من القاهرة لباريس بين الطمي الأسود والثلج الأبيض رحلة أ.د فتحية الفرارجي في كتابها بين النيل والسين

في رحلة القاهرة لباريس الساهرة التي ترويها الأستاذه الدكتورة فتحية الفرارجى  في كتابها بين النيل والسين الصادر عن دار نشر السراج المكون من 250 صفحة والمعروض حاليا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب   صالة 2 جناح  C32،  طافت بنا كاميرات الكاتبه التي نمى وحى خيالها في قلب النيل وبين ذراعيه فمزجت بين الطمى الأسود وبين الثلج الأبيض.

تنسج لنا لوحات متعددة الألوان فى  انحاء مصر من شمالها إلى جنوبها بين احضان الطبيعة من جبال وبحار في سيناء والإسكندريه ووشرم الشيخ ومرسى مطروح. ومن بين التراث الأثرى الحضارى للقاهرة والأقصر وأسوان،   قبل أن تطوف بنا مع طائرتها المسافرة لباريس وسويسرا.

 

وندعو ك عزيزى القارىء للاطلاع على بعض المقتفات من كتابها:

“ومثل ما في القلب من بطينين وأذينين

ومثل ما في العقل من فصين

مصر وفرنسا هما لى جناحان.”

كما كتبت ورسمت لنا لوحة السفر من نافذة الطائرة: “ومن الرحلات الأرضية إلى الرحلات السحابية  وكانت رحلتى الأولى على الطيران الفرنسى وخروج المضيفات الفرنسيات وتوزيع البونبون ومحاكاة الخطوات ما يمكن القيام به وقت الخطر وكان يجاورنى فرنسى وحينها كنت أود من كل قلبى أن أجلس بجوار الشباك لتقترب منى أكثر صورة هذا العالم الصغير الذي تتعدد لوحاتة وألوانه :

وحلقت الطائرة

انظر اليها عندما ترفع قدميها

وتحلق في حضن السحاب ويتهادى على جناحيها

تغزوه غزو الحبيب مهدد لشفتيها

فتتمايل برشاقة ويعلو نهديها

وتنطر بجوار شباكها

وأنظر حواليها

فكم ترى من عوالم صغيرة

مهما كانت احجامها فهى فقيرة

مسلوب قوتها.. للعين أسيرة

ترى كم أنه جميل نظرتك من بعيد

في كونك تذهب وتعيد

فكلما التصقنا بأمورنا كبرت

وكلما بعدنا عنها صغرت

ويختلف ضغط جوك

ويختلف ضغط فكرك

عندما تهبط تجذب كل أطرافك

وعندما تصعد تضم كل اجزائك

وتتساءل من أنا وسط الكائنات

وقد صغرت قمم الجبال

وقد انمحت حدود الخيال

وتتسائل من أنت وسط السحاب

كل الناس بحاجة للتواصل والتحاب

تحلق الطائرة  سابحة

تحلق ماكرة سارحة

تتخطى خطوط الزمان والأيام الجارحة

تحمل على أجنحتها أصوات من لغات مختلفة

وتضم تحت جناحها قمما مزدلفة

وكان الضغط الجوى على اذنى يطبق ويخنق كل مخاوف الماضى وكل شعور بالخوف واليأس وظلت المصارعة حتى كدت يغشى علىّ وتقيأت كل ما في جوفى.. حتى كدت أن يغشى علىّ وأفقد وعيى بكل شىء وكأنى سحابة اصطدمت بأخرى وهطلت أمطار تغسل ملابسى وتعطرنى بعطر فرنسى”

  وفي جولتها بين الجامعة والمتاحف والشوارع والمطاعم والمحلات والمحطات وعالم الثقافة والإدارايات تركت لك عزيزى القارىء مائدة تفوح فيها روائح الثقافة الفرنسية وأطياف الأجواء المصرية

حصلت الكاتبة  على جائزة الجامعة التشجيعية 2014، كما أن لها العديد من المؤلفات والكتب والقصائد من بينها،   صهيل الخيول وألبابها مكتبة الآداب- القاهرة (2011)،   نبض الورود على الثلوج– دار الكتاب الحديث- القاهرة  (2013)، جنين في القلب المجروح -دار الكتاب الحديث (2015)، – القاهرة وأغلقت المدينة عينيها– مؤسسة العالم العربى للدراسات والنشر – القاهر (2017)، ومجمل انتاجها الشعرى وصل إلى 155 قصيدة.

كما قامت بتقديم بعض الكتب مثل  ترجمة المذبحة في باريس للدكتور توفيق منصور -مكتبة الآداب- القاهرة -2016، ولها تحت الطبع فكك بمخمخ (مجموعه قصصيه)،  ومن مؤلفاتها بالفرنسية ديوان الصحراء وأمطار الشتاء الصادر عن دار فاروس العلمية بالاسكندرية، وكتاب لقاءات ومراسلات عن دار فاروس العلميه لعام 2018

ولها تحت الطبع ترجمة من الفرنسية للعربية”زحف الليل” للكاتب الفرنسى ميشيل ديون وعضو بالاكاديمية الفرنسية

النيل والسين في طبعته الأولى…

 “بتحلم من زمان.. زهقان…نفسك تسافر.. اللهم هجرة…! ممكن نسافر انا وانت في رحلة.. .آن الأوان.. متحنط في الماضى.. .غرقان سلوك النت سلوكها مكتفاك…ومغرياتها شديدة لبلاد بعيدة تركب الطائرة  فوق السحاب؟ نركب سفينة فوق الأمواج؟ بعد سنين يمكن نسافر في صاروخ؟  تاخد مركب في النيل…أو مركب في السين.. تعإلى نطوف في رحلات وجولات…تعإلى نعيش الأحلام البعيدة والقريبة جاهز..؟.للسفر استعدادته وحقائبه واحتياجاته؟

بين السوربون القديمة والحديثة ومدرسة المعلمين العليا

والكوليچ دو فرانس  وقاعات المؤتمرات وبهو المتاحف ويتقدمها متحف اللوفر

كنت بحاجة داخل هذه الدوائر لبعض الهوامش والتعليقات التي تمكننى من الترجمة وضبط زوايا المرآة للقارئ البعيد عن هذا الغلاف الجوى المختلف، وضبط كاميرات التصوير داخل عربات القطار وضبط أجهزة تفتيش وضبط حرارةالإنتقال من طابق إلى طابق داخل المصعد.

ومن رصيف إلى رصيف في محطة المترو أو القطار…

 ومن صالة مطار إلى صالة مطار أخرى…

لو توقف المصعد في منتصف الطوابق…لو توقف المترو في نفق مظلم.. ولو توقفت الطائرة في الهواء.. على أجنحة السحاب.. .ولوتوقفت السفينة وسط الماء.

            أو ما العجيب هنالك في الموضوع عندما حلّقت أجنحة الطائرة من مصر من أُذن البحر الأحمر إلى صدر المحيط الأطلنطى لم أجد أسوارا بين مصر وليبيا والجزائر والمغرب وتونس لم أجد غير صحراء هائمة في فستانها الحريرى اللامع الأصفر وقلادتها الجبلية.

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد