ميزان الصراع: بين الإخفاقات العسكرية والمكاسب الاستراتيجية

من المنتصر؟ قراءة تحليلية للأحداث

دعونا نتناول ما حدث بالأرقام والحقائق، بعيدًا عن التحيز والاتهامات، التحليل هنا قائم على النتائج وليس على المواقف المسبقة. إذا كان لديك رأي مغاير، فليكن مدعومًا بأدلة قاطعة بدلًا من اللجوء إلى الاتهام بالتحيز أو المجاملة.

أولًا: إسرائيل وأهدافها

وضعت إسرائيل ثلاث أولويات خلال الصراع:

1. استعادة الرهائن باستخدام القوة العسكرية.

2. القضاء على حركة حماس وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة.

3. منع تكرار أحداث 7 أكتوبر بأي شكل.

النتيجة:

فشل تام في استعادة الرهائن بالقوة، إذ انتهى الأمر بتبادل الأسرى بعد مفاوضات.

لم تتمكن إسرائيل من القضاء على حماس التي لا تزال تسيطر فعليًا على القطاع.

لم تقدم أي ضمانات واضحة تمنع تكرار السيناريو الذي حدث يوم 7 أكتوبر.

ثانيًا: حماس وأهدافها

وضعت حركة حماس أهدافها على النحو التالي:

1. تحرير الأسرى الفلسطينيين.

2. حماية المسجد الأقصى من الاقتحامات.

3. الدفع نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

النتيجة:

لم يتحقق تحرير الأسرى بالشكل المأمول، ولم تستطع حماية المسجد الأقصى من الاعتداءات.

تسبب الصراع في دمار هائل لغزة، التي تحتاج سنوات لإعادة الإعمار.

أدى ذلك إلى سقوط عدد كبير من الشهداء، وتشريد مئات الآلاف من السكان، مع تدهور الوضع الفلسطيني.

ثالثًا: الدور المصري

مصر كانت الطرف الأكثر توازنًا، واستطاعت تحقيق مكاسب استراتيجية:

1. حافظت على ما تبقى من القضية الفلسطينية ومنعت تصفيتها بالكامل.

2. أحبطت مخطط تهجير سكان غزة والضفة، مما جنب الفلسطينيين كارثة إنسانية كبرى.

3. فرضت نفسها كطرف فاعل في المفاوضات، وأجبرت إسرائيل على التخلي عن محور فيلادلفيا ومعبر رفح.

4. تولت مصر مسؤولية إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، وأصبحت شريكًا أساسيًا في الحلول المستقبلية.

5. تمكنت من تعزيز وجودها العسكري في سيناء، وهو مكسب استراتيجي غير مسبوق منذ عقود.

الخلاصة

الخاسر الأكبر: سكان غزة الذين دفعوا ثمن الصراع من دمائهم ومنازلهم ومستقبلهم.

المهزوم عسكريًا واستراتيجيًا: إسرائيل وحماس؛ فالأولى لم تحقق أهدافها العسكرية، والثانية لم تحقق مكاسب سياسية حقيقية.

الرابح الحقيقي: مصر، التي استطاعت أن توازن بين حماية أمنها القومي وتعزيز مكانتها الإقليمية، مع الحفاظ على ما تبقى من القضية الفلسطينية.

في النهاية، أثبتت مصر أنها الرقم الصعب في هذه المعادلة المعقدة، وأنها قادرة على الدفاع عن مصالحها ومصالح أشقائها في ظل تحديات إقليمية ودولية معقدة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2025 لشركة نجوم مصرية®،جميع الحقوق محفوظة.