بيرم التونسى من التمرد للعشق الإلهى برائعة القلب يعشق كل جميل

باعوا بالميت وطلعوا ميتينا تعابير شعبية لها حكاية وأصل

نزار قبانى ومقتل بلقيس

وفى ذلك الوقت كان نزار  قد إستقر في بيروت مع بلقيس، حيث كانت بلقيس تعمل في الملحق الثقافى للسفارة العراقية في بيروت، وفى عام 1981 تم تفجير السفارة العراقية في بيروت وراح ضحية الحادث 61 شخص من بينهم بلقيس الراوى زوجة نزار قبانى، وقد صُدم نزار برحيل بلقيس وكتب في رثائها :

شكرا لكم

شكرا لكم

فحبيبتى قًتلت، وصار بوسعكم

أن تشربوا كأسا على قبر  الشهيدة

وقصيدتى أًغتيلت وهل من أمة في الأرض

إلا نحن نغتال القصيدة

بلقيس كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل

بلقيس كانت أطول النخلات في أرض العراق

كانت إذا تمشى ترافقها طواويس وتتبعها أيائل

بلقيس يا وجعى ويا وجع القصيدة

حين تلمسها الأنامل

وفاة نزار قبانى

لم يتزوج نزار بعد مقتل بلقيس، وغادر لبنان، وبعد أن تنقل في العواصم الأوربية، إستقر في لندن، وقضى فيها خمسة عشر عاما، واستمر في كتابة الشعر، ونشر القصائد، وكانت أغلب قصائده في ذلك الوقت قصائد سياسية مثل متى يعلنون وفاة العرب، والمهرولون، وتعرض نزار لوعكة صحية دخل على اثرها المستشفى في لندن، وكتب نزار وصيته بأن يدفن في دمشق، وقال عنها ” الرحم الذى علمنى الشعر، الذى علمنى الإبداع والذى علمنى أبجدية الياسمين ” ثم توفى نزار قبانى بأزمه قلبية عن عمر يناهز ٧٥ عاما، وقد تم دفنه في دمشق كما أوصى.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد