من خلق الخالق؟ سؤال يراود الكثيرين.. الدكتور أحمد سراج يجيب

يعتبر الحديث عن الخالق والسؤال عن ماهيته موضوعاً أزلياً تساءل عنه الانسان منذ فجر التاريخ، إذا بحثت في مواقع الانترنت عن إجابة حول السؤال الشهير “من خلق الله” ستجد الكثير من الإجابات الفلسفية والتي تقدم لنا ردوداً غير مقنعة وللأسف فإن كثرة التطرق لتلك التساؤلات دون الحصول على إجابة مقنعة قد تقود الشخص للكفر بالله وإنكار وجوده والعياذ به تعالى، يجب تقريب الإجابة لعقل من يتساءل حول ذلك الأمر أولاً بالقول بأن هناك بعض القوانين والأمور التي يجب معرفتها حتى نتمكن من تقريب الإجابة وإيصالها بشكل مقنع.
السؤال حول خالق الخالق غير منطقي:
السؤال حول خالق الخالق غير منطقي لسببين، السبب الأول هو أن هناك قاعدة يستند عليها ذلك التساؤل وسنشرحها بالتفصيل والسبب الآخر هو أن عقل الإنسان به نوع من القصور وسنتكلم عنه أيضاً بشيء من التفصيل.
منطقية التساؤل:
يوجد لكل موجود واجد، ولكل مخلوق خالق لكن الله ليس مخلوق وليس كائن له من خلقه وأنشأه، صحيح أن العقل لا يتقبل حقيقة أن ليس هناك كائن جاء من العدم لكن ذلك لا ينطبق على الله سبحانه وتعالى لكونه الخالق والمنشئ لكل شيء في الكون، لا يجوز ايضاً منطقياً تطبيق صفات المخلوقات على الخالق مثل أن تقول بأن النجار الذي صنع الباب الخشبي “ولله المثل الأعلى” له ذات الصفات والخصائص التي للباب.
قصور العقل البشري:
لا يمكننا إنكار قدرات العقل البشري اللامتناهية والتي مكنت البشرية من التقدم وإنجاز كل ما يمكننا رؤيته اليوم من حضارة وتكنولوجيا وعلوم مختلفة، وعلى الرغم من قدرات العقول البشرية إلا أن لها مواطن قصور لا يمكن التغاضي عنها، سنتخذ من ألبرت اينشتاين عالم الفيزياء الذي لا يشق له غبار مثلاً، عندما خرج اينشتاين للبشرية بالنظرية النسبية لم يتمكن من فهمها سوى 5 أشخاص فقط وذلك لأن البقية غير قادرين على مجاراة قدرات اينشتاين العقلية ولا قدرات من فهموا الأمر واستوعبوه وذلك أمر دنيوي ويتناول قضية موجودة في كوننا الملموس في حياتنا الدنيا فما بالك بالله العظيم الذي لا تراه العيون ولا تدركه الحواس، إذا كنا غير قادرين على التوصل لحقيقة أشياء موجودة بالفعل في كوننا الملموس فكيف لنا بخالقه.
أيد الرسول “صلى الله عليه وسلم” حقيقة أن بعض الناس يتساءلون حول خلق الله فبحسب ما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول من خلق ربك؟”، في ذلك الحديث إشارة أن على المؤمن الحق تسليم الأمر لله وعدم الاسترسال في الأسئلة الوجودية التي تؤدي للكفر والعياذ بالله.
على المؤمن الحق أيضاً الايمان بأن حقيقة ذلك الأمر عند الله وحده ويمكن توضيح ذلك بمثال صغير “ولله المثل الأعلى”، فلنفترض أن لأحدهم ابناً يتساءل عن الكيفية التي جاء بها للدنيا فيقول له والده بأنه جاء من بطن أمه والأب يعلم الإجابة الحقيقية بكل تفاصيلها ولكنه لا يريد اطلاع ابنه عليها لأن عقله لن يتفهم الأمر ولن يستوعبه، لكن الأب في نهاية المطاف على دراية بحقيقة الأمر كاملة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.